هذه ليست سياسة بل لا سامية

حجم الخط
0

أحداث الاسبوع الاخير في الساحة الدولية تنجح في ازعاج الكثيرين منا. كيف حصل أن بريطانيا، الصديقة التاريخية، ام تصريح بلفور، اتخذت قرارا في صالح اقامة دولة فلسطينية (وان كان مجرد قرار رمزي)؛ وكيف حصل أن أن كي مون يأتي حتى اسرائيل كي يتحدث منددا بنا؛ واوباما الذي يبهر بين الحين والاخر اقواله بعدم الرضى من اسرائيل، رغم كل التهديدات الكبيرة التي يتعين عليه أن يواجهها؛ واوروبا التي تشكل قائمة سوداء من اليهود – المستوطنين.
لعله حان الوقت، مرة واحدة والى الابد، أن نفهم وأن نقول بشكل واضح – هذا البحث والريح التي تهب حولنا لم تعد في حدود الحوار بين اليمين واليسار الاسرائيلي. هي لاسامية. هذا لا يعني لا سمح الله أن بريطانيا كدولة هي لاسامية، أو كيري أو اوباما، ومحافل صديقة اخرى. ولكن العالم، كما ينبغي الاعتراف وثمة أدلة، بات لاساميا أكثر فأكثر. عالم توجد فيه شرعية لايران نووية، لاردوغان الذي رغم أقواله اللاسامية يبقى حليفا للولايات المتحدة. عالم يواصلون فيه ضخ الاموال لحماس ولم يعودوا يطالبونها بشروط الرباعية للاعتراف باسرائيل. وكذا، عالم فيه يجري البرلمان البريطاني بحثا من خمس ساعات عن النزاع – او ينبغي القول: «المشكلة الاسرائيلية» – بحث لم يجرَ عن الاحتلال في اوكرانيا، او عن الاوروبيين الذين ينضمون الى داعش. واخيرا ينبغي قراءة اليافطات التي ترفع خارج مبنى البرلمان، والتي تدعو الى «استعادة ما كان محظورا منحه» – اي كان محظورا اقامة دولة يهودية بهذه الصفة (دون صلة بحدود 67).
بهذه الروح فان الخطاب الدولي يتغير أيضا. ما كان مثابة غير شرعي طرحه على طرف اللسان قبل سنوات، بدأ صهيونية = عنصرية وانتقل اليوم الى خطوات تعزز بحكم الامر الواقع اولئك الذين يرفضون الاعتراف بوجود دولة اليهود. اليوم تخرج المداولات غير المتوازنة التي كانت في الامم المتحدة الى الميدان حيث يسير الامين العام للامم المتحدة في غزة ويروي ذات الاكاذيب التي اعتدنا أن نسمعه في التقرير الهامشية فقط.
تسير الحكومة ووزارة الخارجية على حبل دبلوماسي رقيق حول ما هو مسموح وما هو محظور قوله، وعن حق تتخذان جانب الحذر في الاقوال وفي الافعال. اولئك الذين من اليمين لا يزالون يحاولون ان يشرحوا للعالم أنه مخطيء، يشهدوا على التضارب في التقارير وفي الافعال: كيف حصل أن جرائم سوريا اختلطت مع باقي المشاكل التي لا يأبه بها العالم، وكيف حصل ان ايران التي تتحول نوويا تواصل خداع المتفاوضين معها. وبشكل عام، كيف يحتمل أن رغم التهديد المتعاظم لداعش، لم يفهموا بعد تهديدات الاسلام المتطرف وحماس. اما اليسار فيحتفل بظهور كل ريح شريرة دولية تهب نحونا، وكأنها غنيمة كبيرة.
إذن قبل أن نحاول تبرير الاخلاقيات القتالية للفلسطينيين، قبل أن نشرح كيف بالضبط القينا القنابل في الجرف الصامد كي لا نمس بالمدنيين، قبل أن نعيد مرة اخرى ترسيم حدود 67 ونبحث بالتعقيدات والمخاطر – يجب أن نتذكر أن البحث الجاري في العالم اليوم يختلف جوهريا عن ذاك الذي نخوضه في داخلنا.

ليمور سمميان ـ درش
اسرائيل اليوم 19/10/2014

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية