بيروت ـ «القدس العربي»: تتواصل الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، ونفذت مسيرة إسرائيلية غارة على سيارة «رابيد» في بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل من خلال إطلاقها 3 صواريخ موجهة.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة «أن الغارة أدت إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل». وأفيد أن الشاب الشهيد يدعى علي نجيب بيضون.
وفي تل أبيب، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي «أن طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي نفّذت هجومًا في وقت سابق في منطقة عيترون جنوبي لبنان، أسفر عن مقتل أحد قادة الخلايا العاملة ضمن منظومة العمليات الخاصة في «حزب الله». إلى ذلك، اطلق الجيش الإسرائيلي النار من الأسلحة الرشاشة ترهيباً في اتجاه ميس الجبل.
شبكة في أوروبا
ومن لبنان إلى أوروبا، حيث كشفت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية عن «شبكة تابعة ل «حزب الله» في أوروبا عملت على تأمين قطع لإنتاج مسيّرات، وعن اختراق القارة الأوروبية، تارة عبر الاستفادة من الخدمات المصرفية للتهرّب من العقوبات، وطوراً عبر استغلال الأسواق وخطوط المواصلات لتأمين مواد أولية لأسلحته وتهريبها إلى لبنان».
وانطلقت الصحيفة في تحقيقها من «توجيه القضاء الفرنسي اتهاماً لمشتبه به وحكم عليه بالسجن بتهمة «التآمر الإرهابي»، بعد شراء مكونات لطائرات بدون طيار في أوروبا وإرسالها إلى لبنان».
ووفقاً للصحيفة «تم تفكيك شبكة الدعم اللوجستي لـ«حزب الله»، والتي نشطت في إسبانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بين صيف عام 2024 والأسبوع الماضي، وهي شبكة عملت على شراء المعدات اللازمة لتصنيع الطائرات بدون طيار»، ولفتت إلى «أن المعدات التي حصلت عليها الشبكة كان من الممكن أن تصنع مئات الأجهزة، وربما يصل عددها إلى ألف جهاز».
وأضافت «بدأت عملية كشف هذه الشبكة في كاتالونيا صيف عام 2024، حينما رصد الحرس المدني عمليات شراء مشبوهة لكميات كبيرة من المواد والمكونات المستخدمة في تصنيع الطائرات بدون طيار، يقوم بها أفراد من أصل لبناني. وكان من المقرر شحن المنتجات التي تم شراؤها في إسبانيا إلى لبنان.
صحيفة فرنسية تتحدث عن تفكيك شبكة في أوروبا تشتري معدات لإنتاج مسيّرات للحزب
ومن بين المعدات التي اشترتها شبكة الدعم اللوجستي لـ«حزب الله» أنظمة توجيه إلكترونية، ومراوح دفع، وعشرات محركات البنزين، وأكثر من مئتي محرك كهربائي، بالإضافة إلى أطنان من المنتجات المستخدمة في صناعة هياكل الطائرات والأجنحة وأجزاء الطائرات بدون طيار الأخرى. ويُشتبه أيضاً في أن جزءاً من هذه المعدات تم استخدامها في الطائرات بدون طيار التي أطلقها «حزب الله» ضد إسرائيل خلال الحرب الأخيرة.
جولة عون
ويؤكد الأمر الذي أصدره القاضي الإسباني أن مشتبهاً به، وهو من الجنسية اللبنانية، يتعاون مع «حزب الله» من خلال شراء «مواد يمكن تحويلها إلى أسلحة حرب ويمكن استخدامها ضد أهداف مدنية وعسكرية في إسرائيل وأوروبا».
وحسب ما تنقل الصحيفة عن مصدر فرنسي، لم تكن لدى هذه الشبكة «أي خطط إرهابية» في أوروبا. وهذا ما أكده القاضي الإسباني أيضاً، إذ ذكر أن «الوجهة النهائية» للمعدات ستكون «حزب الله» في لبنان.
وتم توقيف أشخاص ضمن الشبكة في ألمانيا وبريطانيا. وكانت هذه المجموعة على وشك البدء فوراً في شحن كمية هائلة من المكونات الأساسية لبناء طائرات بدون طيار عن طريق البحر إلى لبنان».
تزامناً، وبعد انفجار جسم مشبوه بدورية من فرقة الهندسة التابعة للجيش اللبناني في أحد أنفاق «حزب الله» في وادي العزية، تقدم رئيس الجمهورية جوزف عون بالتعزية من وزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل على استشهاد المعاون أول فادي الجاسم، حيث قال «مرة جديدة يدفع الجيش ضريبة الدم حفاظاً على وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه، وسيبقى وفياً لقسمه، هذا هو قدرنا».
وجاء ذلك في خلال جولة عون على الإدارات والمؤسسات العامة التي شملت المديرية العامة لأمن الدولة في محلة الرملة البيضاء، ثم وزارة الدفاع الوطني وقيادة الجيش حيث تم البحث في عمل الجيش في مختلف المواقع التي ينتشر فيها، لاسيما في الجنوب وصولاً إلى الحدود. وتم عرض حاجات الجيش في المرحلة المقبلة في ظل اتساع المهمات الموكلة إليه.
وبعدما استذكر الرئيس عون الأعوام التي قضاها في قيادة الجيش، وفي قاعة الاجتماعات والمكتب اللذين شغلهما على مدى ثماني سنوات، قال: «هذا المكان له مكانة كبيرة في قلبي وانا اشعر اليوم اني عدت إلى البيت الذي أحببته والمؤسسة التي اعطيتها سنوات عمري منذ ان تخرجت ضابطاً، وسأبقى وفياً لها واهتم بها اهتمامي بسائر مؤسسات الدولة لأن رئيس الجمهورية هو لكل لبنان».
