“أهون الشرين”.. لهذا تفضل أوكرانيا القتال على الخضوع لضغوط ترامب وتسليم القرم لروسيا

حجم الخط
3

لندن ـ “القدس العربي”:

أكدت صحيفة “التايمز” البريطانية أن أوكرانيا تفضل القتال وخسارة دعم أمريكا على تسليم شبه جزيرة القرم لروسيا. وكتبت الصحيفة أن حل الصراع بين أوكرانيا وروسيا في نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسيط للغاية، ويكمن في اعتراف كييف بالحقائق على الأرض، ووضع اعتراضاتها على استيلاء موسكو على أراضيها جانبا.

وأشارت إلى أن ترامب سلك نهجا عنيفا في تعامله مع الأزمة، مهددا بالانسحاب تماما من المفاوضات، ومنتقدا بشكل خاص الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرفضه الاعتراف بالحكم الروسي على شبه جزيرة القرم.

وفي المقابل فإن الكثير من الأوكرانيين يرون أن الحل الذي يقترحه ترامب ليس واقعيا فحسب، بل يشكل تهديدا مباشرا لوجود دولتهم.

الكثير من الأوكرانيين يرون أن الحل الذي يقترحه ترامب ليس واقعيا فحسب، بل يشكل تهديدا مباشرا لوجود دولتهم

ونقلت التايمز عن فولوديمير فيسينكو، المحلل السياسي المقرب من إدارة زيلينسكي قوله إن الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم يشكل سابقة خطيرة بالنسبة لأوكرانيا، ويفتح شهية الرئيس فلاديمير بوتين للاستيلاء على أراضيها.

وقال فيسينكو إذا تعين على أوكرانيا الاختيار بين الاعتراف بحق روسيا في القرم وانسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات، فعلى الأرجح أنها ستفضل الخيار الثاني، الذي يعتبره “أهون الشرين”.

ويبرر فيسينكو ما ذهب إليه بأن موافقة الأمريكيين على استحواذ روسيا على القرم ستجعل بوتين بعد مرور بعض الوقت يطالب حتما بالاعتراف بملكية بلاده لبقية الأراضي التي ضمها بالفعل.

ويعتقد فيسينكو أن تكون تهديدات ترامب وضغوطه على أوكرانيا جزءا من حرب نفسية يهدف البيت الأبيض من ورائها لانتزاع تنازلات كبيرة من كييف في أقصر وقت ممكن، لكنه استدرك قائلا “لذلك علينا الانتظار حتى يتغير مزاج ترامب”.

وأشارت الصحيفة إلى ما كتبه ترامب على موقع “تروث سوشيال” بأنه لم يطلب من زيلينسكي الاعتراف بشبه جزيرة القرم باعتبارها أراضي روسية، إنما يتوقع منه نوعا من الالتزام بألا تتحدى أوكرانيا بعد الآن حكم الكرملين على شبه الجزيرة.

ونقلت التايمز عن تاميلا تاشيفا، البرلمانية التي كانت الممثل الدائم لزيلينسكي في القرم حتى العام الماضي تحذيرها من أن “مقايضة الأراضي بوقف إطلاق النار لن تجلب سلاما مستداما، بل يمكن أن تكون منطلقا لعدوان جديد”.

كما نقلت عن أولكسندر ميريجكو، النائب الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، تصريحا بدا فيه متفائلا نوعا ما.

فقد أكد أن بلاده لن تفقد الأمل في الولايات المتحدة، مضيفا “نحن بحاجة إلى العمل مع ترامب، فمن يدري، ربما يعود إلى رشده في مرحلة ما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو العبد:

    أليس منكم رجل رشيد لوضع حد لجنون عظمة الرئيسين الأميركي والروسي . لا أمل ولا مستقبل مشرق في الأفق.

  2. يقول كلام رصاص:

    موقف اوكرانيا الان مثل موقف حماس في غزة.
    كلاهما يواجهان خصما عنيدا وطاغيا..يقضم
    الارض والقدرات.وترامب منحاز للخصم العنيد.

  3. يقول هدهد سليمان:

    سذاجة ترمب combined with غروره وتسرعه وقلة خبرته السياسية أوقعته وستوقعه اكثر في شر أعماله.
    لم يمارس ترمب سياسة حقيقية في عهده الاول حيث استحوذ وباء Covid 19 ودكتور فاوتشي والموءتمرات اليومية الصحفية الأشبه بمدرسة المشاغبين وقتها بمعظم وقته الرئاسي, وكنت استمتع وزوجتي بها حيث كنا ننتظرها ونحن ممنوعون من مغادرة البيت يومها.
    عموما، قال احد المفاوضين ذوي البال الطويل رحمه الله ان ” الحياة مفاوضات” وهذا ما يجب على ترمب الأخذ به.
    ترمب الان يدفع ثمن تسرعه وزلات لسانه ووعوده الفارغة التي تنم عن جهل.
    فلا ريفيرا في غزة حيث كان عليه ان يتعظ بما حصل لميناء غزة العاءم، ولن تلقي مقاومة غزة السلاح أبدا مهما حصل، ولن تجامل أوكرانيا ترمب وتتساوق مع وهمه في تخلي عن سيادة وأراضي، ولن يجامل بوتن ترمب في موضوع وجودي لروسيا ووضعها العالمي بعد كل تلك الخساءر مع المكاسب على الارض.
    مع ذلك، إذا واجهت ترمب بفشله وأجلسته على كرسي وقلت له دونالد انت فاشل، فستجد ترمب رخيص لا يستحي ومكابر، حيث تمت ادانته في محكمة أمريكية فهو رءيس مجرم مدان حسب التصنيف الأمريكي وملاحق بقضايا جنسية قذرة وتهرب ضريبي.
    فهوءلاء القوم،حيث يوجد كثير امثاله من الذين على رووسهم بطحات، مجردون من كل فضيلة ولا تفرق معهم الكرامة الشخصية من عدمها.

اشترك في قائمتنا البريدية