أرسلنا مساعدات… استمروا بقتل الفلسطينيين!

حجم الخط
14

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية إجراء عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة وذلك، حسب البيان الصادر عنها، «لتقديم الإغاثة الأساسية للمدنيين المتضررين من الصراع الدائر» وتألفت المساعدات من 66 حزمة وقرابة 38 ألف وجبة طعام تم إسقاطها «على طول ساحل غزة».
تمت عملية الإنزال الأمريكية بالتعاون مع القوات الملكية الأردنية التي قامت أيضا بتنفيذ 5 إنزالات جوية لمساعدات في اليوم نفسه، وكان الأردن هو الجهة العربية (والدولية) الأولى التي تنفذ هذه الإنزالات، وهو أمر يُحتسب لعمّان، التي لا تملك منفذا حدوديا مباشرا مع غزة، أما الإنزالات الجوية الأخرى التي أعلنت مصر (والإمارات) عن تنفيذها فتثير الجدل لأنها تكشف بوضوح عن عجز القاهرة عن إدخال المساعدات برا، رغم أن رئيسها قال إن معبر رفح الحدودي «لم يغلق أبدا» وهو أمر أكدت وسائل إعلامية عديدة وشهود كثر أن قرار فتحه بيد إسرائيل.
يأتي القرار الأمريكي الأخير بعد «مجزرة الطحين» التي فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي خلالها نيران رشاشات دباباته على آلاف الغزاويين المتجمعين عند الفجر للحصول على قليل من الغذاء فقتل 112 شخصا وجرح أكثر من 700 شخص.
يبدو هذا الإجراء محاولة للتغطية على مسؤولية أمريكا ليس عن هذه المجزرة فحسب بل عن كل المقتلة الدموية الهائلة التي ما تزال حكومة إسرائيل تنفذها بدون حدود ضد أهالي قطاع غزة، وخصوصا بعد الإحراج الذي شكله اعتراف وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بمقتل أكثر من 25 ألف طفل وامرأة في غزة (وهو الأمر الذي حاولت آلة البنتاغون الإعلامية التخفيف من تأثيره بالزعم من إنها لا تستطيع تأكيد تلك الأرقام). هي محاولة أيضا لتبرؤ مسؤولية السياسة الأمريكية عن المجاعة الشديدة التي يعاني منها أهالي القطاع.
يتكشف ما حصل إذن كنوع من الدعاية الرخيصة التي يكذّبها ما فعلته واشنطن، مجددا، مع القرار الذي وزعته الجزائر في مجلس الأمن بعد المجزرة الأخيرة والذي وأدته واشنطن لأنه يتهم القوات الإسرائيلية بالمسؤولية عن المجزرة، إضافة إلى دعوته لتجنب حرمان المدنيين من الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية ولفتح المعابر الحدودية للسماح بدخول المساعدات.
إضافة إلى تزويد أمريكا لإسرائيل بالذخائر التي تقوم بقتل الفلسطينيين، فإنها تلعب، عبر استخدام سيف «الفيتو» لمنع أي انتقاد يذكر لإسرائيل ورفضها وقف إطلاق النار، دور الراعي الرسمي للإبادة الجماعية الجارية.
لسان حال أمريكا في عملية الإنزال الأخيرة هي: سوف نلقي بعض المساعدات للجوعى لكن قتلهم يجب أن يستمر!

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الغريب:

    معناه ارسلنا مساعدات حتى لا تموتوا جوعا وانما تموتوا برصاصنا فقط

  2. يقول محمد علي:

    العنوان الثاقب الدلالة يغني عن المقال.

  3. يقول ملاحظ:

    يد للخير ويد للشر لكن الثانية طليقة واولى مقيدة شحيحة مغلولة

  4. يقول Cassius Clay:

    أحسنت أحسنت أيها الأخ حاتم ..

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية