آلاف الطلاب من محافظات الجزيرة يقدمون امتحاناتهم وفق مناهج الحكومة السورية

جانبلات شكاي
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: اعتبر المتحدث باسم وفد ممثلي شمال وشرق سوريا التفاوضي مع الإدارة السورية في دمشق، ياسر سليمان، الاتفاق الذي فتح الباب أمام تسجيل الطلاب في منطقة الجزيرة للتقدم إلى الامتحانات العامة للعام الدراسي الحالي وفق المنهاج المعتمد في سوريا «بادرة خير وعاملا من عوامل زرع الثقة بين الوفدين التفاوضيين»، مشيراً إلى أن الآلاف سيستفيدون من هذا الاتفاق الذي يختصر الوقت ويوفر الكثير من الجهد والأعباء المالية والمادية على الطلاب وأولياء أمورهم.

5 مراكز امتحانية

وبعد يومين من الاجتماعات في الخامس والسادس من حزيران/ يونيو الجاري تم الإعلان في كل من دمشق والحسكة عن اتفاق بين وزارة التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية السورية وهيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا، تضمن تأجيل الامتحانات العامة للشهادتين التعليم الأساسي والثانوي والمهني لأسبوع واحد يتم خلاله تسجيل الطلبة المقيمين في مناطق شمال شرق سوريا ليتقدموا للامتحانات في خمسة مراكز وفق المناهج المعتمدة في دمشق.
وتضمن قرار وزارة التربية والتعليم الصادر الإثنين الماضي افتتاح مراكز للتسجيل في كل من مدن الرقة والحسكة ودير الزور والقامشلي وصرين في ريف حلب الشمالي، على أن يحق لجميع الطلاب الذين يرغبون بالتقدم للامتحان التسجيل في تلك المناطق سواء سبق لهم التسجيل في دورة 2025 أم لم يتمكنوا من ذلك، كما يحق لطلاب المنطقة المسجلين سابقا في محافظات سورية أخرى، أن يبرزوا بطاقاتهم الامتحانية للقيام بعملية التسجيل الجديد في مكان سكنهم الأصلي.
وبدأ تسجيل طلاب شهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية، منذ يوم الأربعاء الماضي، ويستمر إلى الإثنين المقبل، على أن يبدأ التسجيل للشهادة التعليم الثانوية العامة بفروعها العلمي والأدبي والشرعي اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل ولغاية يوم الأحد في 22 الجاري، لتبدأ الامتحانات للشهادة الإعدادية في 21 الجاري، وامتحانات الثانوية العامة في 12 تموز المقبل.
وبيان هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الذي تضمن التفاصيل الفنية السابقة ذاتها، أوضح أن الاتفاق تم إنجازه «لضمان سير العملية الامتحانية، بما يخدم مصلحة الطلبة ومستقبلهم التعليمي، وبما يعكس حرصنا على توفير بيئة تعليمية مستقرة وآمنة لجميع الطلبة السوريين، ويؤكد التزامنا بالعمل المشترك لتعزيز العملية التربوية في مختلف المناطق».
وفي تصريحه لـ «القدس العربي» بيّن المتحدث باسم وفد الإدارة الذاتية التفاوضي مع دمشق ياسر سليمان أن الجانبين كانا قد اتفقا في اجتماع عقد في الأول من الشهر الجاري في دمشق، على أن تبحث مسألة تقديم طلاب شمال وشرق سوريا امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والشهادة الثانوية بمختلف فروعها في مناطق شمال وشرق سوريا، ووعد الوفد التفاوضي للحكومة السورية بأن يبحث هذا الأمر مع الحكومة السورية.
وتابع: في الخامس والسادس من الشهر الجاري عقد اجتماع على مدى يومين تلاه صدور قرار من وزير التربية بتوجيهات من رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع بتأجيل الامتحانات لمدة أسبوع من أجل أن يتاح المجال للطلاب في شمال وشرق سوريا لأن يقوموا بعملية التسجيل في مناطقهم.
واعتبر سليمان أن تقديم الطلاب امتحاناتهم في أماكن إقامتهم يختصر الوقت ويوفر الكثير من الجهد والأعباء المالية والمادية على أولياء أمور الطلاب وعلى الطلاب أنفسهم الذين كانوا، لو لم ينجز الاتفاق، سيقطعون مسافات بعيدة من شرق الفرات إلى غربه، ثم سيبحثون عن أماكن تؤويهم وبيوت يستأجرونها من أجل أن يقيموا فيها طيلة مدة الامتحانات، مؤكداً أن الإدارة الذاتية تعهدت بتحمل كافة التبعات المادية والمالية للعملية الامتحانية المقامة في مناطق شمال وشرق سوريا.