وشدد «على أن مسؤوليات الجيش كبيرة ودقيقة، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وفي ضوء المسؤوليات الملقاة على عاتقه»، وقال: «سنعمل من أجل ان نضع البلاد على السكة، والجيش كما غيره من المؤسسات، له دوره في عملية النهوض التي بدأت بالإصلاحات التي أجريناها، وسنستمر بها. وسنعمل على تأمين حاجات الجيش التي اعرفها جيداً بالتعاون معكم لأني على ثقة بقدراتكم وبأنكم ستحققون إنجازات كثيرة. لقد مر لبنان بتحديات كبيرة، ولولا هذه المؤسسة لما بقي فاستمروا، قيادة وضباطاً ورتباء وعسكريين، في عملكم في كل لبنان ولجميع اللبنانيين»، مشيراً إلى «ان مديرية المخابرات بإشراف العميد طوني قهوجي، تقوم بدورها وستتابع ذلك بهدف تحقيق الامن في البلاد».
وشكر العماد هيكل رئيس الجمهورية على زيارته وتهنئته لأعضاء المجلس العسكري، وقال: «ان الجيش باق كما عهدتموه، سوف يكمل ما بدأتم به وان شاء الله ستذلل كل العراقيل ويكون الجيش وفياً لقسمه».
عيون الدولة
وكان رئيس الجمهورية زار المديرية العامة لأمن الدولة في الرملة البيضاء، حيث استقبله المدير العام لأمن الدولة اللواء إدغار لاوندس ونائبه العميد مرشد سليمان ورؤساء الشُعب في أمن الدولة. وخاطبهم قائلاً «من أبرز مهام جهاز أمن الدولة ان يكون عيون الدولة وآذانها في الإدارات والمؤسسات العامة للمساهمة في محاربة الفساد ومنع الرشاوى بهدف خدمة المواطنين وفقاً للقوانين. لقد شبع اللبنانيون ممارسات غير قانونية في الإدارات وارتكابات وفساد ورشاوى، ودوركم في أمن الدولة ان تكونوا على قدر المسؤولية وتعملوا على إعادة ثقة الناس بدولتهم، وتمنعوا عنهم كل ابتزاز وخوات. وأريد ان يستعيد الجهاز دوره ليحظى مجدداً بثقة اللبنانيين. وأقول لكم كما قلت لرفاقكم في قوى الامن الداخلي والأمن العام قبل أسبوع، كونوا سفراء أمن الدولة عند الأحزاب وليس سفراء الأحزاب في أمن الدولة».
عون عزّى في استشهاد جندي: الجيش يدفع ضريبة الدم وسيبقى وفياً لقسمه
وأضاف «ولاؤكم للبنان أولاً وللدولة ثانياً وانتم في خدمة الناس وليس العكس، فاعملوا كما يقتضي قسمكم وضميركم». وأكد «ضرورة ان يكون العاملون في أمن الدولة قلباً واحداً ويداً واحدة لما فيه مصلحة الدولة اللبنانية التي ينظر إليها الداخل والخارج بكثير من الامل والرجاء».
وتابع: «اذا واجهتكم صعوبات او ضغوطات او مضايقات عودوا إليَّ، فأنا احميكم من كل ضغط وابتزاز مستنداً بذلك إلى القوانين التي ترعى عملكم. حتى أنا اذا طلبت منكم شيئاً عكس قناعاتكم، وعكس مصلحة الجهاز والبلاد، اعتذروا وقولوا انكم غير قادرين على تلبية طلبي». وتابع عون «أنا أعمل مع رئيس الحكومة وأعضائها يداً واحدة في سبيل النهوض بالبلاد من جديد وإعادة الامل إلى الناس، وعليكم مواكبتنا من أجل تحقيق هذه الأهداف. لا تتأثروا بأي طلب سياسي، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية، وبعد سنة الانتخابات النيابية، وستحرص الدولة من خلالكم والقوى الأمنية الأخرى على ان تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة وفي أجواء من الديمقراطية. حققوا في كل شكوى عن فساد انتخابي أو رشاوى او مغريات مادية وتصرفوا استناداً إلى القوانين كي تكون الانتخابات معبّرة عن تطلعات المواطنين وآمالهم. وأؤكد لكم انكم ستلقون كل الدعم مني ومن رئيس الحكومة والحكومة».
ورد اللواء لاوندس شاكراً الرئيس عون على زيارته وتهنئته، مؤكداً «ان أمن الدولة سيكون ملتزماً العمل وفق القوانين المرعية الاجراء بإشراف الرئيس عون ورئيس الحكومة ومجلس الوزراء مجتمعاً، وسيكون ضباطه وعسكريوه مجموعة متضامنة في سبيل خدمة لبنان واللبنانيين».
وأكد «أن جهوزية أمن الدولة ستكون على مستوى المهام المنوطة به، وان شاء الله سترون قريباً إنجازات خصوصاً في مجال مكافحة الفساد، سنُراكِم على ما تحقق في السابق ونتابع العمل لتحقيق المزيد».
في شأن عسكري ايضاً، اعلنت قيادة الجيش عن وصول طائرة عسكرية فرنسية إلى مطار رفيق الحريري الدولي تحمل عتادًا هندسيًّا للتعامل مع المتفجرات، مقدمة هبة من السلطات الفرنسية لمصلحة الجيش اللبناني. وجرى تسلم الهبة بحضور ضباط من الجيشَين اللبناني والفرنسي.