لندن-“القدس العربي”: اشتعلت موجة من التكهنات في الولايات المتحدة بعد أن ثبت بأن أجساماً طائرة مجهولة وغريبة كانت تحلق فعلاً في السماء، وهو ما حير الأمريكيين والسلطات المختصة في هذا المجال، بما في ذلك سلطة الطيران المدني الفدرالية التي يُفترض أنها تعلم بكل شيء يطير في السماء الأمريكية.
وقال تقرير نشرته جريدة “دايلي ميل” البريطانية، واطلعت عليه “القدس العربي”، إن أربعة طيارين على الأقل شهدوا أجساماً طائرة مجهولة الهوية، بعضها “يتحرك بسرعات قصوى” فوق ولاية أوريغون.
وقال متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية “FAA” إن طياراً واحداً على الأقل “أبلغ عن رؤية أضواء مجهولة الهوية أثناء الطيران في المجال الجوي لمركز مراقبة حركة المرور الجوي في سياتل” خلال حلقة مثيرة للقلق في 7 كانون الأول/ديسمبر الحالي.
وبينما لم تؤكد الإدارة وجود أي بيانات رادار من إدارة الطيران الفيدرالية يمكن أن تؤكد المشاهدة، يكشف صوت مركز مراقبة حركة المرور الجوي في إدارة الطيران الفيدرالية أن الطيارين كانوا في حالة صدمة.
وصرح طيار إسعاف أنه رآى ضوءاً ساطعاً “أحمر اللون” يتجه نحو طائرته بسرعات “قصوى” قبل أن يعكس مساره فجأة عائداً إلى المحيط الهادئ.
وأضاف: “لا أعرف حتى كيف أصف مدى سرعة تحركه”، حيث يمكن سماع طيار الإسعاف الجوي، مع خدمة النقل الطبي الجوي لشركة “Life Flight”.
وفي وقت لاحق من ليلة الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر أبلغ طيار يعمل لدى شركة “يونايتد إيرلاينز” الأمريكية عن سرب غير متوقع من الأضواء الغريبة فوق منطقة يوجين بولاية أوريغون، والتي كانت منذ فترة طويلة نقطة ساخنة للأجسام الطائرة المجهولة إلى جانب منطقة شمال غرب المحيط الهادئ المحيطة بها.
وقال الطيار: “نحن نرى ثلاثة أو أربعة أهداف. كلها على ارتفاعات. صعوداً وهبوطاً.. إنه أمر مجنون جداً”.
وأخبر طياران آخران من شركة “هوريزون إيرلاينز” المراقبين الجويين أنهم أيضاً كانوا يشاهدون أجساماً طائرة مجهولة لا يمكن تفسيرها ومضاءة بشكل ساطع في سماء الليل، وفقاً لمراقب حركة جوية واحد على الأقل تحدث الى وسائل إعلام محلية أمريكية.
لكن طيار الإسعاف التابع لشركة “لايف فلايت” هو الذي أبلغ عن أغرب هذه اللقاءات مع الأجسام الطائرة المجهولة أو الطائرات بدون طيار، حيث أخبر مراقبي الحركة الجوية في زيوريخ أن أحد هذه الأضواء كان يدور “على شكل لولبي”.
وقال طيار شركة “لايف فلايت” أيضاً إن الأضواء ظهرت على نظام تجنب الاصطدام بطائرته، مما يستبعد على الأرجح نظريات الومضات أو التوهجات الخاطئة لأقمار سبيس إكس ستارلينك أو الظواهر السماوية الأكثر بعداً.
وقال مراقب الحركة الجوية لطيار الإسعاف: “يُسمح لك بالمناورة حسب الضرورة، إلى اليسار أو اليمين، لتجنب الجسم الطائر المجهول هناك”.
