أوبزيرفر: أزمة في أقدم صحيفة يهودية في العالم بعد فبركات عن حرب غزة.. اعتذرتْ وسحبت منشورات وأوقفت مراسلاً

إبراهيم درويش
حجم الخط
4

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريراً أعدّه بيتر بيومنت قال فيه إن أقدم صحيفة يهودية في العالم تواجه “أزمة”، بعد سحب عدد من القصص والتقارير التي بُنيت على “اختلاقات مسعورة”.
وقال الكاتب إن “جويش كرونيكل”، التي تصدر في بريطانيا، سحبت عدداً من التقارير والمقالات المتعلقة بالحرب في غزة، بعد اكتشاف أن التقارير قامت على “فبركات”، وأعدّها صحافي مستقل قدّمَ معلومات غير صحيحة عن سيرته الذاتية.
وبعد تحقيق جرى الأسبوع الماضي مع الصحافي المستقل إيلون بيري، وضعت صحيفة “جويش كرونيل” إعلاناً من فقرتين، ليلة الجمعة، قالت فيه إنها لم ترضَ بالتأكيدات التي قدمها الصحافي في ما يتعلق بمقالاته.

كانت مقالات “جويش كرونيكل” مثيرة للغاية لأنها تصف خطوة بخطوة، وبتفاصيل حساسة، وتقدم معلومات استخباراتية عن زعيم “حماس” يحيى السنوار وخططه

