ألمانيا تشيد بموقف بايدن لكنها متخوفة مما سيحدث لاحقا

علاء جمعة
حجم الخط
2

برلين ـ “القدس العربي”:

يشيد السياسيون الألمان بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي باعتباره خطوة كبيرة. ومع ذلك، فإنهم يتجنبون تسليط الضوء على سؤال واحد: ماذا سيحدث بعد ذلك؟

إن تخلي جو بايدن عن الترشح للرئاسة الثانية هو موضوع جدل ساخن في ألمانيا كما هو الحال في الولايات المتحدة. المستشار أولاف شولتس طالما وصف بايدن بأنه “صديق حقق الكثير لبلاده ولأوروبا والعالم”. وأضاف: “بفضله أصبح التعاون عبر الأطلسي وثيقا، وحلف شمال الأطلسي قويا، والولايات المتحدة شريك جيد وموثوق بالنسبة لنا”.

فيما وصف وزير العدل الاتحادي ماركو بوشمان بايدن بأنه “شخصية استثنائية خدم بلاده لعقود عديدة على الرغم من ضربات القدر الشخصية الفظيعة”. وكتب السياسي من الحزب الديمقراطي الحر على قناة X: “أن يقرر بنفسه متى تنتهي هذه الخدمة يستحق أكبر قدر من الاحترام”.

كما وكتبت زعيمة حزب الخضر ريكاردا لانغ أن بايدن خدم الولايات المتحدة كرئيس بطريقة مثيرة للإعجاب.

وقال وزير الصحة الفيدرالي كارل لوترباخ “يستحق الاحترام بهذا القرار. الآن يمكن أن تصبح الحملة الانتخابية مثيرة مرة أخرى”.

ويقوم وزير العمل الاتحادي هوبرتوس هيل (SPD) حاليا بزيارة إلى الولايات المتحدة. وهو أكد بدوره أن الانسحاب كان له “أهمية تاريخية”: لقد أصبح الآن “سباقًا رئاسيًا مفتوحًا” مرة أخرى. وبدون ذكر نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بالاسم، قالت بيربوك إنها تتطلع الآن إلى الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة – “لأن التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أمر أساسي لسلامنا وأمننا”.

قلق من الخطوة المقبلة

وبحسب مجلة شبيغل الألمانية رغم أن السياسيين الألمان يشيدون بانسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي، إلا أن هناك قلقًا كبيرًا حول ما سيحدث بعد ذلك. ويرى مراقبون أن انسحاب بايدن يفتح الباب أمام سباق رئاسي مفتوح في الولايات المتحدة، مما يخلق حالة من عدم اليقين حول من سيقود البلاد في المستقبل. هذا الأمر يثير القلق في أوروبا، حيث تعتمد العديد من السياسات الأمنية والاقتصادية على استقرار الشراكة مع الولايات المتحدة.

  كما أن  هناك مخاوف من أن الرئيس الأمريكي الجديد قد يتبنى سياسات خارجية تختلف عن تلك التي انتهجها بايدن، والتي كانت تعزز التعاون عبر الأطلسي وتقوية حلف شمال الأطلسي. أي تغيير جذري في هذه السياسات يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات الأوروبية الأمريكية وعلى الاستقرار الدولي.

لعب  بايدن دورًا هامًا في قضايا عالمية مثل مكافحة تغير المناخ والتعاون في مجالات الصحة والأمن. انسحابه يثير تساؤلات حول مدى التزام الإدارة القادمة بهذه القضايا، وما إذا كانت ستستمر في نفس النهج أم ستتخذ مسارًا مختلفًا.

كما أن التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة وأوروبا كان جزءًا أساسيًا من أجندة بايدن. مع قدوم إدارة جديدة، قد تكون هناك تغييرات في السياسات التجارية والاقتصادية، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار الأسواق والتأثير على النمو الاقتصادي في كلا الجانبين. وهناك مخاوف من أن يؤدي انسحاب بايدن إلى صعود مرشحين من التيارات الأكثر تحفظًا أو الشعبوية، مما قد يؤدي إلى توتر العلاقات الدولية وزيادة الانقسامات السياسية داخليًا وخارجيًا.

بينما يُعتبر قرار بايدن بالانسحاب خطوة شجاعة وتستحق الاحترام، إلا أنه يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من عدم اليقين. الألمان، مثلهم مثل العديد من الأوروبيين، يتطلعون بحذر إلى التطورات القادمة في الولايات المتحدة، مع الأمل في أن تظل العلاقات عبر الأطلسي قوية ومستقرة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تاريخ حروب الغرب وأتباعهم:

    وكأنها تختلف عن ترمب وجمهوره!

  2. يقول فصل الخطاب:

    ههه ترامب الصهيوني سمسار البيت الأسود الصهيوني الأمريكي يا انريكي سوف ينزع الحماية عن الاتحاد الأوروبي المنافق العنصري البغيض المتغطرس ما لم يدفعوا له الأموال ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒🐖🚀

اشترك في قائمتنا البريدية