الأعلام الفلسطينية اختفت لصالح الحزبية في مسيرات الفصائل

حجم الخط
1

رام الله ـ «القدس العربي»:عادت الاتهامات بين حركتي فتح وحماس إلى الواجهة، بل وعلى أعلى المستويات، فيما لوحظت عودة بعض المواقع الفلسطينية المحسوبة على هذا الطرف أو ذاك، إلى التوتير من جديد، بينما فلسطين بأسرها في حالة انتظار للمرحلة المقبلة، سواء في ما يتعلق بإعادة الإعمار، أو التزام إسرائيل باتفاق التهدئة وبالتالي عودة غزة وأهلها إلى الحياة من جديد.
فقد أدانت اللجنة المركزية لحركة فتح، عقب اجتماع لها في مدينة رام الله، بأشد العبارات إقدام ما وصفته «ميليشيات حماس» خلال العدوان بإطلاق الرصاص على أرجل وأجساد العشرات من كوادر وأعضاء حركة فتح، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح وتكسيرهم، وصل بعضهم للعلاج في مستشفيات رام الله والخليل ونابلس، وفرض الإقامة الجبرية على أكثر من ثلاثمئة من كوادر وأعضاء الحركة في منازلهم، بالرغم من إدراك حماس مدى خطورة ذلك على حياتهم، وحياة أسرهم في ظل العدوان والقصف الإسرائيلي. واستنكرت مركزية فتح، إصرار حماس على بقاء المعتقلين السياسيين من كوادر ومناضلي الحركة في سجونها، بالرغم من إخلاء هذه السجون التي تعتبر هدفاً مباشراً للقصف الإسرائيلي، وفي مقدمة هؤلاء المعتقلين الأخ المناضل زكي السكني.
وأكدت قيادة فتح انها انطلاقاً من المسؤولية الوطنية وطبيعة اللحظة الحرجة التي كان الشعب الفلسطيني يتعرض فيها للعدوان الاسرائيلي، وانطلاقاً من الحرص على بقاء الجبهة الداخلية الفلسطينية موحدة ومتماسكة وصلبة في مواجهة العدوان، آثرت الصمت وعدم التطرق لهذه الممارسات في وسائل الإعلام، وذلك بالرغم من الضغوط الكبيرة الداخلية، من كوادر وأعضاء ومناضلي الحركة.
وأسفت مركزية فتح لتمادي حماس، خصوصاً عندما تجاوزت ممارساتها كل الحدود، «وبدأت تمس معظم شرائح أهلنا في قطاع غزة، في سيطرتها وأجهزتها المختلفة على المساعدات الغذائية والدوائية، التي كانت تأتي عبر المعابر من الضفة الغربية، ومن الدول الشقيقة والصديقة، وقامت إما بتوزيعها على جماعتها من خلال جهاز الدعوة في المساجد، أو بيعها في السوق السوداء.
واشارت فتح إلى قيام «ميليشيات حماس» بالاعتداء على وزير الصحة جواد عواد، عندما ذهب كممثل لحكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامه في القطاع في بداية العدوان؟.. وكيف تصر حماس على الإبقاء على حكومة ظل مكونة من 27 وكيلاً يتحكمون في الوزارات كبديل لحكومة الوفاق.
ودعت اللجنة المركزية من موقع المسؤولية الوطنية «جماهير شعبنا وقواه الوطنية إلى الوقف بحزم أمام هذه الممارسات التي من شانها تعميق الجرح الفلسطيني، وإطالة أمد المعاناة لأهلنا في قطاع غزة، وتعميق الانقسام الذي نحاول جاهدين تجاوزه، والانطلاق بخطى ثابتة نحو توحيد الوطن الفلسطيني»، مؤكدة على أهمية ان تقوم حكومة الوفاق الوطني بدورها، وان يسمح لها ببسط ولايتها على كل المناطق الفلسطينية، لما لذلك من أهمية قصوى في إعادة اعمار قطاع غزة، وتجاوز المعاناة والكارثة التي حلت بأهلنا هناك.
من جهتها، رفضت حماس في الضفة الغربية بشدة حملة الملاحقات والاستدعاءات التي شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية، في صفوف كوادرها وانصارها، المشاركين في مهرجانات انتصار المقاومة في رام الله وطولكرم، محذرة من دواعي ترك القرار في الساحة لدعاة الانقسام.
وقالت حماس في تصريح صحافي، وصل «القدس العربي» تعقيباً على الاعتداءات والاستدعاءات الواسعة التي تعرض لها انصارها انه «من العار ان يتعرض أنصار المقاومة التي جلبت الانتصارات لشعبنا، للملاحقات والاعتداءات على أيدي أبناء الوطن، الذين أضاعوا البوصلة وانحرفوا عن طريق الوطن نحو قبلة الاحتلال».
ودعت حماس قيادة فتح في الضفة الغربية، إلى التحرك الفوري ولجم هذه الاعتداءات، موضحة ان الوحدة الوطنية التي تجلت في ميدان المقاومة، «تتعرض لهجمة ممنهجة يقودها موتورون، بهدف تحطيم المعنويات وسرقة الأمل من قلوب أبناء شعبنا».
وأكدت الحركة انها ستحافظ على بوصلتها، التي تشير نحو الوطن الذي يحتضن كافة أبنائه، وان هذه الاعتداءات لن تحرفها عن مسارها الوطني، الذي عبد بدماء الشهداء وتضحياتهم، وقالت الحركة ان الاعتقالات التي عادت وتيرتها إلى الضفة الغربية، تضع الكثير من علامات الاستفهام، على من يديرون السياسات الأمنية، ويوظفونها لإعادة الانقسام بين أبناء الوطن.
لكن المشكلة لا تكمن في حركتي فتح وحماس فقط، فقد لاحظت القدس العربي في الأيام التي تلت وقف العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، اختفاء العلم الفلسطيني من مسيرات «الاحتفال» بالنصر الذي تحقق في قطاع غزة، من كافة الفصائل، لكن الأبرز كان من حماس وفتح، والجبهتين الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب، على وجه الخصوص. أما على الصعيد الشعبي، فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، نقاشات حادة بين الفلسطينيين، تحديداً على التراشق الإعلامي بين الحركتين، وعلى اختفاء العلم الفلسطيني من تظاهرات ومسيرات الفصائل الفلسطينية.
وكتب أحد الصحافيين على صفحته على فيسبوك منتقداً الجميع، بالقول «قبل ان ننتقد غيرنا علينا النظر إلى حالنا وحال جماعتنا، وكيف اختفى العلم الفلسطيني من تظاهراتنا، وقال بالعامية «سلموا لي على علم فلسطين». كما لوحظ كتابة حماس على العلم الفلسطيني «لا إله إلا الله»، ما دفع الصحافي وليد بطراوي القائم على حملة «حماية العلم الفلسطيني» بالقول «ان العلم الفلسطيني مقدس، ولا يحق لأحد العبث فيه».
ويبقى الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية تحديداً في حال ترقب لما ستحمله الأيام القادمة، وان كانت ستشهد تعديلاً حكومياً على وزارة رامي الحمد الله، في محاولة لتثبيتها وتقويتها لتسيطر فعلاً على كامل الأراضي الفلسطينية، وكيف ستتصرف كل الأطراف فيما يتعلق بعمل الحكومة، والأهم الوحدة الوطنية الفلسطينية.

فادي أبو سعدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو عمر الغزاوي:

    يعنى كتابه لا اله الا الله علي العلم عبث ء.

اشترك في قائمتنا البريدية