​أطفال موريتانيون يجمعون تبرعات بملايين لأطفال غزة والقيادي الحمساوي أبو زهري يؤكد للموريتانيين: تبرعاتكم وصلت… ومسيرة كبرى للأحزاب

 عبد الله مولود
حجم الخط
2

نواكشوط ـ«القدس العربي»: تنشيط الوقوف التام مع غزة على مختلف الجبهات الإعلامية والسياسية والإغاثية، قرار أعلنه ساسة موريتانيا وأكدته الإرادة الشعبية الموريتانية خلال ثاني مسيرات الاحتفاء بالنصر التي نظمها الموريتانيون يوم الجمعة.
وارتفع في الأفق نقع مسيرة الجمعة التي شارك فيها المئات، منطلقةً من جامع ابن عباس وسط العاصمة نواكشوط باتجاه مقر مندوبية الأمم المتحدة في أقصى غرب العاصمة، حيث أكدت الشعارات المدوية واللافتات الخفاقة المتعانقة مع علمي فلسطين وموريتانيا، مصحوبة بالخطب المتتالية على “أهمية إدامة الوقوف بجانب الفلسطينيين في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب تعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ودعمًا لصموده في مواجهة الاحتلال”.
وعكست المسيرة الحاشدة التي نظمتها الأحزاب السياسية والقوى الحية في موريتانيا بمشاركة واسعة من مختلف أطياف المجتمع الموريتاني، مشهد تضامن عميق وفريد مع الشعب الفلسطيني وتعبيراً حياً عن دعم صموده في وجه الاحتلال الصهيوني.
وركزت الخطب على التضامن غير المشروط للشعب الموريتاني مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.
واعتبر المتحدثون أن فلسطين ليست قضية شعب بمفرده، بل هي قضية إنسانية ودينية تتطلب تكاتف الجميع.
وأشار المتحدثون إلى أن القضية الفلسطينية تتطلب وقوف الجميع جنبًا إلى جنب لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته التوسعية؛ وأن الوقوف بعد الهدنة من الأشقاء أهم من الوقوف معهم قبلها.
وشدد القادة السياسيون على أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للعالم العربي والإسلامي، وحثوا الحكومات العربية والإسلامية على اتخاذ مواقف عملية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وانتهز المتحدثون تجمع المشاركين أمام مقر الأمم المتحدة لدعوة المنظمة الدولية إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة لدعم حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك تطبيق القرارات الأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وعبرت الكلمات عن إعجاب وتقدير كبيرين بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال رغم الظروف الصعبة، وأكدت أن موريتانيا ستظل داعمًا قويًا للقضية الفلسطينية على جميع الأصعدة.
وكانت المسيرة مناسبة لتجديد الموقف الموريتاني الرسمي والشعبي من القضية الفلسطينية، حيث رفعت الشعارات المؤيدة لفلسطين وأعلامها، في مشهد يبرز وحدة الموقف الموريتاني في التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وألقيت خلال المهرجان الذي نظمه المشاركون في المسيرة أمام مندوبية الأمم المتحدة في نواكشوط، خطب مؤثرة تناولت معاناة النازحين الفلسطينيين الذين عانوا من التشريد والتهجير والقتل على مدى أكثر من عام، حيث أعرب المتحدثون عن تضامنهم العميق مع هؤلاء النازحين، مؤكدين دعمهم لجهودهم في إعادة بناء حياتهم بعد هذه المحن.
وأشاد الخطباء بصمود الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أن صبرهم وثباتهم أمام التحديات يُعد مثالًا يُحتذى به؛ كما دعوا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لهؤلاء النازحين، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو عبر الضغط على الجهات المعنية لضمان حقوقهم وعودتهم إلى ديارهم بأمان.