وجاء في الإعلان: “لقد توصلتْ جويش كرونيكل، ومن خلال تحقيق مع الصحافي المستقل بأن إيلون بيري، بدأ بعد توجيه اتهامات بشأن جوانب من سيرته الصحافية. ورغم أننا ندرك أنه خدم في قوات الدفاع الإسرائيلية، إلا أننا لم نكن راضين عن بعض ادعاءاته”، و”عليه، قُمنا بسحب تقاريره من موقعنا، وأنهينا أيَّ تعاون معه”.
وجاء في الإعلان: “تظل جويش كرونيكل من أكثر الصحف التزاماً بالمعايير الصحافية في فضاء معلوماتي متنازع عليه. ونعتذر عن التسلسل الزمني للأحداث، والذي قاد إلى هذه النقطة، ونعتذر لقرائنا الأوفياء، وقمنا بمراجعة العملية الداخلية، والتأكد من عدم تكرار الأمر”.
وأُنشئت الصحيفة في عام 1841، وتُعرف عادة بمختصر “جي سي”، وظلت مؤسسة صحافية بريطانية محترمة، وجذبت إليها صحافيين محترمين وكتاباً بارزين، إلا أن الأحداث الأخيرة أثارت غضباً حول مسار الصحيفة التي انحرفت بشكل كبير تحت قيادة محررها الحالي جيك واليس سيمونز، ووسط خلافات حول ملكيتها.
وتعود أحداث الأسبوع الماضي غير العادية، والتي سحب فيها عدد من التقارير، إلى عدة أشهر، عندما قام صحافي، وُصِفَ بأنه بريطاني مقيم في إسرائيل، بالمساهمة في سلسلة من التقارير التي زعم أنها تقوم على مصادر استخباراتية ونشرت في الصحيفة.
وكانت المقالات مثيرة للغاية لأنها تصف خطوة بخطوة، وبتفاصيل حساسة، وتقدم معلومات استخباراتية يزعم أن إسرائيل جمعتها عن زعيم “حماس” يحيى السنوار وخططه. وتَشَكَّكَ الصحافيون الذين يغطون أخبار غزة من المزاعم، ولم يتمكّنوا من إثبات صحة المواد المنشورة في الصحيفة. وخرجت هذه الشكوك إلى العلن الأسبوع الماضي، بعد أن وصفت سلسلة من التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية مقالات بيري بأنها “مختلقة”.
وظهرت تقارير الإعلام الإسرائيلي، خلال الأشهر الأخيرة، تقترح أن تقارير تم زرعها في الصحافة الأوروبية، بما فيها صحيفة “بيلد” الألمانية، لخدمة موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المفاوضات في غزة.
وفي مؤتمر صحافي عقده في 4 أيلول/سبتمبر، قال نتنياهو إن محور فيلادلفيا بين غزة ومصر يجب أن يظل تحت السيطرة الإسرائيلية، لأن السنوار قد يستخدمه لهروبه وتهريب الأسرى الإسرائيليين معه إلى الخارج.
إلا أن التقرير الذي أرسله بيري إلى “جي سي” حوّلَ المقترحات إلى حقيقة، حيث زعم أن المعلومات الاستخباراتية الموجودة تكشف عن خطط هروب للسنوار ومعه الأسرى إلى إيران. وقد توصلت الاستخبارات الإسرائيلية إلى هذه المعلومة من تحقيقات مع مسؤول بارز في “حماس”، ووثائق تم العثور عليها في آب/أغسطس.
والتقطت القصة عدة صحف إسرائيلية، وروّجت لها زوجةُ نتنياهو سارة، ونجلُه يائير. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نفى القصة، وقال إنها عبارة عن “فبركة جامحة”، ولا أساس لها.
وفي البحث عن مسيرة بيري، قام به صحافيون إسرائيليون، وفي أماكن أخرى، كشف، وبسرعة، أن مزاعمه بشأن عمله الصحافي والأكاديمي وخدمته العسكرية ليست صحيحة، وتثير التساؤلات. ومن ذلك زعمه بأنه خدم في الجيش، وشارك في عملية عنتيبي عام 1976، وأنه عمل أستاذاً في جامعة تل أبيب لمدة 15عاماً.
ويقول بيومنت إن سحب المقالات بعد تحقيق رسمي للصحيفة جاء قبل يوم من الأسئلة حول محرر “جي سي”، واليس سيمونز، وهو روائي سابق ساهم بمقالات في “ديلي ميل” و”ديلي تلغراف” و”سبكتاتور”.
وعلى الرغم من توجيه “أوبزيرفر” أسئلة لواليس سيمونز و”جي سي”، إلا أنهم رفضوا التعليق عن الكيفية التي نشرت فيها مقالات وتقارير بيري، الذي ليس لديه سيرة صحافية مميزة، وليس بالصحافي الاستقصائي، ونشر مساهماته، بدون ممارسة التدقيق اللازم في تقارير كانت من صنع الخيال.
وقد أخبر بيري صحيفة “أوبزيرفر” بأن “جي سي ارتكبت خطأ في البيان الذي أصدرته”، ووصف النقد لمقالاته بأنه “عملية تصيّد سببها حسد الصحافيين والمؤسسات الصحافية الإسرائيلية الذين لا يستطيعون الحصول على المعلومات مثلي”.
وتتزامن قضية بيري والفبركات بشأن غزة مع حالة عدم الارتياح من المسار الذي تمضي إليه الصحيفة. ففي شباط/فبراير، عبّر مراسل الشؤون الحكومية في صحيفة “صاندي تايمز” غابرييل بوغراند عن عدم ارتياحه من الصحيفة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك ترتيبات الملكية الغامضة للصحيفة، والتي حيّرت المراقبين. وكتب قائلاً: “إن فظاظة وعدوانية القيادة الحالية لجي سي مؤسف ولايخدم المجتمع” اليهودي، و”يثير مرة أخرى السؤال: من هو المالك لها؟ وكيف لا يملك اليهود البريطانيون “صحيفتهم”، وأكثر من هذا، كيف لا تقوم صحيفة بالكشف عن ملاكها؟ إنه تناقض لفظي. وأكره طرح السؤال علناً، لكنني طرحته بشكل خاص منذ أكثر من عام، دون جدوى”.

