برلين- “القدس العربي”:
أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، أن العملية العسكرية الإسرائيلية “الجدار الحديدي” في شمال الضفة الغربية مستمرة منذ خمسة أسابيع، ما أدى إلى نزوح 40 ألف شخص من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم وطوباس، إضافة إلى استشهاد 50 فلسطينيا وإصابة العديد، بينهم مدنيون.
ودعت الخارجية الألمانية في بيان، الحكومة الإسرائيلية إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية بشكل أفضل أثناء العمليات العسكرية، كما شددت على ضرورة ضمان عودة النازحين إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن.
وأشارت المتحدثة إلى أن مدينة جنين، وفقًا لاتفاقيات أوسلو، تقع ضمن المنطقة (أ) التي تخضع للسيطرة الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية. واعتبرت أن خطط الحكومة الإسرائيلية للإبقاء على الجيش الإسرائيلي داخل مخيم جنين “غير مقبولة”، مؤكدة في الوقت نفسه أن “مكافحة العنف يجب أن تكون من مسؤولية السلطة الفلسطينية في هذه المناطق”.
وأضافت أن استمرار وجود القوات الإسرائيلية في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني يقوض جهود السلطة الفلسطينية في تمثيل المصالح الفلسطينية بشكل شرعي، كما يعزز بنية الاحتلال التي أكد رأي محكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو 2024 على ضرورة تفكيكها، مما يساهم في زعزعة بيئة أمنية هشة بالفعل.
وتسلط الصحف الألمانية باهتمام الضوء على ما يحدث في جنين وشمال الضفة التي تشهد عملية عسكرية واسعة النطاق، هي الأطول منذ عقدين، وسط تصاعد التوترات والمخاوف من تداعيات إنسانية كارثية.
وبحسب صحيفة تاغيس شاو الألمانية، تشهد مناطق شمال الضفة الغربية، خاصة في محيط أحد مخيمات اللاجئين، عملية عسكرية واسعة دخلت أسبوعها الخامس، وتعد الأطول من نوعها منذ أكثر من عشرين عاما. العمليات التي تشمل اقتحامات متكررة وغارات جوية، أسفرت عن تدمير واسع للبنية التحتية وسقوط عدد كبير من القتلى والمصابين، بينهم نساء وأطفال.
وقالت الصحيفة إن مخيم جنين المستهدف شهد موجة نزوح كبيرة، حيث غادر معظم سكانه بعد تعرض منازلهم للتدمير أو بسبب انقطاع الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء. وأفادت مصادر محلية بأن القوات العسكرية استخدمت الطائرات المسيّرة لبث رسائل تدعو المدنيين إلى مغادرة المنطقة، بينما أكد شهود عيان أن العديد من العائلات اضطرت للفرار بحثا عن مأوى أكثر أمانا.
كما أن العملية العسكرية لم تقتصر على منطقة واحدة، بل امتدت إلى عدة مدن وبلدات مجاورة، حيث شهدت هذه المناطق اقتحامات مماثلة، تخللها تدمير منازل واعتقالات واسعة، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، تصاعدت وتيرة الضربات الجوية، في مشهد غير مسبوق في هذه المناطق، وتوسعت رقعة المواجهات، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا وتدمير مساحات واسعة من البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الطرق والمباني السكنية.
وسط هذه التطورات، تتزايد المخاوف من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى مزيد من التصعيد، خاصة في ظل تزايد أعداد القتلى والنازحين، فيما يبقى مصير آلاف العائلات العالقة في هذه المناطق مجهولا في ظل استمرار العمليات وغياب أي بوادر لوقفها.