إسبانيا: القضاء يحقق في مرور السلاح عبر برشلونة لإسرائيل.. ورئيس الحكومة ينفي التجارة مع “كيان الإبادة”

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

تستمر العلاقات بين إسبانيا وإسرائيل في التدهور نتيجة مواقف مدريد سواء على المستوى القضائي بفتح تحقيق ضد مرور أسلحة من هذا البلد الأوروبي إلى الكيان أو مواقف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الذي يؤكد “الامتناع عن التجارة مع دولة إبادة ثم التحرك على المستوى الأممي لتمويل التحقيق في جرائم ضد الإنسانية”.

في هذا الصدد، سجل الأسبوع الجاري مواقف متعددة في إسبانيا لصالح القضية الفلسطينية، ولا يتعلق الأمر بمقالات تضامنية أو مسيرات، وهي كثيرة، بل القرارات ذات رمزية وثقل عملي كبير. في هذا الصدد، أوردت وكالة الأنباء “إيفي” أن محكمة في برشلونة بدأت إجراءات أولية للتحقيق فيما إذا كانت سفن تابعة لشركة الشحن الدنماركية ميرسك قد مرت عبر ميناء برشلونة ضمن عمليات  لوجستية لإرسال مواد عسكرية إلى إسرائيل.

وتضيف أنها استدعت ربابنة بعض السفن للتحقيق في هذا الشأن. وجاءت الدعوى بعدما تقدمت بها “جمعية إنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل”، والتي تدعو إلى اتخاذ إجراءات لمنع استهداف القوات الإسرائيلية للفلسطينيين بعد المجازر التي شهدها قطاع غزة.

وترى هذه الجمعية أن نقل العتاد العسكري إلى إسرائيل ”باستخدام ميناء برشلونة كمكان عبور وتوريد الخدمات والوقود“ يمكن أن يشمل مشاركة في جريمة إبادة جماعية وضد الإنسانية، أو جريمة التحضير لأعمال ضد المجتمع الدولي والاتجار بالأسلحة وتهريبها.

وفي تطور آخر، أدلى رئيس حكومة مدريد بيدرو سانشيز بتصريح أثار حفيظة إسرائيل التي استدعت السفيرة الإسبانية للاحتجاج. ويتعلق الأمر برده على سؤال برلماني من الحزب الجمهوري الكاتالاني غابرييل روفيان الذي انتقد فيه مبيعات مدريد لأسلحة لإسرائيل. وجاء في رد بيدرو سانشيز الأربعاء في البرلمان دون أن يذكر اسم الكيان ”أود أن أوضح شيئا واحدا. نحن لا نتاجر مع دولة تمارس الإبادة الجماعية. نحن لا”.

وخلال الأسبوع الماضي، أثارت حكومة مدريد قلق إسرائيل عندما أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس مساهمة بلاده بمبالغ مالية لصالح الأمم المتحدة لتعزيز ودعم التحقيق الأممي في الجرائم ضد الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. واستغل هذه المناسبة في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان لكي يؤكد مشاركة مدريد في الترافع لصالح الفلسطينيين وضد جرائم الحرب في جلسة محكمة العدل الدولية نهاية أبريل الماضي، أي منذ أسبوعين.

وتعتبر إسبانيا رفقة أيرلندا من الدول القليلة في الغرب التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، ولا تتردد حكومتها في اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وضمن ردود الفعل الغاضبة للكيان، لم يتردد في اتهام إسبانيا حكومة وشعبا بمعاداة السامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية