غزة ـ «القدس العربي»: كشف النقاب عن وصول شحنة قنابل أمريكية جديدة ذات وزن ثقيل لإسرائيل، في الوقت الذي نكثت فيه قوات الاحتلال من جديد باتفاق وقف إطلاق النار، واقترفت مجزرة جديدة عندما استهدفت قوة شرطية لتأمين المساعدات، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم، في خرق قوي لوقف إطلاق النار.
وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أن شحنة القنابل الجوية الثقيلة، التي قامت في وقت سابق إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بتعليقها، وصلت إلى إسرائيل، وأنها تشمل 1800 قنبلة MK-84 بوزن طن واحد لكل منها، حيث جرى نقلها الى قواعد سلاح الجو.
وقالت وزارة الجيش في دولة الاحتلال معقبة على وصول الشحنة التي تعد الأكبر في تاريخ إسرائيل، إنها جرت ليل السبت، ضمن عملية مشتركة بقيادة بعثة المشتريات والشحن الدولي التابعة لها، وشعبة التخطيط في الجيش.
الاحتلال يمنع إدخال الأوكسجين للمستشفيات… ويخرق التهدئة
وذكرت أن السفينة التي تحمل الذخائر الثقيلة وصلت إلى ميناء أسدود، وتم تفريغ حمولتها على عشرات الشاحنات التابعة لوحدات النقل في الجيش الإسرائيلي، ومن ثم تم نقلها إلى قواعد سلاح الجو.
وأشار البيان إلى أن الوزارة والجيش «مستمران في تعزيز عمليات شراء ونقل الذخائر»، لافتأ إلى أنه وصل حتى الآن أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية إلى إسرائيل في 678 رحلة جوية و129 عملية شحن بحري.
وعلق وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس على وصول الشحنة بالقول «إن إمدادات الذخيرة التي وصلت إلى إسرائيل الليلة الماضية (السبت) وأطلقتها إدارة ترامب تشكل رصيدا مهما لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي، ودليلا إضافيا على العلاقة القوية بين إسرائيل والولايات المتحدة» .
وأشار إلى أنه خلال محادثاته الأخيرة مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، أكد الأخير التزام الولايات المتحدة بمواصلة «تزويد إسرائيل بكل الأدوات اللازمة لضمان أمنها» .
وقدم الشكر للرئيس ترامب والإدارة الأمريكية «على موقفهم الحازم إلى جانب دولة إسرائيل»، وأضاف «سنواصل العمل معاً لتعزيز أمننا» .
وهذه القنابل كانت تستخدمها قوات الاحتلال في نسف مربعات سكنية كاملة في القطاع، وكانت تحدث دمارا كبيرا، وتؤدي في كل استهداف إلى سقوط مئات الضحايا، وتمحو عائلات من السجل المدني، ضمن «مجازر الحرب» التي كانت تقترف على مدار الساعة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر وقف العمل بقرار تعليق بعض الأسلحة الأمريكية لإسرائيل، وتزويدها بما تريد من ترسانة أسلحة وصواريخ.
ورغم تعليق الإدارة السابقة وصول هذه الشحنة من الأسلحة، إلا أنها كانت تمد جيش الاحتلال بأسلحة فتاكة أخرى، وتعد الولايات المتحدة من أكبر الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة والمعدات الحربية.
وعلى وقع الكشف عن وصول المساعدات الحربية، استهدفت قوات الاحتلال أحد فرق تأمين المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من عناصر الشرطة، في إحدى المناطق الواقعة إلى الشرق من مدينة رفح.
وقالت وزارة الداخلية في غزة إن الشهداء هم إبراهيم سعدي الزاملي ويوسف خالد الزاملي وبلال علي المغاري. وذكرت أن الاستهداف الإسرائيلي وقع خلال انتشار مجموعة من الشرطة لتأمين المساعدات في منطقة الشوكة شرقي رفح.
ونددت بالجريمة وطالبت الوسطاء والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لـ «وقف استهداف جهاز الشرطة باعتباره جهازاً مدنياً يقدم خدمات لحفظ أمن المواطنين وتنظيم شؤونهم اليومية» .
وتجدر الإشارة إلى أن قوافل المساعدات التي تدخل من خلال معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، شرق مدينة رفح، تقطع مسافة عدة كيلو مترات حتى تصل إلى وجهتها في مناطق داخل قطاع غزة، ويجري الدفع بقوات تأمين شرطية من أجل الحفاظ عليها من السرقة.
وخلال أيام الحرب السابقة تعمدت قوات الاحتلال استهداف قوافل التأمين بعشرات الغارات، ما أدى إلى وقوع مئات الضحايا في صفوفهم، ضمن محاولات إثارة الفوضى في القطاع، وعدم وصول المساعدات لمستحقيها، لا سيما وأنها كانت تترك المجال للصوص لنهب القوافل، وهم يحملون السلاح في مناطق شرق مدينة رفح، على مرأى من جنودها المنتشرين هناك.
