أجواء «حرب باردة» بين أمريكا والصين بعد كشف منطاد تجسس فوق مواقع نووية… وبلينكن يرجئ زيارته

حجم الخط
1

لندن – «القدس العربي»- ووكالات: دفع اكتشاف منطاد تجسس صيني فوق “مواقع عسكرية حساسة” في ولاية مونتانا الأمريكية إلى توتّر يذكّر بأجواء الحرب الباردة. كما أعلن مسؤول أمريكي، أمس الجمعة، أنّ وزير خارجية الولايات المتّحدة أنتوني بلينكن أرجأ زيارة كان مقرّراً أن يقوم بها لبكين يومي الأحد والإثنين، بسبب منطاد صيني انتهك الأجواء الأمريكية، وقال البنتاغون إنّ أغراضه تجسّسية.
وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه إنّ الزيارة “أرجئت”، في قرار يأتي في وقت أكّدت الحكومة الصينية أنّ المنطاد مجرّد أداة مدنية للبحث العلمي ودخوله المجال الجوي للولايات المتّحدة تمّ “عن غير قصد” وبسبب “قوة قاهرة”.
وقالت الصين، أمس الجمعة، إن المنطاد الذي حلق في المجال الجوي الأمريكي “مدني وخرج عن مساره”.
وأوضحت وزارة الخارجية الصينية في بيان، أن المنطاد “مدني ويستخدم بشكل رئيسي لأغراض الأرصاد الجوية”، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وأشارت إلى أن المنطاد “خرج عن مساره بفعل رياح غير متوقعة”. وعبرت الصين عن “الأسف لدخول المنطاد بشكل غير مقصود إلى المجال الجوي الأمريكي”، وفق البيان.
وأكّد مسؤول أمريكي آخر لصحافيين طالباً بدوره عدم نشر اسمه، أنّ تحليق هذا المنطاد في المجال الجوي الأمريكي “يُمثّل انتهاكاً واضحاً لسيادتنا وللقانون الدولي”، مبرراً بذلك أسباب إرجاء الزيارة رغم “الأسف” الذي عبّرت عنه بكين. وأضاف: “لقد أوضحنا لنظرائنا الصينيين أنّ هذا أمر غير مقبول وغير مسؤول”.
وحسب هذا المسؤول فإنّ إدارة بايدن شعرت بأنّ “الوقت ليس مناسباً الآن ليتوجّه وزير الخارجية” إلى بكين.
وكان البنتاغون أعلن الخميس أنّه يتعقّب تحرّكات منطاد تجسّس صيني يحلّق على ارتفاع شاهق فوق الولايات المتّحدة بما في ذلك مناطق تضمّ مواقع عسكرية حسّاسة، حيث توجد أبنية تحت أرضية للصواريخ النووية.
والجمعة، أكدت كندا أنها تعمل مع الولايات المتحدة على تعقب منطاد تجسس وتتابع “حادثا ثانيا محتملا”. وقالت وزارة الدفاع الوطني الكندية في بيان: “رصد منطاد تجسس على ارتفاع عال ونتعقب تحركاته بنشاط”. وأوضحت الوزارة: “الكنديون في أمان وتتخذ كندا التدابير لضمان أمن مجالها الجوي بما يشمل تتبع حادث ثان محتمل”.
وأضاف البيان: “وكالات الاستخبارات الكندية تعمل مع شركائها الأمريكيين وتواصل اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية كندا من تهديدات تجسس أجنبي”.
وبناء على طلب الرئيس جو بايدن، بحث البنتاغون في إمكان إسقاط المنطاد، لكنّه قرّر في نهاية المطاف عدم فعل ذلك بسبب المخاطر التي يشكّلها تساقط الحطام على الناس، حسب مسؤول دفاعي كبير.
وزيارة بلينكن إلى بكين كانت ستكون الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ 2018 وكانت تهدف إلى تخفيف التوترات بين الولايات المتّحدة والعملاق الآسيوي الذي تعتبره واشنطن منافسها الرئيسي في العالم.
لكنّ المسؤول الأمريكي نفسه شدّد على وجوب عدم إعطاء الحادث أكثر من حجمه، مشيراً إلى أنّ بلينكن سيحدّد موعداً جديداً للزيارة ما أن “تتوافر الظروف المناسبة”. وأضاف أنّ الولايات المتّحدة لا تزال “واثقة” بقدرتها على إبقاء “قنوات الاتصال مفتوحة” مع الصين رغم إرجاء الزيارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول abuelabed:

    اللهم إضرب الظالم بالظالم

اشترك في قائمتنا البريدية