السعودية وإرهاب «داعش»: دعم أم مكافحة؟

حجم الخط
41

قال مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ امس الاول في بيان رسمي ان الفكر المتطرف والأعمال الارهابية التي ينفذها تنظيما «الدولة الاسلامية» و«القاعدة» هي «العدو الأول للاسلام»، معتبرا ان هذه الجماعات المتطرفة «لا تحسب على الاسلام».
وتزامن تصريح المفتي مع بيان لمجلس الوزراء السعودي رحب فيه بالعقوبات الدولية ضد داعش وجبهة النصرة، وهي التي وضعت عددا من الشخصيات الخليجية في القائمة السوداء بتهمة تمويل الارهاب. وذكر البيان بامر ملكي اصدره الملك عبدالله يقضي بالسجن لفترة تصل الى عشرين عاما لكل من شارك في اعمال قتالية خارج البلاد، او انتمى الى تيارات او جماعات متطرفة. وكانت الرياض تبرعت مؤخرا بمئة مليون دولار لمركز الامم المتحدة لمكافحة الارهاب في نيويورك.
وتعكس هذه الاجراءات قلقا جديا سعوديا من خطر قوات داعش بعد ان تمكنت من التهام مدن ومناطق شاسعة في العراق وسوريا مؤخرا، حتى اصبحت «دولة الخلافة» التي اعلنها ابوبكر البغدادي تماثل او تزيد عن بريطانيا في مساحتها.
وفاقم من هذا القلق استطلاع غير رسمي اجري على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، واظهر ان «نحو تسعين بالمئة من السعوديين يعتبرون ان افكار داعش تتفق مع الشريعة الاسلامية». وكان استطلاع أُجري عام 2009 أظهر أن 20 في المئة من السعوديين عبّروا عن رأي «إيجابي نوعاً ما» أو «إيجابي» تجاه تنظيم «القاعدة».
كما اكتشفت السلطات الامنية السعودية أن بعض المعتقلين في أيار/مايو الماضي للاشتباه في انتمائهم لجماعات ارهابية، ومعظم المشاركين في تموز/يوليو بهجوم ارهابي قرب الحدود اليمنية، هم من خريجي برنامج حكومي مخصص لاعادة تأهيل «الإرهابيين التائبين» في البلاد. وأفادت وزارة الداخلية السعودية الشهر الماضي في تقاريرها أن 10 في المئة من المشاركين في البرنامج يعودون إلى التطرف.
وهكذا يتضح عمق المأزق السعودي مع الفشل المزمن للاجراءات الامنية والقانونية والسياسية لمكافحة ارهاب التطرف الديني، ما يتطلب البحث عن مقاربة شاملة تستهدف اقتلاع الجذور المحلية لثقافة التكفير، حتى وان تطلب ذلك مواجهة مع المؤسسة الدينية القوية.
وينبغي الرجوع قليلا الى التاريخ لادراك مدى تعقيد هذا الامر في بلد يقال انه اقيم على ساقين، احداهما، وربما الاكثر قوة ونفوذا، هي المؤسسة الدينية السعودية.
ورغم قيام الحكومة بتوجيه وسائل الاعلام وكتاب الاعمدة داخل السعودية وخارجها مؤخرا بشن حملة واسعة ضد افكار داعش، الا ان احدا منهم لن يستطيع البحث في علاقة افكار التنظيمات التكفيرية بالمبادئ والقيم التي طالما روجت لها المؤسسة الدينية السعودية نفسها باعتبارها من الاسس التي اقيم عليها الاسلام. كما انه لن يستطيع ان ينتقد الخطاب المتطرف من جهة اصوله الفقهية التي تبرر التعاطف الشعبي المفترض مع اولئك الارهابيين، اذ ان من شأن ذلك ان يواجه المرء اتهاما بالتشكيك في العقيدة نفسها تصل عقوبته الى الاعدام، حيث ان هذا قد يفتح الباب امام التشكيك في شرعية الحكم الملكي «الاسلامي» للبلاد.
وهكذا فانه ليس من المصادفة ان السعوديين يمثلون نسبة مهمة من مقاتلي «داعش» وجبهة النصرة التي لم يذكرها المفتي في تصريحه وهي تعتبر الفرع السوري من تنظيم القاعدة.
الواقع ان ظهور داعش واخواتها يمثل نتيجة طبيعية لفشل السعودية المتراكم خلال السنوات الماضية في تبني مقاربة شاملة وحقيقية لمكافحة الارهاب بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعته البلاد لدى عودة المتطرفين من افغانستان في العقد الاول من هذا القرن.
ولا يجب ان يستغرب احد اذا كرر التاريخ نفسه مع الانتشار المتسارع لافكار داعش خاصة بين الشباب، ما يفسر قدرته على خوض اكثر من معركة في جبهات متباعدة ضد جيوش ثلاث دول في الوقت نفسه.
وهكذا يجدر بالحكومة السعودية قبل ان تدعو الآخرين الى محاربة داعش ان تبدأ بنفسها، فتكافحه اولا على ارضها وفي داخل مؤسساتها الدينية والاجتماعية الرسمية التي تمثل حاضنة ثقافية وربما تمويلية لانشطته.
وبدون هكذا مكافحة شاملة فان هذا الخطر الارهابي التكفيري اصبح يمثل «قنبلة موقوتة» تهدد السعودية وغيرها، وليس السؤال ان كانت ستنفجر، لكن اين ومتى، ومن سيكون ضحيتها المقبلة؟

