الجزائر- “القدس العربي”:
عبّرت أحزاب وشخصيات سياسية جزائرية، عن استنكارها الشديد لامتداد العدوان الصهيوني إلى لبنان واستهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وأكدت تمسكها بدعم مقاومة الشعبين الفلسطيني واللبناني في معركتهما من أجل تحرير الأرض، مع التحذير من مؤامرة تستهدف المسجد الأقصى.
وفي آخر هذه المواقف، أصدر حزب العمال بيانا شديد اللهجة يستنكر فيه الحرب الهمجية التي يشنها الكيان الصهيوني منذ فترة طويلة ضد الشعب الفلسطيني، والتي نقلها مؤخرا إلى لبنان بعمليات إرهابية أسفرت عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال في ظرف ستة أيام، وفق ما قال.
وأوضح الحزب الذي ينتمي لليسار، أن “الكيان الصهيوني بارتكابه جريمة اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وعددا من رفاقه المدنيين، قد ارتكب خطوة تصعيدية خطيرة “تهدف إلى تمهيد الطريق لاجتياح الأراضي اللبنانية وتعميم الحرب في منطقة الشرق الأوسط، بهدف منع كل أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية وإغاثة الشعب الفلسطيني الذي يسعى الكيان الصهيوني إلى إبادته بالقنابل والمجازر والعطش وحرمانه من الدواء”.
وأشار إلى أن “هذه الخطوة الجبانة لن تمر دون رد”، موجها تعازيه للشعب اللبناني الذي قدم قوافل من الشهداء دفاعا عن نفسه ونصرةً للشعب الفلسطيني. وجدد الحزب الذي تقوده لويزة حنون، دعمه الكامل للشعبين اللبناني والفلسطيني وللمقاومة في البلدين، معربا عن إيمانه بقدرة الشعوب على تحقيق الانتصار في مواجهة الطغيان والاستعمار. وأضاف أن هذه المحن لن تزيد الشعبين اللبناني والفلسطيني إلا صمودا ومقاومة حتى تحقيق النصر.
ويرى حزب العمال أن الشعبين اللبناني والفلسطيني بحاجة ماسة في هذه المرحلة إلى تضامن فعلي من الجميع، بما في ذلك كافة النشاطات والفعاليات التي تهدف إلى وقف الجرائم الصهيونية ودعم صمود الشعبين. مشيدا بالتعبئة الشعبية والعمالية والشبابية في جميع أنحاء العالم باعتبارها السبيل الوحيد لوقف حرب الإبادة التي تستهدف لبنان وفلسطين.
بدورها، أكدت حركة مجتمع السلم أنها تتابع بقلق شديد تجاوز العدو الصهيوني لكل الخطوط الحمراء وكسر قواعد الاشتباك والدوس على الأعراف والقوانين الدولية من خلال هجماته الإرهابية على الشعب اللبناني واستهداف رموز المقاومة اللبنانية. وقدمت الحركة تعازيها الحارة للشعبين الفلسطيني واللبناني وللأمة العربية والإسلامية إثر استشهاد السيد حسن نصر الله، وعدد من القيادات المقاومة، ضمن معركة “طوفان الأقصى” التي دخلت عامها الأول.
وأدانت الحركة المحسوبة على التيار الإسلامي، بشدة هذا التصعيد الخطير من الكيان الصهيوني الذي يدفع المنطقة نحو حرب شاملة تشكل تهديدا صريحا للأمن والسلم العالميين. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإيقاف هذا العدوان الصهيوني الفاشي. كما نددت بالإرهاب الصهيوني الذي يستهدف الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة بسبب موقفها المساند للشعب الفلسطيني ووقوفها ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وأكدت على ضرورة مغادرة مربع الصمت والخذلان لدعم محور المقاومة في كافة ساحاته، وفضح الانحياز الغربي والدعم الأمريكي لهذا الكيان الهمجي.
