إسرائيل تدمّر أحياء غزّة بالروبوتات المتفجّرة وأحزمة النار

أشرف الهور
حجم الخط
1

غزة – «القدس العربي»: شهدت مناطق التوغل البري في قطاع غزة تصعيداً خطيراً في الهجمات الإسرائيلية، التي أسقطت عشرات الضحايا بعد أن دمرت الكثير من البنايات السكنية بالغارات الجوية التي نفذت على شكل «أحزمة نارية»، وبـ «الروبوتات المتفجرة».
وذكرت مصادر طبية لشبكة «الجزيرة» أن 37 شهيداً ارتقوا – حتى وقت كتابة هذا التقرير- 29 منهم في وسط القطاع وجنوبه.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 48 شهيداً و53 اصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية).
كما اشارت في بيان، على حسابها على «تيليغرام»، إن عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات و»لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 44,330 شهيداً و104,933 اصابة منذ السابع من تشرين الأول / اكتوبر من العام الماضي..

مجازر الشمال

وكان أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون بجراح، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي «سحويل» و «زقوت» في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، كما استشهد شقيقان من عائلة «العوضي» جراء قصف الاحتلال مدخل مستشفى كمال عدوان شمالي غزة.
وارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون جرّاء قصف إسرائيلي استهدف دوار الحلبي في منطقة جباليا البلد، فيما ارتقى شهيد آخر في هجوم على مخيم جباليا، وارتقى في غارة أخرى مواطن وأصيب ستة آخرون ، جراء قصف إسرائيلي استهدفهم أيضا في جباليا.

عشرات الشهداء في الوسط والجنوب… وحالات بتر لأطراف الأطفال

وجاء ذلك على وقع تصاعد الهجمات الحربية ضد مناطق شمال قطاع غزة، خاصة في المناطق التي تتوغل فيها الآليات العسكرية، حيث فجرت قوات الاحتلال باستخدام «روبوتات مفخخة» مناطق تقع في محيط المستشفى الإندونيسي ودوار الشيخ زايد.
وبسبب إلقاء طائرات مسيرة من نوع «كواد كابتر» القنابل، اندلع حريق في مركز إيواء «عوني الحرثاني»، فيما ألقت هذه الطائرات قنابل أخرى على محيط مستشفى كمال عدوان.
كما قام الطيران الحربي بشن عدة غارات على أحياء تقع في مخيم جباليا ومنطقة مشروع بيت لاهيا، فيما تعرضت منطقة التوام ومناطق تقع شرق بلدات شمال غزة لقصف مدفعي عنيف.
واستمر التصعيد ضد شمال قطاع غزة، على وقع الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على تلك المناطق، التي يوجد فيها حاليا نحو 70 ألف مواطن، رغم النزوح الكبير للسكان إلى مدينة غزة، وجميعهم باتوا مهددين بخطر الموت بالقنابل أو بالجوع.
وبسبب الحصار والهجوم البري، توقف عمل جهاز الدفاع المدني بشكل كامل، فيما تعمل الطواقم الطبية هناك بإمكانيات بسيطة جدا.