مسؤول من «الإدارة الذاتية» لـ «القدس العربي»: الاعتراف بالشهادات الكردية مؤجل لوقت لاحق

وتابع: عقد الثلاثاء اجتماع في مدينة الحسكة حول العملية الامتحانية واتفق الجانبان على أن يتم اليوم التالي أي الأربعاء، فتح باب التسجيل لطلاب مرحلة التعليم الأساسي، وهذا ما حصل، وأشارت الإحصائيات الأولية إلى أنه تم تسجيل ما يقارب من خمسة آلاف متقدم للامتحانات في يوم واحد.
وأكد أن الاتفاق لتقديم طلاب محافظات الجزيرة الثلاث امتحاناتهم وفق منهاج دمشق في أماكن إقامتهم هو بمثابة بادرة خير وعامل من عوامل زرع الثقة بين الوفدين التفاوضيين وبين ممثلي شمال وشرق سوريا وممثلي الحكومة السورية، وهي بادرة حسن نوايا ونتمنى ونرجو لطلابنا التوفيق.
وفيما يتعلق بالاعتراف بالشهادات التي يحصل عليها الطلاب من المدارس التي تدرس المناهج الكردية قال سليمان إن الاتفاق الحالي خاص بالمناهج المعتمدة عند الحكومة السورية وكانت تدرس فيها في مدارس مفتوحة ضمن المربعات الأمنية التي كانت تخضع لسيطرة النظام السابق قبل سقوطه في مدينتي الحسكة والقامشلي، مع بعض التعديلات التي أدخلتها أخيراً وزارة التربية والتعليم من قبيل إلغاء مادة التربية القومية مثلا.
وأضاف: أما ما يتعلق بالاعتراف بشهادات المدارس التي تدرس باللغة الكردية فهذا أمر ما زال خارج الاتفاق، موضحاً أن الاعتراف بمناهج الإدارة الذاتية هو ملف آخر وسيتم بحثه في وقت لاحق.

تقدم متواصل

ومنذ التوقيع على اتفاق العاشر من آذار/ مارس الماضي بيّن الرئيس الشرع وقائد «قوات سوريا الديمقراطية – قسد» مظلوم عبدي، أنه بهدف دمج مؤسسات «الإدارة الذاتية» المدنية والعسكرية ضمن هياكل الدولة السورية، تم تشكيل لجان تخصصية وإنجاز العديد من الاتفاقات الفرعية مثل تنظيم خروج «قسد» من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، والمباشرة بضمن قوات الأسايش ضمن قوات الأمن العام، إضافة إلى وقف لإطلاق النار في محيط سد تشرين على نهر الفرات والمباشرة بتسليمه للسلطات السورية.
واحتضن فندق سميراميس في دمشق بداية الشهر الجاري اجتماعاً بين وفد من الإدارة الذاتية لمناطق شمال شرق سوريا، مع مسؤولين من الإدارة السورية الجديدة، وصفه نائب الرئاسة المشتركة لـ «مجلس سوريا الديمقراطي- مسد» علي رحمون حينها بأنه كان «إيجابياً وتم خلاله التوافق على تشكيل لجان فرعية لمتابعة تنفيذ اتفاق الشرع ـ عبدي».
وقال رحمون لـ «القدس العربي» إن اللجان التي تم التوافق عليها، تنقسم بين اقتصادية لمناقشة مستقبل النفط والغاز والاستثمارات في مناطق شمال شرق سوريا، وإدارية للبحث في آليات إعادة افتتاح مؤسسات الدولة الخدمية مثل المطارات، وإدارة الهجرة والجوازات، ومديرية السجل المدني، والمحاكم، وإدارة المعابر الحدودية الدولية سواء مع تركيا أو العراق، مؤكداً أن موضوع الإدارة اللامركزية أو الفيدرالية لم يناقش، وأن الجلسة المقبلة من اللقاء من المرجح أن تكون بعد عيد الأضحى المبارك، ومشيراً إلى أن التفاوض لا يجري وفق مبدأ سلة واحدة وإنما يتم التعامل مع كل بند بشكل مستقل عن سواه، وهناك فصل بين البنود.
وإلى جانب وفد الإدارة الذاتية ومفاوضاته المتواصلة مع دمشق، من المتوقع أن يصل العاصمة السورية قريباً وفد موحد يمثل القوى السياسية الكردية في مناطق شمال شرق سوريا، حاملاً معه مطالب تم التوافق عليها خلال «مؤتمر وحدة الصف والموقف الكردي في سوريا»، في 26 نيسان/ إبريل الماضي، تركز على إعادة النظر بالإعلان الدستوري وتشكيلة الحكومة الانتقالية الحالية وبما يضمن الحقوق الكردية دستورياً، حسب ما كشفه المتحدث باسم «المجلس الوطني الكردي» في سوريا فيصل يوسف سابقاً.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية