وفرت أشهر الحرب الـ14 الكثير من اللحظات التاريخية والدراماتيكية، لكن الساعات الـ 72 الأخيرة كانت استثنائية حتى لمن اعتقد أنه سبق أن رأى كل شيء.
إن تدمير قدرات مركزية للجيش السوري هو حدث غير مسبوق في كل معنى ممكن لم يستعد له الجيش الإسرائيلي له مسبقاً. من ناحية مدى وعمق الضربة، فهي أكبر حتى من الهجوم الذي بدأت به حرب الأيام الستة، لأنه لم ينزع قدرات الجيش السوري ويعيده إلى نقطة الصفر، وهو عار عملياً من أي قدرة استراتيجية ذات مغزى.
حتى قبل بضعة أيام، بدا الأسد مستقراً في كرسيه، وإن تجمعت معلومات استخبارية متواصلة عن قدرات ووحدات في الجيش السوري وعن منظومات إنتاج وبنى تحتية، لم يقدر أحد بأنها ستصبح هدفاً فورياً للتدمير. صحيح أن إسرائيل هاجمت في العقد الأخير عناصر عسكرية مختلفة في سوريا، وبالأساس منظومات دفاع جوي هددت طائرات سلاح الجو وكذا قدرات إنتاج السلاح، ولكنها لم تضرب العمود الفقري للجيش السوري كي لا تعتبر كمن تعلن الحرب على سوريا، وكذا خوفاً من التورط مع روسيا – السيدة الأساس للرئيس الأسد.
معقول أنه كان في الخلفية تخوف دائم من أن إضعاف الجيش السوري أكثر مما ينبغي سيسمح لخصومه بالسيطرة على الدولة. وكما يقول الكليشيه، إسرائيل فضلت الشيطان المعروف على الشيطان غير المعروف، ومع الأسد (وأبيه) كان لإسرائيل تاريخ طويل من الحدود الواضحة والمحددة.
كل هذا انتهى من اللحظة التي انهار فيها حكم الأسد بداية الأسبوع. كان واضحاً أمران لإسرائيل: الأول، أن في سوريا قدرات ربما تكون خطية إذا ما وقعت في أياد غير مسؤولة. والثاني أن الثوار – حتى وإن كانوا يجتهدون في إظهار وجه جدي لثوار في الجينز- يتبنون أيديولوجيا متطرفة جداً للجهاد العالمي والعداء لإسرائيل، وتتدفق في عروقهم الرغبة في إبادتها.
تدمير ما يمكن
خليط هذين الأمرين أدى إلى قرار فوري في تدمير كل ما هو ممكن في سوريا: طائرات ومروحيات قتالية ونقل، بطاريات دفاع جوي، سفن من أنواع مختلفة، دبابات ومجنزرات، مخازن ذخيرة، مخزونات من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لجملة مديات، ومصانع إنتاج وبنى تحتية لأسلحة (بما في ذلك قدرات كيماوية) ومنشآت وقواعد استخبارات كان تخوف من سقوطها في أيدي الثوار. يدور الحديث عن مئات الهجمات التي نفذت في كل أرجاء سوريا بلا انقطاع، نفذ بعضها بأسلحة دقيقة، وبعضها بسلاح “غبي”.
حرية طيران سلاح الجو في سماء لبنان وسوريا أتاح الوصول لكل هدف، وشاركت كل أسراب السلاح في هذا الجهد الذي دار بتواصل.
عملياً، استخدمت إسرائيل كل معلوماتها الاستخبارية عن الجيش السوري. عشرات آلاف ساعات العمل البشري الذي تراكمت على مدى سنوات طويلة تلخصت في هجوم مكثف استهدف إبقاء “تندرات ورشاشات” في أيدي الثوار، على حد قول مصدر كبير. حتى لو كان هذا الوصف مبالغاً فيه، فإنه يدل على أن إسرائيل قررت ألا تأخذ مخاطر، وذلك بالتوازي مع مد اليد العلنية للثوار – على أمل أن يكون ممكناً إدارة واقع بلا حروب معهم.
لكن إلى جانب هذا النجاح العملياتي، يجب أن نتذكر: لا شيء ينتهي في سوريا. العكس هو الصحيح، كل شيء يبدأ. صحيح أن سوريا ضعفت دراماتيكياً، لكن لا أحد يعرف من سيحكم في الدولة وفي أي أجزاء منها، وما هي نواياه. الاستخبارات الإسرائيلية التي كررت أسماء الفرق والقادمة وكم دبابة مؤهلة لهم، ينبغي أن تبدأ بحفظ أسماء منظمات الثوار والنشطاء المركزيين فيها الذين ربما يكونون عدو الغد. ومثلما تعلمت إسرائيل في 7 أكتوبر، ربما تظهر منظمات الإرهاب جهة خطرة ومهددة بقدر لا يقل عن الجيوش النظامية.
يوآف ليمور
إسرائيل اليوم 11/12/2024
ولن تدوم مايسمي
اسرائيل
باطل لايغلب الحق
فلسطين تتحرر وعد من الله
على الاسرائيليين ان يتذكروا أن السوريين عندما حاربوا المجرم بشار بدأوا من الصفر وخلال بضعة سنوات استطاعوا اقتلاعه ولم يستطع حلفاؤه مساعدته…..نفس الشئ سينطبق على هذا الكيان اللقيط
صحيح انكم اعدتم جيش سوريا إلى الصفر في زمن الثورة و الشرفاء
وكان جيش قوي ومتين في زمن الفاسدين والمنبطحين
ولكن نقول لكم جيش صفر بيد ثائر
أفضل من جيش قوي بيد فاسد
لان الفاسد بكلمة واحدة يقولها لجيشه امام العدو انسحبوا فينسحبوا ويستلم العدو الأرضي دون قتال
مثل ما حصل مع جيوش العربان بسنة ١٩٦٧
حينما تركوا فلسطين لليهود
صحيح كانت حماس صفر بالنسبة لجيش اليهود
لكن اليهود خسروا من قواتهم مالم يخسروا في حرب ١٩٤٨ و ١٩٦٧