أحمد مالك: لن أشارك في أعمال عالمية تتجاهل فلسطين

فايزة هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة – «القدس العربي»: على هامش فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، خطف الفنان المصري أحمد مالك الأضواء في ندوة «ماستر كلاس» أقيمت أمس، حيث فتح قلبه للجمهور والنقاد وتحدث بجرأة عن مشواره الفني، والتحديات التي واجهته كممثل شاب، فضلاً عن مواقفه المبدئية التي باتت توجه اختياراته الفنية في المرحلة الراهنة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
حين سُئل عن حلمه في العالمية، فأجاب بكل وضوح
«في السابق، كان طموحي أن أشارك في السينما العالمية، لكن هذا الطموح أصبح مشروطًا اليوم بمواقف هذه الصناعة تجاه ما يحدث في فلسطين. لا يمكنني أن أكون جزءًا من منظومة تتجاهل المجازر اليومية في غزة، أو تقدمنا دائمًا كلاجئين أو إرهابيين».
وأضاف أن اختياره للأعمال الفنية اليوم بات يقوم على معيار أخلاقي وفكري لا يقل أهمية عن جودة النص أو الدور» ، متابعًا
«أصبحت أرى أن توجيه طاقتي وإبداعي للفن العربي، الذي يعبر عن وجدان الناس ويعكس قضاياهم، أهم بكثير من فرصة للظهور في عمل عالمي لا يحترم كرامتنا». وتطرق أحمد مالك خلال الندوة إلى تجربته الأخيرة في فيلم «6 أيام» الذي عُرض مؤخرًا وحقق صدى نقديًا طيبًا. وأكد أن التجربة كانت ثرية على المستويين الإنساني والفني، مشيدًا بالمخرج كريم شعبان، الذي أصر على وجود مدرب تمثيل لمساعدة الممثلين على تجسيد الشخصيات بشكل متقن عبر مراحل عمرية متعددة.
وقال: «العمل مع مدرب تمثيل جعلني أعيد اكتشاف أدواتي. نحن كممثلين نميل أحيانًا للاعتماد على الحدس، لكن العمل التقني والبحث في الخلفية النفسية للشخصية كان له أثر عميق على أدائي».
وأشار إلى أنه قام بالتحضير للدور لأسابيع، وعايش الشخصية التي يجسدها في الفيلم بكل تفاصيلها، معتبرًا أن هذه التجربة خطوة نوعية في مسيرته التي يسعى من خلالها لتقديم شخصيات متنوعة ومعقدة بعيدًا عن التنميط.
لم يُخفِ قلقه على واقع الصناعة السينمائية في مصر، مشيرًا إلى أن هناك حالة من التردد والتخبط يعاني منها كثير من الشباب الموهوبين، سواء في التمثيل أو التأليف أو الإخراج، وأن الفرص لا تزال تذهب في كثير من الأحيان لمن يمتلكون النفوذ، لا الموهبة.
قال بوضوح: «جيلنا مطالب أن يغير المعادلة، نحن نملك طاقات هائلة، لكن نحتاج إلى دعم مؤسسي ورؤية تُقدّر الفن كأداة لبناء وعي. نحن لا نريد فقط أن نضحك الناس أو نبكيهم، بل نريد أن نوقظ فيهم أسئلة عن العالم من حولهم، وعن العدالة، وعن فلسطين، وعن الهُوية».
وفي نهاية الندوة، كرّم مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير الفنان أحمد مالك بمنحه «هيباتيا الذهبية للإبداع»، تكريمًا لمشواره الفني الواعد، وتقديرًا لمساهماته في السينما المصرية، ومواقفه الصريحة التي تربط بين الفن والكرامة الإنسانية.
تصريحات مالك جاءت بعد أيام من موجة جديدة من المجازر التي ترتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة.
يُذكر أن أحمد مالك لطالما عبّر عن تضامنه مع فلسطين في أكثر من مناسبة، وشارك سابقًا في حملات توعوية لدعم الأسرى، كما أعاد نشر منشورات تندد بالإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية