بيروت – «القدس العربي»: لم تشأ لجنة «مهرجانات بعلبك الدولية» أن تغيب نشاطاتها كلياً عن جمهورها وعشاقها هذه السنة، على الرغم من الأزمات والاحداث الأمنية التي تعصف بجنوب لبنان وغزة، فأرادت أن تعزف لحن السلام والأمل والصمود في سهرة فنية موسيقية واحدة فقط بعنوان «أوتار بعلبك» يوم الخميس المقبل في التاسع والعشرين من الشهر الحالي على مسرح كركلا العريق في منطقة «سن الفيل»، بدلاً من قلعة بعلبك الاثرية، نظراً للظروف الأمنية في المنطقة التي تتعرض من حين إلى آخر لاعتداءات اسرائيلية.
واعتبرت اللجنة المنظمة «أن رمزية مكان مسرح كركلا العريق تبرز التضامن الثابت بينه وبين لجنة مهرجانات بعلبك الدولية».
وتساهم هذه الأمسية الفنية الموسيقية، التي يشارك فيها مجموعة من عازفي العود في لبنان وفلسطين «في الإضاءة على أهمية الحوار والتناغم الثقافي رداً على العنف الدائر بنا وحولنا، وستكون مناسبة لننشد السلام والثقافة والوحدة في عالم تطفو فيه السلبية على الإيجابية»، وفقاً للمنظمين الذين يشددون على أهمية الالتزام برسالتهم الثقافية والفنية الثابتة.
ويتضمن هذا الحدث الموسيقي فصلين يشارك في الفصل الأول الفنان شربل روحانا وفرقته السداسية، أما الفصل الثاني فسيكون مع الثلاثي جبران وفرقته الموسيقية.
وقالت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج «كنا نحضّر في الأساس منذ ثلاثة أشهر لحفلة تقام بين أعمدة معبد باخوس في قلعة بعلبك، وكان أملنا أن الوضع الأمني سيسمح لنا بتقديم حفلة واحدة على الاقل، لا تكون عادية بل رمزية تحمل رسالة مرتبطة بالأوضاع التي نمر فيها» .
وتابعت «من هنا انطلقت فكرة إقامة حفلة عزف على العود مع فنانين لبنانيين وفلسطينيين، نجمعهم في عمل واحد لإبراز قوة لغة الحوار بالموسيقى كحافز للسلام والوحدة والأمل».
وأشار بيان إدارة المهرجان إلى أن «هذا الحدث الموسيقي المزدوج الفريد يهدف الى الإضاءة على أهميّة الحوار والتناغم الثقافي ردّاً على العنف المحيط بنا»، مشدداً على أن التزام المهرجان «ثابت ولا يتزعزع برسالته الثقافية».
وأعربت دو فريج عن تفهّمها المواقف المعترضة عبر شبكات التواصل الاجتماعي على عدم إقامة المهرجان في بعلبك «وخصوصاً أن أهالي بعلبك ينتظرون المهرجان من سنة الى أخرى»، لكنها أكدت أن «الخيار كان بين توقّف المهرجانات هذه السنة، أو إقامتها في بيروت».
ودعت أهالي بعلبك إلى أن «يتفهّموا أيضاً قرار إدارة المهرجانات إذ أنها لا يمكن أن تتحمل مسؤولية ترك الناس يخاطرون، نظراً إلى احتمال حصول تطور أمني» بسبب المواجهات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله منذ نحو عشرة أشهر، وتعرّض بعض المناطق في شرق لبنان، حيث تقع بعلبك، لضربات جوية إسرائيلية.