وجددت حركة مجتمع السلم دعمها المطلق للشعب اللبناني الشقيق ومقاومته الإسلامية، معربة عن تقديرها العالي لتضحيات المقاومة وصمودها في هذه الملحمة البطولية النادرة التي تجسد الوحدة الإسلامية للأمة في مواجهة المشروع الصهيو-أمريكي الذي يسعى للسيطرة على مقدرات الأمة ومقدساتها من نهر الفرات إلى نهر النيل. وأكدت أن تجارب الاحتلال الاستيطاني عبر التاريخ أثبتت أن الاحتلال مهما بلغت وحشيته لن يستطيع القضاء على جذوة المقاومة والجهاد، وأن استشهاد القادة لن يوقف مسيرة التحرير، بل سيجعل دماءهم منارة للأحرار ولعنة على المجرمين.
وأشارت إلى أن آلة الإجرام الصهيونية التي تعربد في فلسطين ولبنان تقترن بتحركات جماعات “الهيكل المزعوم” التي تستعد لشن أوسع عدوان على المسجد الأقصى المبارك مع بداية موسم الأعياد اليهودية، في الفترة من 3 إلى 24 تشرين الأول/ أكتوبر القادم، ما سيشكل ذروة التهديد الوجودي له، وهو ما يتطلب، وفق الحركة، “تعبئة كلِّ طاقات الأمة لمواجهة خطر التهويد لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية”.
وفي نفس السياق، أكد عبد الرزاق مقري، الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، أن استشهاد حسن نصر الله يعد شهادة على طريق مقدس هو الدفاع عن غزة ونصرة المقاومة الفلسطينية، وكذلك الدفاع عن بلده لبنان. وأوضح في تدوينه له، أن التاريخ سيسجل هذه التضحية، وأن قتل القادة لن يوقف المقاومة أبدا، بل سيستمر النضال حتى تحقيق أهدافها. وأشار إلى أن استشهاد القادة يزيد المقاومة الفلسطينية قوة وانتشارا، مستشهدا بتجارب تاريخية مثل الثورة الجزائرية والفيتنامية والكوبية التي لم تزدها استشهادات قادتها إلا زخما.
وأضاف أن الاغتيالات التي ينفذها الكيان الصهيوني لن تحميه من مصيره المحتوم في الزوال، حيث لن يتمكن من حسم المعركة بالقصف الجوي البعيد المدى، وستظل المقاومة توجه الضربات التي ستنهي وجوده. وأكد مقري أن المعركة في لبنان مصيرية، وأن المقاومة لا تدافع عن لبنان وفلسطين فقط، بل عن الأمة بأكملها. ودعا إلى ضرورة المحاسبة الفردية والجماعية من قبل الجميع، مشددا على ضرورة الدعم الفعلي للمقاومة والانخراط في هذه المعركة التاريخية.
من جانبه، أصدر المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين الذي يقوده الوزير السابق الجزائري عبد المجيد مناصرة، بيانا أدان فيه العدوان الصهيوني على لبنان، معتبرا أنه استمرار لمسلسل الجرائم الصهيونية التي بدأت منذ “طوفان الأقصى”. وأشار المنتدى إلى أن هذا العدوان الذي استهدف الأحياء السكنية الشعبية أدى إلى مقتل أكثر من 1600 لبناني، من بينهم حسن نصر الله وعدد من قادة حزب الله، معربا عن تضامنه الكامل مع الشعب اللبناني في معركته ضد العدوان الصهيوني.
ودعا المنتدى المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان وحماية الشعبين اللبناني والفلسطيني، مطالبا بمحاسبة الحكومة الصهيونية على جرائمها ضد الإنسانية. كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف صفا واحدا ضد الاحتلال الصهيوني ونصرة فلسطين ولبنان بكل الوسائل الممكنة، محذرا من أن مخططات العدو تستهدف الجميع من البحر إلى البحر، وأن التطبيع مع الكيان الصهيوني يوفر بيئة مناسبة لتحقيق هذه المخططات. وختم المنتدى بيانه بالتأكيد على دور الشعوب في التضامن والدعم للمقاومة، رغم الخيانات والخذلان.
يستهدف كل العرب والمسلمين.