قال نتنياهو، في مؤتمر صحفي، إن محور فيلادلفيا يجب أن يظل تحت السيطرة الإسرائيلية، لأن السنوار قد يستخدمه لهروبه وتهريب الأسرى الإسرائيليين معه إلى الخارج

وهناك مواقف مماثلة لتحفظات بوغراند بين اليهود الليبراليين البريطانيين الذين لا يرون أن الصحيفة تمثّلهم كما كانت.
وقال شخص يعرف بدور الصحيفة وتاريخها: “كان هناك شعور بأن الصحيفة ليست في جيب أحد، وعملت لخدمة المجتمع اليهودي أجمع، ولهذا كان لها تأثيرٌ مؤسسي في المجتمع اليهودي”، ولكنها “أصبحت ضيقة النظرة، وتدافع عن مجموعة من القضايا”.
ونشرت مجلة “بروسبكت”، هذا العام، مقالاً للمحرر السابق لـ “الغارديان” آلان روزبريجر، تساءل فيه عن ملكية الصحيفة، واقترح أنها مدعومة من ميلياردير أمريكي، نفى هذا الزعم.
ومن بين الذين علّقوا على سحب “جي سي” مقالات بيري كان أيلون ليفي، المتحدث الصدامي السابق باسم الحكومة الإسرائيلية، والذي اعتذر لمتابعيه، البالغ عددهم 200,000، شخص على نشرها. وكتب على منصة إكس: “سحبت جويش كرونيكل قصصاً مشكوكاً فيها من “صحافي مستقل، إيلون بيري وأنهت عملها معه”، و”هذه هي الطريقة التي يجب على الإعلام معاملة مراسلين يستندون إلى مصادر مشكوك فيها، وأعتذر لكل شخص لنشري هذه التقارير”.
لكن هناك من شك في أن سحب مقالات بيري ستنهي الممارسة، ومنهم بين ريف، محرر مجلة +972، وهي النشرية الإسرائيلية التي تعمل على كشف الفبركات.
وكتب ريف على منصة إكس: “تأمل جويش كرونيل من خلال طرد إيلون بيري بوضع كل الفضيحة وراء ظهرها وكأن القرار لم يتخذ من القمة لتوظيف صحافي مزيف نشر تسع مقالات مزيفة، وبدون التدقيق بالمصادر، واستخدم الصحيفة كعميل نشط لعمليات التأثير المؤيدة لبيبي”، أي بنيامين نتنياهو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    إشكالية حرب 1967، كان تجسّس على مؤتمر القمة في (المغرب)، وجهل (بوتفليقة) في (اللغة الإنجليزية) بعد ذلك في الحرب الديبلوماسية في الأمم المتحدة، فضاعت فلسطين بين (Land) أو (The Land)، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

    وللتوضيح أكثر، مثال عن خزعبلات تحالف (أهل الإعلام) مع (أهل المال)

    https://youtu.be/DP2lCJPtWDM?si=bhN3F7BFumqE9bb9

    اللقاء أعلاه👆، لا يختلف عن اللقاء أدناه👇

    https://youtu.be/WfqQFc2joG0?si=pMU_0H99QV9W5xys

    لتبييض صورة من (سرق) أملاك (جمعية التربية الإسلامية) في (المنصور)،

    لبناء عليها (جامعة التراث)،

    والأنكى إصدار حكم، فاسد/مغشوش/ظالم، تنشره جريدة (الوقائع العراقية)،

    بحجة أن جمعية التربية الإسلامية تمثل (الإرهاب) في عراق ما بعد 9/4/2003، أو دولة الفرهود/الگوترة، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

  2. يقول S.S.Abdullah:

    بعد الأزمة الإقتصادية في عام 2008،

    (الصين) طرحت (المقايضة)، ومبادرة طرق وحزام الحرير لأتمتة إدارة وحوكمة أي دولة بداية من عمود الكهرباء (مشروع خالد الصيني)،

    (العراق) في المقابل وقع عقد (المقايضة) مع (الصين)، وطرح (طريق التنمية) من زاوية التكامل، مع ما طرحته (الصين)،

    من وجهة نظري، المنافسة الآن، هناك سباق أو منافسة بين من ينتج أولاً، (طريق التنمية) أم (ممر بايدن)؟!