غزة المدينة

وفي السياق، استمرت هجمات جيش الاحتلال على مدينة غزة، واستشهد طفل في قصف لمنزل عائلته في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، كما تعرضت المناطق الشرقية والجنوبية لحي الزيتون لقصف مدفعي، وطال القصف المدفعي أيضا محيط الكلية الجامعية في حي الصيرة، وهاجمت أيضا قوات الاحتلال بقوة الأطراف الشرقية لحي الشجاعية والتي أنذرت سكانها منذ أيام بالنزوح القسري.
وقصف الطيران الحربي والمدفعية المناطق القريبة من مناطق شمال غزة، وهي أحياء الصفطاوي وأطراف حي الشيخ رضوان ومنطقة السودانية، كما أطلقت الزوارق الحربية النيران الرشاشة أكثر من مرة على سواحل المدينة. أما في وسط قطاع غزة، فصعدت قوات الاحتلال من هجماتها وتحديداً على الأطراف الشمالية لمخيم النصيرات، حيث استشهد تسعة مواطنين ووقعت عدة إصابات بجراح مختلفة، في مجزرة إسرائيلية، طالت عائلة «سالم» التي تقطن الحي الجديد شمال المخيم.
كما سقط شهيدان وعدد من المصابين، جراء استهداف إسرائيلي، طال أطراف بلوك رقم 5 بالمخيم، وتناقل مواطنون يقطنون قرب منطقة الهجمات الحربية العنيفة، صورة لشهيد في حي المفتي، فيما أصيب مراسل قناة «الجزيرة مباشر» طلال العروقي أثناء التغطية شمال المخيم.
وأعلن مستشفى العودة أنه انتشل إصابة بالغة من نفس الحي، وقال إن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر طواقمه، أثناء إجلائهم عائلات محاصرة من شمال مخيم النصيرات، حيث تسببت الهجمات بإصابة أحد أفراد الطواقم، ووقوع أضرار مادية في عربات الإسعاف، هذا وقد أصيب عدد من الأطفال خلال استهدافهم مع عوائلهم خلال النزوح القسري من مناطق الهجمات، وتعرض بعضهم لعمليات بتر أطراف جراء الإصابات الخطيرة.
وفي هجوم آخر على شمال المخيم، وصلت أربع إصابات إلى مشفى العودة، جراء قصف الاحتلال مركزاً لتوزيع الطعام على النازحين في منطقة الحي الجديد، وجاء ذلك بعد أن قام الطيران الحربي بتدمير عدة منازل ما بين تدمير كامل وآخر طال الطوابق العلوية لعدة عمارات سكنية.
واستهدفت قوات الاحتلال محيط مسجد معاذ بن جبل بالحي الجديد، حيث طال التدمير منازل عوائل «الطلالقة» و «حمادة» و»عاشور»، وكذلك جرى تدمير مسجد القدس، وتعرضت منازل مجاورة لأضرار بالغة ، بعد أن نفذت في تلك المنطقة غارات على شكل «أحزمة نارية».
وبسبب الغارات المتلاحقة ووقوع إصابات، أعلن مستشفى العودة أن قسم الاستقبال والطوارئ إمتلأ بالكامل، وأنه اضطر لعلاج المصابين على الأرض لكثرتهم، فيما الغرفة المخصصة لوضع جثامين الشهداء مكتظة، فيما هناك عدد من الشهداء لا زالوا تحت الركام.
وحتى ظهر الخميس، وصل مستشفى العودة 16 شهيدا و55 إصابة جراء قصف الاحتلال عدة منازل وإطلاق نار من طائرات الاحتلال على مخيم النصيرات.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال دمرت الطوابق العلوية لعمارة الناصرة وكذلك الأدوار العلوية لبرج المستقبل، والطابق الأخير من برج الصالحي شمالي النصيرات، كما استهدفت منزلًا لعائلة «زهد» شمال المخيم، وآخر لعائلة نبهان شمال غرب النصيرات، كما شهد حي الدعوة قصفا مدفعيا عنيفا، كما طال قصف مدفعي منازل لعائلات الهور وأبو يوسف والشوربجي.
ولم تتوقف الهجمات عند هذا الحد، حيث قامت طائرة مُسيّرة إسرائيلية من نوع «كواد كوبتر» بإطلاق النار على المناطق الواقعة شمالي المخيم أيضا، وتقدمت آليات الاحتلال في نهاية شارع «كراميش» شمالي المخيم، وقامت بتدمير العديد من المباني هناك، وأجبرت الهجمات الكثير من سكان شمال القطاع على النزوح القسري، وسط مخاوف بسبب التصعيد الحربي من تنفيذ الاحتلال عملية برية جديدة في تلك المناطق، والتي سبق وأن تعرضت لعدة توغلات برية منذ بدء الحرب.
وتعرضت كذلك الأطراف الشمالية والشرقية لمخيم البريج المجاور لقصف مدفعي، وطال القصف وعمليات إطلاق النار من أسلحة رشاشة الأطراف الشرقية لمخيم المغازي.

هجمات على الجنوب

في الموازاة، شنت قوات الاحتلال عدة هجمات على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفي هجوم دامي سقط أربعة شهداء جراء استهداف دراجة نارية قرب مخيم النازحين في بلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة، واستشهدت مواطنة نازحة من شمال غزة، وكانت تقيم في مدينة خان يونس، متأثرة بجراح خطيرة أصابتها جراء غارة إسرائيلية قبل أيام.
وفي مدينة رفح، التي تتعرض منذ أكثر من ستة أشهر لهجوم بري، شنت قوات الاحتلال هجمات على الأحياء الشرقية والشمالية، وقصفت المدفعية والطيران الحربي حي الجنينة، الذي يتعرض منذ عدة أيام لهجمات عنيفة، ونفذ الطيران الحربي غارة جوية على مخيم الشابورة وسط مدينة رفح، كما هاجمت قوات الاحتلال المتوغلة الحي السعودي غرب المدينة بعدة غارات جوية عنيفة، وأطلق الاحتلال النار بكثافة تجاه خيام النازحين في المواصي في رفح.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه الذكاء الاصطناعي في خدمة عصابة الشر الصهيو نازية الفاشية الحقيرة النتنة التي تعيث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸🤕☝️🚀🐒🔥

اشترك في قائمتنا البريدية