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Joe Wayne:

    DOUBLE STANDARD OF THE HIPOCRACY

    MOUFTI OF SAUDI ARABIA IS A HYPOCRITE
    SALARY PAID EMPLOYEE MOUTH PIECE FOR AL SAUD , BEFORE HIS PREACHING GLOBAL MUSLIM HE SHOULD LOOK IN THE MIRROR : THERE ARE DIFFERENT TYPES OF TERRORISM AND TERRORISTS : LONE TERRORISTS LIKE TIMOTHY MAC.VEY GROUP TERRORISTS LIKE IRA BEFORE OR OTHER GROUPS OF FREEDOM FIGHTERS ENGAGED IN LIBERATION GUERELLA WAR FARE ARE CALLED TERRORISTS THE GROUP ARE STATES TERRORISM LIKE MOST ARAB RULERS WHO TERRORISES THEIR OWN POPULATION eg.EGYPT, IRAQ ,SYRIA ,SAUDI ARABIA ,ALGERIA SUDAN AND OTHERS

    SO WHEN YOU ARE DOG LOOK AT YOUR SELF IN THE MIRROR PERHAPS YOU ARE YOUR OWN WORSE TERRORIST ENEMY OR ENEMY TERRORIST WHATEVER COME FIRST INDEED

  2. يقول عدنان السامرائي:

    شكرا للقدس العربي على هذا المقال الجريئ .

  3. يقول غادة الشاويش:

    اضم صوتي لصوت الاخ عبد الله واحيي شجاعته وادبه الرفيع في النقاش الذي لا يستوعبه ابواق الطغاة ،
    نبيل العلي نحن في غرفة التعليق نتبادل الاراء وسؤال الاخ عبد الله يبدو انه احرجك هو سؤالي وسؤال الكثيرين الذين يعجبون من ازدواجية المعايير والرؤية بعين واحدةعلى طريقة الاعور الدجال لك ان تقول ماشئت ولنا ان ننتقد الاراء ونناقشها :
    *اليس من يقتل شعبا باكمله بالميغ ويهجر عشرة ملايين انسان ارهابي ؟
    *اليس من يبعث ميليشيات الى اراضي الاخرين لقمع ثوارها واجبارهم بالقوة على عدم تحديه هم دواعش طائفيون ؟
    *طيب ما الفرق بين من يذبح بالسكين ويذبح بالميغ ويدير العمليات النارية لاسوا دكتاتورية عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية ؟
    الحقيقة ان الاخ عبد الله ناقش سال سؤالا منطقيا وانك افلست في الرد فرميته بالقمع لماذا اذا سالك لا تجبه من يقصف في الاراضي السورية سلاح الجو الاخواني والقاعدي مش هيك( يا فيصل وابو ضحلة ؟ ، ولا انتو مش معودين على النقاش ؟
    *عيب ان نرى الضحايا اذا كانوا عشرات ونندبهم لانهم ابناءطوائفنا ونتعامى عن عشرات الالاف لان من قصفه حليف لنا ، فلا يمن لجرذ ان يخطب عن النظافة ؟ وحوله يصفق الذباب ولهذا لا يمكن للاسد والحزب وطهران ومن يؤيدون علنا قتل الناس ودفنهم على الطريقة الاسرائيلية تحت ركام منازلهم ان يتصدروا في موضوع داعش لانهم دواعش واسوا من داعش بكثير
    *اعيب من ذللك ان نلمع الساديين الطغاة والكلام ليس لمصادرة رايك بل نقاش لا يتحمله ابواق الطغاة انا هنا اقول رايي واعتبر ان الدفاع عن ارهاب الدول والهاء الناس بالبقة حتى لا يروا الفيل محاولة بائسة تفتقر الى العقل والعدالة والمنطق وتعيش خارج التاريخ والجغرافيا والزخم الشعبي الثوري الهادر القادم لا محالة لحكم دول اكثر عدلا ،
    *اسوا منها محاولتي فيصل وابو ضحلة على اقحام الاسلام المعتدل ودعوشته حتى لا يبقى لنا الا تلميع الهالكي وطاغية الشام ،داعش حاجة ملحة لميليشيات المالكي الهالك وميليشيات الاسد وميليشيات ابو الفضل العباس والحزب فيسوريا هؤلاء تقدميون وليسوا دواعش اليس كذلك ؟
    *هؤلاء يديرون العمليات النارية لاسوا دكتاتوريات القرن وينتظرون ظهور المهدي ويحررون الارض من اهلها فانتبهوا لا تناقشوا هؤلاءلان لديهم ما يخافونه ويغطون عليه انهم يحتاجون ضجيج داعشللتغطية على جرائمهم السادية ، ويريدون دعوشة كل من يتصدى لداعشيتهم ( ولهذا مغتاظون من الاسلام المعتدل ) ضجيج داعش خافت امام اجرام الميغ وسؤال الاخ عبد الله نقاش حر واتهامه بانه قمعي ودكتاتوري اليق بمن قمع الاخ لطرحه سؤالا اخلاقيا عقليا وهرب الى الامام لانه مفلس فالدفاع عن ارهاب الدولة ليس رايا انها عمالة الكلمة .
    وزارة المستضعفين جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التي ضلت طريق القدس في شوارع حلب وداريا الجناح الشيعي من داعش تللك التي تطلق على نفسها اسم حزب ( الله ) وتعاديه بموالاة اعدائه

  4. يقول أ.د خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    شكراً دائماً لرأي القدس البنّاء حول مواضيع الساعة في الوطن العربي…

    دولة الخلافة ” الداعشية ” لايمكن لها أن تحيا وتدوم وتتوسع لا بالجبر ولا بالقهر ولا بالقتل عن طريق الرمي بالرصاص ولا بقطع الرؤوس…

    السيد أبو اَلاء (أبو بكر البغدادي) الذي كان ملاحقاً من قبل صدام حسين ينصّب نفسه بما أسماه هو والتابعين له ” بخليفة المسلمين ” …بالقوة والتخويف والقسر لن يدوم مهما كانت قوة حركته ” المشبوهة ” أن كان عاجلاً أم اَجلاً….

    أذا كنّا نريد أن نتعرّف على دولة الخلافة ” الحقة والعادلة ” فما علينا ألا الى الرجوع لامهات الكتب عند العرب و أخص بالذكر:

    1- سيرة أبن هشام
    2- البداية والنهاية لابن كثير

    للتعرّف على خلافة سيدنا الفاروق عمر (رضي الله عنه) فهي حقاً أنموذج للخلافات الاسلامية. أما لمن ليس لديه الوقت الكافي فيمكنه/يمكنها تصفّح ما كتب عن هذا الرجل الاسطورة في ويكيبيديا العربي.

1 2 3 4

اشترك في قائمتنا البريدية