غزة ـ «القدس العربي»: ارتكبت إسرائيل فجر أمس الثلاثاء مجازر مروّعة في قطاع غزة، فأودت بحياة أكثر من 429 فلسطينيا، ومعلنة استئناف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بضوء أخضر أمريكي صريح.
ووعد رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإكمال هذه المهمة، قائلًا إن الغارات الجوية على غزة “مجرد بداية” و”شرط ضروري لتحرير الرهائن”، على حد زعمه.
وأسفرت سلسلة الغارات العنيفة التي شنتها إسرائيل فجر الثلاثاء، في وقت السحور من يوم الثامن عشر من شهر رمضان، عن استشهاد 404 فلسطينيين نقلوا إلى المستشفيات و562 إصابة، حسب وزارة الصحة في غزة، والحصيلة مرشحة للارتفاع.
وعادت إسرائيل لتستهدف القطاع أمس، فارتقى قتلى وسقط جرحى جراء غارة استهدفت منزلا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأعطت الولايات المتحدة الأمريكية ضوءا أخضر لهذا العدوان، حسب ما أكده وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي قال إن الولايات المتحدة “وافقت مسبقا” على استئناف تل أبيب الحرب.
وقال إن قرار استئناف الغارات الجوية المكثفة على غزة اتُخذ قبل أيام، وإن غارات الثلاثاء ليست هجوما “ليوم واحد”، بل سيواصل الجيش العملية في الأيام المقبلة.
وكان البيت الأبيض أعلن أن إسرائيل تشاورت مع الولايات المتحدة بشأن استئنافها حرب الإبادة على غزة، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يتردد في دعم تل أبيب.
وأعلنت حركة “حماس” أن من بين الضحايا عددا من مسؤوليها الحكوميين، بينما نعت “حركة الجهاد الإسلامي” الناطق باسم ذراعها العسكرية أبو حمزة.
ونقلت وكالة “معا” المحلية عن مصدر مسؤول في حركة “حماس” قوله إن أحد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة قتل وأصيب آخران فجر الثلاثاء، جراء الغارات الإسرائيلية.
وقد عاد مشهد تكدّس جثامين الشهداء في ثلاجات الموتى، وفي ممرات أقسام الاستقبال والطوارئ، في كافة مشافي قطاع غزة العاملة، وكان من بين الضحايا أسر قتل أفرادها بالكامل، كما ازدحمت أقسام المشافي بالمصابين الذين لم يجدوا أسرّة كافية لاستقبالهم، فيما شكا المسؤولون في القطاع الصحي من صعوبة إنقاذ الجرحى بسبب الحصار الإسرائيلي الذي شمل المنظومة الصحية.
وقال عاملون طبيون في مشفى ناصر جنوب القطاع، حيث وصلت حتى ساعات الفجر الأولى أعداد كبيرة من الشهداء، إن بركًا من الدماء تجمعت في مكان الإسعافات الأولية، وإن هناك ضحايا سقطوا خلال محاولة إنعاشهم.
وكان مكتب نتنياهو قد أعلن في بيان أصدره مع بداية شن الغارات الدامية على غزة، أن الجيش بدأ بشن سلسلة غارات عنيفة على أهداف في قطاع غزة، كما أعلن يسرائيل كاتس وزير الجيش الإسرائيلي، أن العودة للحرب جاءت من أجل الضغط على حركة “حماس” في مفاوضات التهدئة، التي تريد حكومته تمرير شروطها خلالها.
ولاقى العدوان الإسرائيلي إدانات وانتقادات عربية ودولية واسعة.
وفي نيويورك، تحوّلت جلسة مقررة مسبقا لمجلس الأمن إلى نقاش حول استئناف إسرائيل حربها.
ووحدها السفيرة الأمريكية دوروثي شيا وقفت تدافع عن الموقف الاسرائيلي، وأعلنت وقوف بلادها تماما مع إسرائيل، وقالت إن مسؤولية استئناف الأعمال العدائية تقع على عاتق “حماس” وحدها “التي رفضت رفضا قاطعا كل مقترح وموعد نهائي عُرض عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية لتمديد وقف إطلاق النار”، على حد زعمها.