ووفقاً للطيار، وصل هذا الجسم الطائر المجهول المتوهج باللون الأحمر إلى “حوالي 20 ميلاً أو أقرب” من الطائرة الطبية. وقال لمراقب الحركة الجوية: “يستمر في الانطلاق نحو المحيط ثم يعود، ثم يعود إلى المحيط.. إنه غريب. إنه على شكل أحمر دائري”.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إنها تشارك فقط حالات الأجسام الطائرة المجهولة/الأجسام غير المحددة الموثقة التي تم الإبلاغ عنها لمراقبي الحركة الجوية مع وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”.
وقال متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية: “إذا كانت المعلومات الداعمة مثل بيانات الرادار تؤكد التقرير، فإن إدارة الطيران الفيدرالية تشاركها مع فريق العمل الخاص”.
ويميل بعض الباحثين المتفانين في مجال الأجسام الطائرة المجهولة، بما في ذلك المهندس الميكانيكي بجامعة يوتا الدكتور دوغلاس بويتنر، إلى فكرة أن الأضواء (أو بعضها) كانت على الأرجح أقمار صناعية للإنترنت من نوع ستارلينك تم تحديدها بشكل خاطئ، أطلقتها “سبيس إكس” في المدار.
وقال الدكتور بويتنر: “لقد طلبتُ من شخصين آخرين إلقاء نظرة عليها، وقالا إنها متوافقة مع ستارلينك. كل ما في الأمر حرفياً هو أن الشمس تضرب القمر الصناعي بشكل صحيح، وتنعكس مرة أخرى في عينك”. وأضاف إنه لديه “ثقة بنسبة 60 إلى 80 في المئة” فقط في هذه الفرضية الآن.
وتمتعت ولاية أوريغون باهتمام وانتباه صائدي الأجسام الطائرة المجهولة باعتبارها موطناً لمهرجان الأجسام الطائرة المجهولة، الذي يُعقد في بلدة ماكمينفيل الصغيرة في مقاطعة يامهيل. وفي كل شهر مايو، ينظم فندق “ماكمينامينز” في البلدة في ولاية أوريغون احتفاله بالكائنات الفضائية.
وظلت صور الأجسام الطائرة المجهولة التي التقطتها ماكمينفيل سيئة السمعة اثنتين من أشهر صور “الأطباق الطائرة” وأكثرها دراسة في التاريخ الحديث، منذ ظهورها لأول مرة في مجلة لايف في حزيران/يونيو 1950.
وتم التقاط صور ماكمينفيل بواسطة المزارع بول ترينت من ولاية أوريغون، وخضعت للتدقيق من قبل عالم الكواكب الحائز على “ميدالية كارل ساجان” ويليام هارتمان؛ وعالم الفيزياء البصرية في البحرية الأمريكية بروس ماكابي؛ ومحلل صور الأقمار الصناعية السابق لوكالة الفضاء الأوروبية فرانسوا لوانج، ولكن صور “الأطباق الطائرة” الكلاسيكية لم يتم تفسيرها بشكل قاطع.
وكتب هارتمان في مراجعته لتقرير كوندون الممول من القوات الجوية الأمريكية: “هذا هو أحد التقارير القليلة عن الأجسام الطائرة المجهولة التي يبدو أن جميع العوامل التي تم التحقيق فيها، الهندسية والنفسية والفيزيائية، تتفق مع التأكيد على أن جسماً طائراً غير عادي، فضي اللون، معدني، على شكل قرص، يبلغ قطره عشرات الأمتار، ومن الواضح أنه اصطناعي، حلق في مرمى بصر شاهدين”.
وفي عام 1975 تمكن بروس ماكابي، عالم الفيزياء البصرية في البحرية الأمريكية، من تعقب الصور السلبية الأصلية لترينت في محاولة لتحديد ما إذا كان الجسم المجهول قد يكون نموذجًا مصغرًا معلقاً بخيط.
ان كانت هذه الصحون او الأطباق الطائرة من الفضاء وترصدها الرادارات العسكرية الأمريكية ولا تطلق عليها الصواريخ او لا تطاردها كما فعلت مع البالون الصيني. فهنا يكمن بيت القصيد!!!