أوكرانيا والحلف الأطلسي في اجتماع طارئ بعد استعمال موسكو صاروخا وصفه بوتين بأنه “ضامن لسيادة روسيا”

حسين مجدوبي
حجم الخط
2

مدريد- “القدس العربي”:

نظرا لخطورة التطورات التي ترافق الحرب الروسية- الأوكرانية، سيعقد الحلف الأطلسي اجتماعا طارئا مع أوكرانيا الثلاثاء المقبل، بعد استعمال روسيا صاروخا فرط صوتي يسمى “أوريشنيك” يبلغ مداه خمسة آلاف كلم، وقد يكون مقدمة تحذيرية من استعمال موسكو  للسلاح النووي التكتيكي في هذه الحرب.

وسيجري لقاء لجنة “أوكرانيا- الحلف الأطلسي” في العاصمة البلجيكية بروكسل الثلاثاء المقبل لدراسة التطورات التي أصبحت بإجماع الدول الغربية والخبراء في مجال الحروب والسلاح بأنها خطيرة للغاية. ويجهل القرارات التي سيترتب عنها الاجتماع، وإن كان الأمر لن يتعدى التنديد وبعض الإجراءات العقابية تشمل المجال الدبلوماسي والاقتصادي.

ويسبق الاجتماع تصريحات تبرز القلق الكبير وسط أوكرانيا والغرب. ومن ضمن التصريحات، ما صدر عن الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي بحديثه عن “التطور الوحشي للحرب وعلى شركائنا في الغرب التحرك فورا لكي يشعر بوتين بثمن طموحاته المجنونة”.

من جانبه، أصدر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، تحذيرا واضحا للغرب والعالم بقوله ”إن التهديد بنشوب صراع عالمي خطير جدي حقا. لا أحد منا يعلم نهاية هذا الصراع، ولكننا نعلم أنه يأخذ الآن أبعادا دراماتيكية للغاية وأحداث الساعات القليلة الماضية تثبت ذلك“. وذهبت تصريحات لزعماء الغرب في باريس ولندن وبرلين في نفس الاتجاه.

وبالفعل، تسجل الحرب الروسية- الأوكرانية تطورات بالغة الخطوة، وكان التطور الخطير الأول هو استقدام روسيا لأكثر من 11 ألف جندي من كوريا الشمالية للمشاركة في الحرب. فيما ردّ الغرب وخاصة واشنطن ولندن بالترخيص لأول مرة لأوكرانيا باستعمال صواريخ طويلة المدى من صنع البلدين، لضرب الأراضي الروسية.

وكان الرد العنيف والخطير يوم الخميس باستعمال روسيا صاروخا فرط صوتي يسمى “أوريشنيك”. وتتجلى المفاجأة في أن هذا الصاروخ لم يكن معروفا لدى الغرب، ثم مداه الذي يبلغ أكثر من خمسة آلاف كلم، علاوة على قدرته على حمل رؤوس نووية، وأخيرا عدم وجود أنظمة دفاع جوي لدى أوكرانيا والأوروبيين لاعتراض هذا النوع من الصواريخ.

واستعملت القوات الروسية هذا الصاروخ لضرب مخزن للسلاح الأوكراني، وتفيد المؤشرات أنه كان يحتوي على صواريخ غربية، وتطلّب الأمر من روسيا صاروخا فائق الدقة وقدرة تفجيرية كبيرة لتدمير الهدف بدل استعمال صواريخ متوسطة القدرة التفجيرية وطلعات جوية كثيرة.

غير أن القلق الكبير والمنعطف الخطير هو أن استعمال هذا الصاروخ فيه رسالة واضحة للغرب وأوكرانيا بأن استعماله هو عدم تردد روسيا في استعمال السلاح النووي التكتيكي إذا استمر الغرب في تزويد أوكرانيا بالسلاح، ثم عدم تردد روسيا في استعمال الأسلحة الاستراتيجية التي لم تستعملها من قبل.

ويتزامن هذا وتهديد الرئيس فلاديمير بوتين باستعمال السلاح النووي للدفاع عن روسيا أمام أي خطر. ويعتبر ترخيص واشنطن ولندن لكييف باستعمال الصواريخ لضرب العمق الروسي تهديدا لبلاده. ويلاحظ أن بوتين استعمل في تهديده باللجوء إلى السلاح النووي النبرة نفسها التي استعملها أياما قليلة قبل بداية الحرب في فبراير 2022.

وكان واضحا في تصريحات بوتين الجمعة خلال الاجتماع مع القيادة العسكرية قوله: “إن منظومة أوريشنيك ليست تحديثا للأنظمة السوفييتية القديمة، بل هي نتاج عمل متخصصين من روسيا الجديدة، معتبرا أن “منظومة الصواريخ هذه ضامن إضافي لسيادة روسيا وسلامتها الإقليمية”.

ويبدو أن هذه التصريحات موجهة إلى الغرب بقوله: “اختبارات صواريخ أوريشنيك في الظروف القتالية جاءت ردا على الأعمال العدوانية التي ترتكبها دول الناتو ضد روسيا”.

وفي العبارة الأكثر خطورة قال بوتين إنه “تم تنفيذ الضربة على مصنع في دنيبروبيتروفسك بواسطة صاروخ أوريشنيك الباليستي فرط الصوتي لكنه خال من الرأس النووي”.

و”خال من الرأس النووي” هو تحذير أن الصاروخ في المرة المقبلة قد يحمل رأسا نوويا تكتيكيا إذا استمر الغرب في تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي العلي:

    أللهم اضرب الظالمين بالظالمين. لعل وعسى تخلص الدمار في غزة ولبنان.

  2. يقول وجدي:

    امريكا بعيدة كل البعد و اي صاروخ روسي ينطلق اتجاء امريكا ممكن يدمروه الامريكان قبل الوصول اليهم لان المسافة الطويلة تسمح الى الامريكان لتصدي .ارى الصين بعيدة كل البعد عن هاد الحرب هل من مصلحتها وقوع حرب بين روسيا و امريكا و الغرب ام لا تريد التدخل لمصالح بلادها خصوصا تجاريا و اقتصاديا

اشترك في قائمتنا البريدية