الجزائر- “القدس العربي”:
أفاد يوسف أوشيش، الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية في الجزائر، بأن ما يحدث في فلسطين من جرائم بغطاء دولي، أسقط “الخرافة القائلة بأن الغرب وحضارته حاملة لكل قيم الحرية، العدالة واحترام حقوق الإنسان”.
وأوضح أوشيش في ندوة بمناسبة ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، شهدت حضور السفير الفلسطيني في الجزائر، فايز أبو عيطة، أن هذه الذكرى هي لتجديد التضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد، وما يتعرض له خلال العدوان الأخير من تقتيل وإبادة وتهجير، فضلا عن محاولات لا تتوقف لطمس الهوية وتغيير الجغرافيا وتزييف التاريخ وتدنيس المقدسات، حيث يضرب الكيان الغاصب عرض الحائط كل المواثيق والأعراف ذات الصلة، ويحاول فرض أمر واقع مرفوض رفضا قاطعا.
وأبرز المتحدث أن العالم بأسره في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، “يقف أمام امتحان حقوق الإنسان وشموليتها، أم هي حكر على فئة ومجتمعات دون أخرى أمام ما نراه من ازدواجية لتطبيق المعايير الإنسانية وانتقائية في استدعائها؟”. وأجاب مسؤول الحزب بالقول إنه “أمام كل هذا، تسقط الخرافة القائلة بأن الغرب وحضارته حاملة لكل قيم الحرية، العدالة واحترام حقوق الإنسان”.
واعتبر أوشيش أن الأحداث الدامية في فلسطين تضعنا بموقف التساؤل والمساءلة حول مسألة حقوق الإنسان وتوظيفاتها، وتجبرنا كي نتمعن فيها مليا، خصوصا أمام زيف دعاية الغرب بخصوصها وانتقائيته في تطبيقها. بل وأخطر من ذلك، فهو اعتاد أن يجعل منها مطية للتدخل في شؤون الدول وضرب استقرارها وتمرير أجنداته والأمثلة كثيرة.
وجدد الحزب لمواجهة ذلك، الدعوة لتبني مقاربة وطنية مستقلة لحقوق الإنسان يعكف عليها الفاعلون الحقوقيون الوطنيون وتستدعى فيها الشخصية والهوية الوطنية وذلك تحصينا للجبهة الوطنية وصدّاً لكل من يريد توظيف حقوق الإنسان من قوى الاستعمار الحديث. وأكد أنه “إذا ارتبط مفهوم حقوق الإنسان ومنذ عقود حصرا بالديمقراطية، فإن كل الحيثيات اليوم تجعله يرتبط بالإضافة إلى الديمقراطية بالسيادة الوطنية”.
وترى جبهة القوى الاشتراكية، وفق مسؤولها الأول أن “القضية الفلسطينية هي قضية تصفية استعمار تحررية، فكفاح الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه الوطنية هو قضية عادلة وكفاح مشروع تماما مثل كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي”. وأكد أن تصنيف هذه القضية على أنها “قضية دينية وتصويرها أنها حرب بين الأديان والحضارات هو خضوع للعبة التي يلعبها الكيان الصهيوني بهدف تحييد أي إسناد ودعم يأتي من الدول غير المسلمة”.
وتابع: “إننا متيقنون بأنه وكلما زادت شدة وعدوانية المحتل الصهيوني كلما زاد إصرار الفلسطينيين على انتزاع كل حقوقهم وعلى رأسها الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. وأبرز أن حزبه واثق بأن “الشعب الفلسطيني الأبي سيعرف بعبقريته وشهامته كما عرف آباؤنا وأجدادنا من الحركة الوطنية كيف سينتقل من حالة المقاومة والصمود إلى حالة التحرير في ظل وحدة الصف والقضية”.
وعاد أوشيش إلى أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لحزب الذي يصنف في الجزائر في خانة التيار الديمقراطي، وذكر أن الحزب أكد على مركزية القضية الفلسطينية وكان منذ ذلك الوقت مناصرا وداعما وفيا لها، ولا يزال. وهو الأمر الذي وقف عليه شخصيا الزعيم الراحل حسين آيت أحمد، مؤسس الحزب، من خلال العمل على شحذ الدعم للقضية من كل أصقاع المعمورة إيمانا منه بعدالتها على إنسانيتها وبعدها العالمي.
واعتبر أنه منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى التي أتت كرد فعل للتمادي الصهيوني والاستخفاف الذي لحق إليه تجاه كل ما هو فلسطيني، يتابع حزبه وبحرص شديد تطورات القضية أولا بأول، معلنا دون لبس أنه مستعد للمشاركة في كل المبادرات الوطنية التي من شأنها دعم ونصرة الشعب الفلسطيني أيا كان مأتاها من أجل استحضار أنجع السبل لوقف هذا الظلم ولحشد كل أنواع الدعم والتضامن.