لكن حركة “حماس” حمّلت “نتنياهو المجرم والاحتلال الصهيوني النازي المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة”، وقالت إن “نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول”.
عربيا، استنكرت حكومات دول استئناف إسرائيل لحربها في غزة، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك يلجم العدوان.
وطالب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بتحرك دولي فوري وحاسم لإجبار إسرائيل على تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والالتزام بالاتفاق والعودة إلى المفاوضات.
وأعربت السعودية في بيان “عن إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، وقصفها المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزّل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني” .
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته للدفع باتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
المتطرف بن غفير عائد وزيراً
القدس ـ الأناضول: وافق حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف برئاسة إيتمار بن غفير، أمس الثلاثاء، على العودة إلى الحكومة الإسرائيلية التي استقال منها، وذلك عقب استئناف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقال حزب “الليكود”، الذي يقوده نتنياهو، في بيان مشترك مع حزب “القوة اليهودية” حصلت الأناضول على نسخة منه، إنهما اتفقا على عودة حزب “القوة اليهودية” ووزرائه إلى الحكومة الإسرائيلية اليوم.
جاء ذلك بعد ساعات من استئناف إسرائيل حرب الإبادة ضد غزة، حيث كثفت فجر أمس الثلاثاء، وبشكل مفاجئ وعنيف جرائم إبادتها الجماعية بحق الفلسطينيين، بشن غارات جوية واسعة استهدفت معظم مناطق قطاع غزة والمدنيين وقت السحور، ما خلف مئات القتلى والجرحى والمفقودين خلال ساعات.
150 طفلا ضمن الشهداء
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 150 طفلا فلسطينيا في غاراته الجوية المكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، في إطار تصعيده حرب الإبادة الجماعية.
وأضاف في بيان أن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل “150 طفلا وعدد كبير من النساء” .
وأوضح أن الهجمات الإسرائيلية “حملت نيّة واضحة لارتكاب عمليات قتل جماعي مقصودة”، حيث وثق المرصد في أكثر من حالة أن إسرائيل “قضت على عائلات بأكملها مكونة من الأب والأم والأبناء، أو حتى عائلات ممتدة، بما يشمل الأجداد والأبناء والأحفاد” .
«رايتش ووتش»: معايير غربية مزدوجة
قال أحمد بن شمسي مدير التواصل في منظمة “هيومن رايتس ووتش” للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعليقا على ازدواجية المعايير التي يعتمدها بعض الدول عندما يتعلق الأمر بفلسطين والمجازر التي ترتكبها إسرائيل، إن هذا السلوك لم يبدأ “مع انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل كانت ازدواجية المعايير موجودة قبل ذلك”.
وأضاف ردا على سؤال “القدس العربي”: “تم توثيق انتهاكات من قبل منظمات حقوقية وأجهزة أممية (…) بالإضافة إلى مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
وتابع “لكن، بينما كان التنديد الغربي بانتهاكات روسيا قويا، والعقوبات التي فُرضت عليها سريعة، والترحيب بمذكرة الاعتقال بحق بوتين واسع النطاق، رأينا كيف تردد بعض الدول الغربية الكبيرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في التنديد بجرائم إسرائيل، بل استمرت في بيع الأسلحة لإسرائيل رغم توثيق استخدامها في أفعال الإبادة الجماعية”.
«حماس» مستعدة للتعامل مع مقترح ويتكوف ولكن..
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أسامة حمدان لشبكة «الجزيرة» أمس، إن الحركة مستعدة للتعامل مع مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف شرط أن يكون ذلك جسرا للمرحلة الثانية من الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي. وأضاف أن وقف العدوان مسألة سياسية ويحب الإعلان عن ذلك صراحة ودون مواربة من جانب الاحتلال.
ورأى أن إسرائيل فشلت في الخروج من الاتفاق سياسيا فقررت الخروج منه عسكريا، على حد تعبيره.
وأضاف “واهم إن كان (نتنياهو) يظن أنه سيضغط علينا بتصعيد عملياته العسكرية”.
إنتصار الجهل والحقد والكراهية وسفك الدماء البشر علي العلم والأخلاق والمحبه بين البشريه…
نأسف نأسف نأسف علئ فقدان حكمه العقل وطهارة القلب