باريس- “القدس العربي”:
مع دخول الموسم السياحي الصيفي، وعلى بعد عام واحد من أولمبياد باريس، ووسط الاستعدادات ليوم العيد الوطني (14 يوليو)، الذي دُعي إليه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي كضيف شرف، تعرّضت صورة فرنسا لضربة قوية جراء أعمال الشغب والعنف والتخريب والنهب التي تخيّم على البلاد في الأيام الأخيرة، على خلفية مقتل الشاب نائل، البالغ من العمر 17 عاماً، على يد شرطي خلال عملية تفتيش مروري، بضاحية “نانتير” الباريسية.
فللمرة الثّانية في غضون أشهر، يجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه مضطراً إلى تأجيل زيارة دبلوماسية ذات رهانات كبيرة. فبعد أن أجّلت زيارة العاهل البريطاني تشارلز الثالث إلى باريس، في نهاية شهر مارس، بطلب من ماكرون بسبب الاحتجاجات الرافضة لإصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، اضطر الرئيس الفرنسي، هذه المرة أيضاً، إلى تأجيل زيارة الدولة التي كان من المقرر أن يقوم بها إلى ألمانيا، من الإثنين إلى الأربعاء، في إطار تعزيز الصداقة الفرنسية الألمانية، التي تشوبها تصدّعات كثيرة من منذ وصول المستشار أولاف شولتز إلى سدة الحكم في ألمانيا.
قصر الإليزيه، قال، في بيانه حول تأجيل هذه الزيارة، إن الرئيس ماكرون قرر البقاء في فرنسا، خلال الأيام القليلة المقبلة، نظراً إلى الوضع الداخلي الحالي لفرنسا. وعشية ذلك، كان الرئيس الفرنسي قد قطع زيارته إلى بروكسل لحضور القمة الأوروبية حول أوكرانيا، يومي الخميس والجمعة الماضيين.
ورداً على أعمال العنف والشغب التي شهدتها فرنسا، وتابعها الجميع في أنحاء العالم عبر شاشات التلفزيون، ومقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، دعت الأمم المتحدة فرنسا إلى “معالجة مشاكل العنصرية والتمييز في صفوف قوات الأمن”، الأمر الذي أزعج وزارة الخارجية الفرنسية، التي أكدت أن “استخدام القوة من قبل الشرطة والدرك يخضع لمبادئ الضرورة والتناسب، تحت إشراف ورقابة صارمة”.
كما دعت إيران الحكومة الفرنسية إلى “إنهاء المعاملة العنيفة” لسكانها، و”التحلي بضبط النفس”. بدورها، احتجب الصين على تعرض حافلة كانت تقل سائحين صينيين، أصيب بعضهم، على ما يبدو، بجروح طفيفة بسبب النوافذ المكسورة.
أما بريطانيا فقد دعت رعاياها إلى تجنب مناطق التجمع، محذرة من مغبة أن “مواقع وأوقات أعمال الشغب لا يمكن التنبؤ بها”. وكذلك فعلت الولايات المتحدة، معتبرة أن “الاحتجاجات قد تستمر، وقد تصبح عنيفة”.
وأمام الأحداث التي تشهدها البلاد، يتزايد القلق لدى العاملين في القطاع السياحي، مع دخول فصل الصيف. فمنذ اندلاع أعمال العنف والشغب التي أشعلها مقتل الشاب نائل، شهدت الفنادق والمطاعم في فرنسا زيادات ملحوظة في عدد الإلغاءات. ويقول عاملون في القطاع السياحي إن أعمال الشغب هذه تشكل “خطرًا حقيقيًا” على صورة فرنسا وموسم السياحة الصيفي.
كما أن حظر التجول الذي تم فرضه في العديد من المدن، وتوقف وسائل النقل العام في وقت مبكر من المساء، واحتمال إلغاء الأحداث، حجج تدفع السياح إلى إلغاء رحلتهم. تماماً مثل التحذيرات التي أصدرتها عدة سفارات لرعاياها.
وبعد إلغاء حفلات المغنية العالمية ميلين فارمر في باريس، تخشى فعاليات أخرى حدوث اضطرابات، بما في ذلك سباق فرنسا للدراجات.
كما دعت إيران الحكومة الفرنسية إلى “إنهاء المعاملة العنيفة” لسكانها، و”التحلي بضبط النفس”. بدورها، احتجب الصين على تعرض حافلة كانت تقل سائحين صينيين، أصيب بعضهم، على ما يبدو، بجروح طفيفة بسبب النوافذ المكسورة. ههههههه هذا ما بقى