عمان: أكدت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، مساء الجمعة، أن الهجوم الذي نفذه مواطنان وأدى لإصابة جنديين إسرائيليين بمنطقة جنوب البحر الميت، “رد فعل فردي” من شابين لم يتحملا مشاهد “الوحشية الصهيونية” بقطاع غزة، مشددة على أنها ستبقى في “خندق الوطن”.
جاء ذلك في بيان للجماعة بعد آخر سبقه لحزب “جبهة العمل الإسلامي” (الذراع السياسي للجماعة)، أعلن فيه أن منفذي الهجوم ينتميان للحركة الإسلامية (الحزب والجماعة) دون الحديث عن أي مسؤولية للحركة عنه.
وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من جنوده أُصيبا بتبادل لإطلاق النار في منطقة جنوب البحر الميت مع شخصين تسللا عبر الحدود مع الأردن، لافتا إلى أنه تمكن من قتلهما.
وتعليقا على ذلك، قالت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن في بيان، إنها “تابعت الأخبار التي تواردت عن عملية البحر الميت البطولية فجر اليوم (الجمعة) التي نفذها الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس كرد فعلٍ فردي من شباب أردني لم يتحمل مشاهد الوحشية الصهيونية الغاشمة” بقطاع غزة.
واعتبرت أن ما حدث يأتي “في ظل حرب الإبادة الجماعية في غزة، وجرائم الاحتلال ومجازره المروعة التي ذهب ضحيتها ما يزيد عن 50 ألف شهيد هناك، وما يقع من تجويع وتنكيل نازي بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع، وأمام فشل الحكومات وعجز الشرعية الدولية عن وقف هذا العدوان النازي المجرم”.
وبدعم أمريكي مطلق، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وأضافت جماعة الإخوان بالأردن في بيانها أن “هذا الفعل ليس جديدا على الشعب الأردني؛ فهو يأتي في سياق مسيرة بدأها الشهيد البطل كايد العبيدات، ولم تقف عند الشهيد البطل ماهر الجازي، دون أن ننسى تضحيات جيشنا العربي (الجيش الأردني) الذي ما زالت دماء شهدائه شاهدة على أرض القدس وفلسطين”.
ويعتبر كايد العبيدات “أول شهيد أردني” على أرض فلسطين؛ حيث قاد هجوما على المعسكرات البريطانية والمستوطنات الصهيونية في منطقة سمخ – طبريا عام 1920، ولقي حتفه خلالها.
فيما قُتل 3 إسرائيليين متأثرين بإصابتهم بجروح خطيرة إثر عملية إطلاق نار نفذها سائق أردني يدعى ماهر الجازي، في معبر “اللنبي” (جسر الملك الحسين) الرابط بين الضفة الغربية المحتلة والأردن.
وفي بيانها، اعتبرت جماعة الإخوان بالأردن أن “انفلات الاحتلال الصهيوني من عقاله وسعيه لتوسيع الحرب في المنطقة وإلقاءه لكرة النار خارج فلسطين واستمرار تهديداته بالتهجير وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وتصعيد العدوان على المسجد الأقصى المبارك والعمل على فرض واقع جديد فيه من خلال ممارسات وأجندة تلمودية متطرفة يتطلب منا جميعا أن نوحد جبهتنا الوطنية، ونقف صفا واحدا أمام هذه المخاطر والتحديات”.
وختمت الجماعة بيانها بتأكيد أنها “ستبقى كما كانت دوما في خندق الوطن تحرص على وحدته وأمنه واستقراره”.
وفي وقت سابق الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه قام بـ”تصفية مسلحين اثنين تسللا إلى الأراضي الإسرائيلية من الأردن، جنوب البحر الميت”.
وفي بيان لاحق، قال الجيش إنه “خلال تبادل إطلاق النار مع المسلحين، أصيب جندي من الجيش الإسرائيلي وجندي احتياط آخر بجروح طفيفة ومتوسطة، وتم نقلهما لتلقي العلاج الطبي في المستشفى”.
من جانبه، نفى الجيش الأردني اجتياز عسكريين الحدود الغربية باتجاه إسرائيل، عقب الحادثة، بعد نشر إعلام عبري صورة لجثة أحد منفذي حادثة البحر الميت وهو يرتدي زيا عسكريا.
ويبلغ طول الحدود الأردنية مع إسرائيل والضفة الغربية 335 كيلومترا، منها 97 كيلومترا مع الضفة الغربية، و238 كيلومترا مع إسرائيل.
(الأناضول)