أنصار ترامب يدّعون الدفاع عن الحرية… ويصفقون لقمع منتقدي إسرائيل

رائد صالحة
حجم الخط
4

واشنطن- “القدس العربي”: وجّهت الكاتبة والصحافية السياسية كايتلين جونستون انتقادات لاذعة لأنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرة أن مواقفهم تُظهر “سوء فهم جوهري لمعنى حرية التعبير”، وذلك في ظل استمرار الإدارة بترحيل واعتقال أشخاص بسبب مواقفهم المنتقدة لإسرائيل ولسياسات الولايات المتحدة الداعمة لها.

جونستون: الأنظمة الاستبدادية تلجأ عادةً إلى حظر المعلومات وتقييد الإعلام فور تثبيت سلطتها، ليس بهدف إزعاج الشعوب، وإنما لحجب الحقائق التي قد تثير السخط وتدفع نحو مقاومة شعبية

وفي مقال لها تناولت فيه القضية، رأت جونستون أن “أنصار ترامب الذين لطالما أعربوا عن قلقهم من تآكل حرية التعبير خلال السنوات الماضية، يظهرون الآن تناقضًا صارخًا عندما يدعمون سياسات تقييد حرية الرأي والتعبير بمجرد أن المستهدفين ليسوا من المواطنين الأمريكيين، أو يعبّرون عن آراء لا تُرضي توجهاتهم”.

وتطرقت الكاتبة في مقال نشرته العديد من المنصات التقدمية  إلى حملات الاعتقال والترحيل التي طالت أفرادًا بسبب انتقادهم لما وصفته بـ”الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة”، معتبرة أن هذه الممارسات لا تتعلق بمشاعر الأفراد أو بامتيازات شخصية، بل تتعلق بصلب حرية التعبير بوصفها أداة رئيسية لـ”كبح جماح السلطة وتمكين الشعوب من مساءلة حكوماتها”.

وأكدت جونستون أن جوهر التعديل الأول في الدستور الأمريكي لا يتمثل في ضمان شعور الأفراد بالرضا، وإنما في تقييد قدرة الحكومة على تعطيل تدفق المعلومات، وهو ما اعتبرته شرطًا أساسيًا لتمكين المواطنين من تنظيم معارضة فاعلة للنظام القائم، حسب تعبيرها.

جونستون: “ترحيل منتقدي إسرائيل ليس فقط انتهاكًا لحقوقهم الفردية، بل اعتداء على حق الجمهور الأوسع في سماع معلومات وآراء قد تفضح سياسات قائمة على القمع والتجويع والإبادة”

كما أوضحت أن الأنظمة الاستبدادية تلجأ عادةً إلى حظر المعلومات وتقييد الإعلام فور تثبيت سلطتها، ليس بهدف إزعاج الشعوب، وإنما لحجب الحقائق التي قد تثير السخط وتدفع نحو مقاومة شعبية.

وتابعت بالقول: “لو كان تدفق المعلومات حرًا بالفعل، دون تحكم من النخب الاقتصادية والسياسية، لما استطاع الحكام إخفاء الأزمات التي يعيشها الناس، ولا استطاع المواطنون إدراك مدى سوء الأوضاع وكيفية تغييرها”.

وحمّلت جونستون أصحاب النفوذ مسؤولية الوضع الحالي، مشيرة إلى دورهم في شراء وسائل الإعلام، والتلاعب بالخوارزميات، وتمويل مراكز الأبحاث، وإسكات الأصوات المعارضة سواء عبر التهميش أو الترحيل، ما يسهم في تكريس نظام سياسي واقتصادي غير عادل.

جونستون: لو كان تدفق المعلومات حرًا بالفعل، دون تحكم من النخب الاقتصادية والسياسية، لما استطاع الحكام إخفاء الأزمات التي يعيشها الناس

واختتمت بالتحذير من أن “ترحيل منتقدي إسرائيل ليس فقط انتهاكًا لحقوقهم الفردية، بل اعتداء على حق الجمهور الأوسع في سماع معلومات وآراء قد تفضح سياسات قائمة على القمع والتجويع والإبادة”، مضيفة: “شعب مستنير وواعٍ لن يرضى بمثل هذا الواقع، ولهذا تُمنع عنه المعلومات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول آدم القليوبي:

    بارك الله فيكِ أيتها الكاتبة المحترمة.

  2. يقول جريس حتر:

    انصار ترامب عندهم جهل عميق في السياسة و الجغرافية و التاريخ. صار لي بينهم اربعين سنة و اتعامل معهم يومياً.

  3. يقول أكاديمي أردني:

    مثل هكذا نوعيات غربية لا تعرف شيئا عن التاريخ والشعوب، سيجدون أنفسهم فجأة خارج اللعبة.

  4. يقول إبن آكسيل:

    الرجل البرتقالي نعمة للمظلومين في الأرض . بعثه الله ليدمر الصهاينة و أوروبا و بلاده أمريكا …..محور الشر المطلق ….

اشترك في قائمتنا البريدية