وخُصصت أجزاء من الخطب للتنديد بموجة التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث وصفها رؤساء الأحزاب بأنها طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخيانة للقيم والمبادئ التي تجمع الشعوب العربية.
وأكدوا أن مواقف التطبيع لا تمثل الشعوب العربية التي تظل وفية لفلسطين وقضيتها العادلة.
وفي ختام كلماتهم، وجه رؤساء الأحزاب نداءات مؤثرة للشعب الموريتاني للتبرع بسخاء دعماً لصمود الفلسطينيين، مشيرين إلى أن التبرع ولو بالقليل يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في حياة الأسر المتضررة في غزة والضفة الغربية.
وأكدوا أن هذا التضامن العملي يعكس الروح الحية للشعب الموريتاني الذي لم يتوانَ يومًا عن نصرة القضايا العادلة.
وفي السياق ذاته، وفي لفتة إنسانية مؤثرة وغير مسبوقة، تبرع أطفال مجموعة “أولاد أعل الزينبيين” الموريتانيين بمبلغ 5 ملايين و34 ألف أوقية قديمة (حوالي 12,585 دولارًا)، دعمًا لأطفال غزة، في خطوة تعكس عمق التضامن الموريتاني مع الشعب الفلسطيني.
ورغم صغر سنهم، فإن هؤلاء الأطفال أظهروا وعيًا استثنائيًا بقضية فلسطين وبمعاناة نظرائهم في القطاع المحاصر.
وأكد الأمين العام للرباط الوطني، الذي تسلم التبرع لإيصاله للمستحقين، “أن من يظن أن هذا المبلغ ليس كبيرًا أو يسهل تحصيله في موريتانيا، ينبغي أن يدرك أن البلاد ليست من الدول ذات الدخل المرتفع، حيث إن العمل الشاق الذي يمتد شهراً كاملاً قد لا يوفر للفرد سوى ما يعادل 150 دولارًا؛ بينما في الدول الأكثر تطورًا اقتصاديًا، يمكن تحقيق أضعاف هذا المبلغ في أسبوع واحد من عمل مريح. ومع ذلك، فإن هذا التبرع، رغم تواضعه النسبي، يعكس روح العطاء والتضحية التي تميز الشعب الموريتاني، ويثبت أن الخير ما زال حيًا في نفوسهم، وأنهم قادرون على مواجهة كل التحديات مهما كانت الظروف”.
وقال: “هذه المبادرة تحمل رسالة قوية إلى كل المتخاذلين والمطبعين الذين يحاولون طمس الحق الفلسطيني، بأن الاستسلام ليس خيارًا لدى الشعب الموريتاني، وأنهم عازمون على الوقوف مع أشقائهم الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة، فالقضية الفلسطينية بالنسبة للشعب الموريتاني ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي رمز للشرف والعزة والإرادة الصلبة التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، مهما كلف ذلك من تضحيات”.
وواصل المنتدى الإسلامي الموريتاني جهوده الإغاثية في قطاع غزة، حيث وزع أكثر من 4400 رغيف خبز طازج، بدعم من “مجموعة فتح البديع”، للتخفيف عن النازحين؛ كما وزع 100 شادر لتحسين الخيام وحمايتها من الظروف الجوية القاسية، ضمن برنامجه الإغاثي الخاص بفصل الشتاء.
وفي خطوة إنسانية أخرى، وزع المنتدى كسوات الشتاء على أطفال الشهداء بتمويل كريم من “منبر الثلاثاء – قرية بوحديدة/ ألاك” (وسط موريتانيا)، ضمن حملته لدعم المتضررين في القطاع.
ورداً على شائعات مثبطة حول توصيل التبرعات، طمأن القيادي في حركة حماس، الدكتور سامي أبو زهري، المتبرعين الموريتانيين، مؤكدًا في رسالة صوتية موجهة إليهم، وصول التبرعات الموريتانية إلى مستحقيها، وشدد على أهمية الدعم المستمر لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول طارق:

    تحية إلى الشعب الموريتاني الشجاع الكريم

  2. يقول فصل الخطاب:

    بارك الله في أطفال موريتانيا وجزاهم خير الجزاء ✌️🇵🇸😃👋

اشترك في قائمتنا البريدية