ومن شأن استمرار استهداف قوافل تأمين المساعدات الإنسانية أن يعرضها من جيد لخطر السرقة والنهب، وأن يزيد من تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، خصوصًا في ظل شكوى السكان من استمرار نقص المواد الغذائية والمساعدات، التي لا تدخلها سلطات الاحتلال بالقدر الكافي حتى اللحظة.
وفي استهداف إسرائيلي آخر قامت قوات الاحتلال المنتشرة في محيط «محور فيلادلفيا» الذي يفصل مدينة رفح عن الأراضي المصرية، بإطلاق النار على العديد من أحياء المدينة، التي تمنع حتى اللحظة غالبية سكانها من العودة إليها بسبب الانتشار الإسرائيلي واستمرار احتلال المحور، كما تقدمت آليات إسرائيلية في حي السلام وسط إطلاق نار، فيما قامت زوارق حربية بإطلاق نار كثيف على مناطق سواحل جنوب القطاع.
وأصيبت طفلة أيضا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة خزاعة شرقي مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 19 كانون الثاني/يناير الماضي، ارتكبت قوات الاحتلال سلسلة هجمات ضد القطاع، وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق أن أكثر من 110 شهداء سقطوا منذ ذلك التاريخ.
وقالت حركة «حماس» معقبة على حادث استهداف الفرقة الشرطية «إن القصف الغادر الذي نفّذته مُسيّرة صهيونية واستهدف عناصر الشرطة المكلّفين بتأمين دخول المساعدات مما أسفر عن استشهاد ثلاثة منهم يُعدُّ انتهاكًا خطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار» .
وأكدت أن هذه الجريمة وهذا الخرق لاتفاق وقف إطلاق النار «تُضاف إلى تنكّر الاحتلال وعدم التزامه ببنود الاتفاق، وكان آخر ذلك تصريحات الاحتلال بعدم السماح بدخول الكرفانات والآليات الثقيلة، التي كان قد التزم بها وأبلغنا بها الوسطاء نهاية الأسبوع الماضي».وحملت الاحتلال المسؤولية عن ذلك، وطالبت الوسطاء «بتحمّل مسؤولياتهم في إلزام الاحتلال بالوفاء بجميع التزاماته والتدخل لوقف انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، وإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني بجميع بنوده والشروع فورًا في مفاوضات المرحلة الثانية».
جاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه طواقم الإنقاذ البحث بآليات ومعدات بسيطة عن جثامين شهداء الحرب، الذين ظلوا طوال الفترة الماضية تحت ركام منازلهم المدمرة.
وتعاني طواقم الإنقاذ التي يساعدها الأهالي من صعوبة عمليات الانتشال، لعدم وجود آليات ومعدات هندسية ولا أدوات كافية، بعد أن دمر الاحتلال غالبية معدات جهاز الدفاع المدني، وكذلك آليات البلديات خلال الاجتياحات المتكررة لمناطق القطاع، وجراء قصف أخرى جوا بشكل متعمد.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع إلى 48 ألفا و271 قتيلا و111 ألفا و693 مصابا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت في تقريرها الإحصائي اليومي بشأن الشهداء والجرحى الفلسطينيين في القطاع: «ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48.271 شهيدا، و111.693 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023» .
وأضافت: «وصل مستشفيات قطاع غزة 7 شهداء، من بينهم 6 تم انتشالهم من تحت أنقاض المنازل المدمرة، وشهيد جديد، و5 مصابين، خلال الـ24 ساعة الماضية».
وفي سياق آخر، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان، إن مستشفيات الوزارة «تعاني من نقص حاد جداً في كميات الأوكسجين بعد حرق وتدمير المحطات المركزية خاصة في مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى الرنتيسي ومستشفى الدرة ومجمع النصر والمستشفى الإندونيسي ومحطة عيادة الشيخ رضوان».
وأضافت أن «المحطات المدمرة وعددها 10 كانت تلبي احتياج الأقسام الحيوية من الأوكسجين كالعمليات والعناية المركزة والطوارئ وحضانات الأطفال، إضافة الى احتياج المرضى في المنازل «.
وأشارت إلى أن «المستشفيات غير الحكومية والتي تساند وزارة الصحة في تقديم الخدمة لا تستطيع توفير احتياجها من الأوكسجين»، وأن منع الاحتلال «إدخال محطات الأوكسجين الى مستشفيات القطاع سيفاقم الأزمة الى مستويات تهدد حياة المرضى «.
👈🏻