أربع قصائد جديدة

حجم الخط
3

موسيقى

اليومَ في القلبِ موسيقى ترمِّمُني
كأنَّ قيثارةَ الأحلامِ في روحي
أبوابُ نسوةِ قلبي أُغلقتْ.. وأنا
أضعتُ ما في حنيني من مفاتيحِ
أعانقُ الريحَ وحدي.. ما من امرأةٍ
إلَّا وكانت صدى قبضٍ من الريحِ
أو خيمةً من سرابِ الموجِ مغلقةً
لا تحتوي أحداً في الأرضِ أو توحي
ضلِّيلُ رغبتها قلبي.. وما خُلقتْ
إلَّا لتكملَ نقصانَ التباريحِ
كلسعةِ الحبِّ.. كالصيفِ الأخيرِ..
كأسرابِ النوارسِ في ليلِ المصابيحِ
شدِّي جراحي بجرحِ الماءِ يا امرأتي
وضاعفيني بعطرِ الوردِ والشيحِ

أحبُّ منكِ طفولاتٍ مشبَّعةٍ
بوردةِ الماءِ أو عطرِ المراجيحِ
ولا أحبُّ نساءً فيكِ.. تغمرني
ثلوجهنَّ، سخيَّاتٍ بتلويحِ
كلُّ الأغاني التي ضاعتْ وأجملها
تمرُّ من وترٍ في القلبِ مجروحِ
عشبٌ على قمرٍ، هذي الكتابةُ أو
فراشةٌ طمستْ عصرَ التماسيحِ
حلمٌ يرفرفُ في عينيَّ.. نرجسةٌ
لأجملِ امرأةٍ عنقاءَ في روحي

٭ ٭ ٭

لا شيءَ في الاستعارةِ

ألا يتعبُ القلبُ من ركضهِ؟
ألا تشبعُ الروحُ من عبِّها للسرابْ؟
وفي جسدي جذوةٌ تتراقصُ في قمَّةِ الريحِ
أو ألفُ نايٍ جريحٍ
ولا شيءَ في الاستعارةِ.. لا شيءَ..
لا ضوءَ في حجرٍ دارسٍ
ولا ظلَّ للظلِّ…
من لهفةِ الطينِ يمتدُّ غيمُ العبارةِ
من حكمةِ الحالمينَ إلى ما تريدُ المحارةُ
من قلقِ الرملِ أو هجرةِ القبَّراتِ
وتمتدُّ رؤيايَ من شغفٍ عالقٍ في الثيابِ
إلى امرأةٍ سوفَ تنبعُ شمسُ ابتسامتها
من صباحاتِ آبْ

٭ ٭ ٭

نوستالجيا

أتذكَّرُ الولدَ الخجولَ
ونسوةً يرقصنَ في بهوِ الخريفِ
ورغبةَ الإيقاعِ، والحنَّاءَ، والقمرَ النحيلَ
أصابعَ الزيتونِ، دربَ العطرِ والليمونِ يفضي
للشموسِ الخضرِ في ليلِ الجليلْ
أتذكَّرُ الأعراسَ.. خفقَ الهالِ في كلِّ الجهاتِ الستِّ
والعطرَ الفرنسيَّ الثقيلْ
والريحَ في القمصانِ أو طعمَ الغبارِ
وجلوةَ امرأةِ النهارِ
وبحَّةَ الحادي وماءَ الحزنِ في عينيهِ والوجعَ النبيلْ
أتذكَّرُ العمرَ الجميلْ
ينسابُ من قلبي
ومن عينينِ حالمتينِ في أقصى المرايا..
والحنينَ المستحيلْ
أتذكرُّ الوادي.. جراحَ العشبِ والناياتِ
أحلى أغنياتِ القمحِ
رائحةَ الأنوثةِ في هبوبِ الصيفِ
والسهرَ الشتائيَّ الطويلْ

٭ ٭ ٭

أنامُ لأنسى

هذهِ شرفةٌ للقصيدةِ أم فسحةٌ للخواءْ؟
زقاقُ العناقِ الضروريِّ أم شاطئٌ قاحلٌ
نتنادى على كلِّ أشباهنا فيهِ
أو نتصادى مع الغرباءْ؟
هنا عابراتُ يمِّسدنَ أشعارهنَّ على رجعِ موجِ الغناءْ
وندامى يمرُّونَ في الريحِ
أو يحرثونَ مدى البحرِ بحثاً عن اللا حقيقةِ والما وراءْ
القصيدةُ لن تصلحَ الذكرياتِ وما أفسدَ الدهرُ
من عرباتِ الليالي وأخيلةِ الشعراءْ
القصيدةُ قبضُ هوىً أو هواءْ
أنامُ لأنسى.. وأنسى لأكتبَ نثرَ الحنينِ
وشِعراً على الماءِ
أو أتشافى سريعاً من الصيفِ والشوقِ
كيما أغنِّي كجون كيتسَ: يا ليتني نجمةٌ في سماءْ

شاعر فلسطيني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الباشا:

    شعر جيد يكشف عن مدى وجع الحروف .

  2. يقول واجئ النقطاء العتوفين:

    أشعار جديرة بالقراءة لكنها لم تزل أسيرة النفس الدرويشي (نسبة للراحل محمود درويش) بتأثيره الطاغي بشكل واضح، وخاصة القسم الأخير وزنا وإيقاعا “أنام لأنسى”، كما سبق ذكره !!؟

  3. يقول منذر الحمد:

    حين نقرأ للمبدع نمر سعدي فإننا ننتقل بسلاسة بين إيقاع العمودي ونغم التفعيلة والكثافة في النص النثري، وهو باسلوبه الخاص يضعنا امام نصوص تملك اجنحة الشعر الشعر الحديث وتجذر تفعيلة العمودي..
    هنا يرسم لوحات بأكثر من بعد في اجناس الشعر وهو يتخطى اكثر من مدرسة حديثة ليحدد ملامح مدرسة جمالية خاصة لا تخلو من التميز ربما تكتمل ملامحها في قادم النصوص التي يتألق معها إبداع الشاعر..
    ننتظر المزيد من الرائع سعدي ونتمنى له وضوح بصمته الشعرية .

اشترك في قائمتنا البريدية