    طريقة عمل الجرد/التعداد، في (العراق) عام 2024 سيُحدد من سيفوز في المنافسة🤣🤭🫣

    أي الكرة، في ملعب (د رحيم العتابي) وصحبه، هل ستتهاون وتتدلع، أم لا؟!🥸🧐🫵

    بحضور رئيس الوزراء، في حفلة 2024، أحسنت يا شيخ حسن السامرائي،

    وأضيف في دولة (الفرهود/الگوترة)،

  3. يقول S.S.Abdullah:

    كم مُعقب معاملات، فهم روتين البيروقراطية، استطاع بعدها ليس فقط أن يصبح (لواء)، بل ويحصل على حماية ووسائل نقل من الوزارة؟!

    ومن هنا أهمية فهم كيف يجب أن يتم الجرد/التعداد، لمن يريد حقيقة الإصلاح أو رفع الغش والفساد أي (الظلم)، في أي دولة، من دولنا، بداية من مهد تدوين لغة الحضارة بواسطة اللغة الأبجدية في وادي الرافدين، أو اللغة الصورية في وادي النيل، أو لغة الأشكال (الماندرين).

    جميل طريقة إختيار زاوية الرؤية والتحليل من العلماني/المسيحي (د وسام سعادة)،

    فيما جمعه تحت عنوان (اليهود والمسلمون وتفاوت الصلة بالحرب الحالية) https://www.alquds.co.uk/?p=3398294

    هل يسمح بإضافة زاوية أخرى إلى الموضوع، مفهوم (الدولة) ومفهوم (العدالة) وموقع (الأسرة الإنسانية) فيها، وأهمية تنظيم إدارة وحوكمة المنافسة في تسويق أي منتج، في أجواء بورصة أسهم سوق العولمة الإنترنت الشّابِكة أو التعامل (عن بُعد OnLine) من خلال (الآلة/الروبوت) التي في يد أي إنسان (ة) أو أسرة أو شركة،

  4. يقول S.S.Abdullah:

    بعيداً عن مفهوم إقتصاد الحرب والصناعة الحربية؟!

    DW understanding of Bangladesh University for Sustainable Development (BUSD)

    https://youtu.be/_P4krB2GHdI?si=fQAHPtc1BSUwsD3G

    عند مشاهدة رسالة الإعلام الألماني عن بنغلاديش، فهل هي مع أم ضد أو تريد أن تعرف، من أين تؤكل الكتف، وهل في ذلك أي (خطأ)؟!🥸🧐

    في الرابط 👇عن كل يُغنّي على ليلاه، في طريقة الفهم، وبالتالي ردة الفعل، في مُنتَج:

    كيف تم طرح عدة زوايا رؤية بخصوص موضوع Netflix
    تستثمر في بناء سلسلة وثائقية جديدة على «نتفليكس» بعنوان «ماذا بعد؟ المستقبل مع بيل غيتس»،

    من وجهة نظري، لا يجوز تمرير دلع، تحرش، استفزاز، فتنة النساء، المقصودة في إثارة المشاكل،

    فمثلاً، أنتبه إلى خُبْث سؤال المذيعة (الأردنية)، والتي ظهرت في (لغة الجسد) واضحة

    https://youtube.com/shorts/L6x-Hl4Gras?si=kff9Fk8y2gGoGAA9

    الذي يوضح بشكل عملي ازدواجية إشكالية مفهوم المملكة مع الجمهورية (الكيان الصهيوني) أم (الكيان الفلسطيني) حتى في إنتخابات عام 2024،

اشترك في قائمتنا البريدية