إدانات واسعة لمذبحة النصيرات… وسكان يتحدثون عن ليلة الرعب

 أشرف الهور
حجم الخط
1

غزة ـ «القدس العربي»: ما أن بزغت شمس أمس الخميس، حتى شرع الأهالي والنازحون في مدرسة “الجاعوني” التي تعتبر واحدة من مراكز الإيواء في مخيم النصيرات التي تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، في عمليات دفن جثامين ضحايا المجزرة البشعة التي اقترفها الاحتلال، وأدت لاستشهاد 18 مواطنا، بينهم ستة من موظفي “الأونروا”، واستدعت إدانات واسعة.
وبعد ليلة صعبة على النازحين الذين أمضوا تلك الساعات الطويلة، وهم مذعورون من هجوم آخر على المركز، خاصة وأن الطيران الحربي الإسرائيلي ظل يحلق في سماء المنطقة، خرجت جنازات شهداء المجزرة من المشفى مباشرة إلى المقبرة، بعد أن ألقى أهالي الضحايا النازحون نظرة الوداع الأخيرة عليهم قبل دفنهم هناك.
وكان من بين الضحايا نازحون تركوا منازلهم في مناطق شمال قطاع غزة، منذ الشهر الأول للحرب، وتنقلوا في عمليات نزوح كثيرة، قبل الوصول إلى هذه المدرسة.
ومن بينهم كان معيلو أسر نازحة، وآخرون تركوا خلفهم أطفالا وعوائل لا تقدر على تحمل أعباء حياة الحرب والنزوح المؤلمة، ومع تحرك الجنازات من المشفى تعالت أصوات البكاء والصراخ من ذوي الضحايا، وهو أمر تكرر عند مقبرة مخيم النصيرات، بعد أن بدأ المشيعون بإهالة التراب على جثامين الضحايا.
وقالت إحدى أقارب الضحايا وكانت تفترش مع بعض السيدات ركنا من ساحة المدرسة “وين بدنا نروح، ما في مكان ظل آمن، قالولنا (قالوا لنا)، نطلع من الشمال طلعنا وجينا هان، ورغم هيك بقصفونا” .
فيما قال أبو العبد، وهو أحد نازحي المدرسة الذين نجوا من المجزرة، إنه وأسرته وخاصة الأطفال، أمضوا ليلة مرعبة جدا.
وأشار في حديثه لـ “القدس العربي”، إلى أن أصوات الطائرات الحربية والاستطلاعية التي حلقت فوق سماء المنطقة كانت مرعبة، وأنه خشي من أن تقوم قوات الاحتلال بقصف آخر للمركز. ولذلك يقول هذا الرجل إنه لم يغمض له جفن طوال ساعات الليل.
وذكر مصدر طبي بأن شهداء ” الأونروا” الستة الذي استشهدوا في المجزرة نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى، وسط غزة، وهم: «نايف الحطاب (مدير مركز الجاعوني)، وإياد مطر (معلم وكالة)، هاني مطر (معلم وكالة)، محمد أبو زايد (معلم وكالة)، ياسر أبو شرار (معلم وكالة)، حسام حسن أبو حماد (معلم وكالة)”.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن مقتل 6 من موظفيها في قصف المدرسة هو أعلى عدد من قتلاها في حادث واحد منذ بدء الحرب على قطاع غزة. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش “ما يحدث في غزة غير مقبول على الإطلاق. لقد تعرّضت مدرسة تؤوي 12 ألف شخص لقصف جوي إسرائيلي مرة أخرى. في عداد القتلى ستة من زملائنا في وكالة “الأونروا”. هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي يجب أن تتوقف الآن” .
في السياق، وصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الحادثة بأنها “مروعة”، مؤكدا أن “تجاهل المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وخصوصا حماية المدنيين، لا يمكن ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقبله” .
وفي برلين اعتبرت ألمانيا أن مقتل ستة من موظفي الأمم المتحدة في غزة أمر “غير مقبول إطلاقا”. وقالت وزارة الخارجية إن “على العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية ألا يكونوا إطلاقا ضحايا للصواريخ من واجب الجيش الإسرائيلي حماية موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة” .
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى حماية العاملين في مجال الإغاثة، مؤكدا “علينا أن نرى المواقع الإنسانية محمية. هذا أمر نواصل طرحه مع إسرائيل” .
لكن بلينكن زعم أن “حماس” تتحمّل جزءا من المسؤولية، مؤكدا “نواصل رؤية “حماس” تختبئ في، أو تسيطر على، أو تستخدم هذه المواقع التي تشن منها عملياتها” .
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالمجازر المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال بما في ذلك مجزرة النصيرات. عربيا، استنكرت مصر وقطر والأردن والسعودية المجزرة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صفي الدين لبات مبارك - موريتانيا:

    أثنى عشر شهرا من الإدارة كفيلة بان تحول الادانات الي قنبلة توقف حرب الابادة التي يقوم بها الغرب الصهيوني رغما عن المجتمع الدولي.

اشترك في قائمتنا البريدية