إسرائيل تقتل سورياً وتختطف 7 وتزعم تنفيذ عملية ضد «حماس»

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: استشهد سوري واعتقل سبعة آخرون من أبناء بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي، فجر الخميس، خلال توغل لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي زعم تنفيذه «عملية دقيقة» ضد «حماس».

دبابات وطائرات

وحسب مصادر محلية، اقتحمت قوة إسرائيلية كبيرة البلدة في ساعات الفجر الأولى من أمس الخميس، وفتحت النار بشكل مباشر على الشاب محمد أحمد حمادة، الذي حاول اعتراض تقدم الرتل العسكري، ما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة أودت بحياته، رغم محاولات إسعافه التي باءت بالفشل.
وأفادت المصادر ذاتها بأن قوات الاحتلال اعتقلت خلال العملية سبعة شبان من أهالي البلدة، بينهم علي قاسم حمادة، وهو عمّ الشهيد.
وأوضح قائد القوى التنفيذية في بيت جن، فضل حجب اسمه لدواع أمنية لـ «القدس العربي» أن التوغل بدأ حوالي الساعة الثانية فجرا، عندما تقدمت وحدات من جيش الاحتلال من جهة عين التينة في الجولان المحتل، مرورا بقرية حضر، وصولا إلى بيت جن، وذلك بغطاء جوي مكثف من طائرات مسيرة حلقت على علو منخفض، إلى جانب طائرات مروحية رافقت العملية منذ بدايتها.
وأكد المصدر الأمني أن العملية العسكرية الإسرائيلية نُفذت بقوة تقدر بحوالي 100 جندي مدججين بالسلاح، ومدعومين بـ10 دبابات وعربات مدرعة، حيث فرضت القوات طوقا محكما حول البلدة، وبدأت باستخدام مكبرات الصوت لمناداة أسماء المطلوبين، مستهدفة منازل محددة في الحارة القبلية من بيت جن، حيث تمت محاصرتها بالكامل، وأجبر المطلوبون على تسليم أنفسهم.
وأضاف أن المعتقلين السبعة جميعهم من المدنيين، ولم تسجّل أي اشتباكات مسلحة أو مظاهر مقاومة مسلحة داخل البلدة أثناء التوغل، فيما اقتصرت ردود الفعل على احتجاجات فردية من بعض الشبان، أبرزها ما قام به الشهيد محمد حمادة الذي واجه الرتل الإسرائيلي قبل أن يردى قتيلا.
وخلال العملية «سمعت بوضوح أصوات الآليات العسكرية الإسرائيلية وهي تشق طرقات البلدة، إلى جانب دوي الطائرات المروحية والمسيّرات التي لم تغادر أجواء المنطقة طوال فترة التوغل التي استمرت قرابة الساعتين».
تأتي هذه العملية، حسب المصدر الأمني، بعد سلسلة من التحركات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الحدودية، إلا أن عمق هذا التوغل وحجمه يثيران تساؤلات حول طبيعة الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها».
وأوردت الداخلية السورية في بيان «أقدمت قوات عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم (أمس) مؤلَّفة من دبابات وناقلات جند وآليات راجلة، ورافق هذه القوة طيران استطلاع مسير، على التوغّل في قرية بيت جن التابعة لمنطقة قطنا في ريف دمشق».
وقالت إن القوة نفّذت «عمليات دهم واعتقال طالت عددا من المواطنين، أسفرت عن اختطاف سبعة أشخاص»، مضيفة «ترافق هذا التصعيد مع إطلاق نارٍ مباشر على الأهالي في القرية، مما أسفر عن استشهاد أحد المدنيين». وأضافت أنه «تم نقل المخطوفين إلى داخل الأراضي المحتلّة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة».

دمشق أدانت الاستفزازات المتكررة التي تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادتها

واعتبرت الداخلية أن هذه «الاستفزازات المتكررة تشكل انتهاكا صارخا لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرقا فاضحا للقوانين والمواثيق الدولية»، مضيفة أنها «ممارسات لا يمكن أن تقود المنطقة إلى الاستقرار، ولن تجرّ إلا المزيد من التوتر والاضطراب».
في حين زعم الجيش الإسرائيلي أن قواته نفّذت «بناء على معلومات استخباراتية عملية ليلية دقيقة في سوريا، تم خلالها إلقاء القبض على عدد من مخربي منظمة «حماس» الإرهابية، والذين كانوا يحاولون الترويج لمخططات إرهابية متعددة ضد مواطني دولة إسرائيل»، وقواتها في سوريا.
وأضاف «تم نقل المعتقلين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية لمتابعة التحقيق معهم “، مشيرا الى أن قواته عثرت في المنطقة «على وسائل قتالية وصادرتها، بما في ذلك أسلحة نارية ومخازن ذخيرة وأنواع ذخيرة».

توغل في القنيطرة

وفي القنيطرة القريبة، قالت الناشطة الميدانية سلام هاروني لـ «القدس العربي» إن بلدة الرفيد شهدت الخميس تصعيدا ميدانيا جديدا، تمثل في توغل إسرائيلي داخل القرية، حيث أقامت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا مؤقتا وقامت بإيقاف المارة وتفتيشهم.
وحسب المصدر، فقد أطلقت قوات الاحتلال طائرة مسيّرة (درون) في سماء المنطقة بهدف التصوير والاستطلاع.
وكانت قد شهدت المحافظة الأربعاء تطورات ميدانية أيضا، تمثلت بتوغل القوات الإسرائيلية داخل قرية القحطانية ومحيط سد المنطرة، وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي في المنطقة، كما «وجهت القوات الإسرائيلية عبر مكبرات الصوت نداءات مباشرة للأهالي طالبتهم فيها بعدم الخروج من المنازل، تزامنا مع بدء حملة تفتيش موسعة للمنازل داخل القرية».
وفي سياق الانتهاكات الإسرائيلية، أوقفت القوات الإسرائيلية سيارة نظافة تعمل في محيط دوار العلم في قرية القحطانية، وأجبرت السائق على تفريغ محتوياتها من النفايات في الأرض، قبل أن تعتقل ثلاثة من العمال العاملين في السيارة، دون الكشف عن أسباب الاعتقال أو الإفراج عنهم حتى اللحظة.
ووفقا لهاروني، فإن القوات الإسرائيلية عاودت دخولها إلى قرية القحطانية مرة أخرى، واستمرت في عمليات التفتيش ضمن أجواء من التوتر والقلق في المنطقة.
ووسّع الجيش الإسرائيلي مناطق سيطرته في مرتفعات الجولان جنوب سوريا، بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر العام الفائت، وذلك بعد احتلاله الجانب الشرقي من جبل الشيخ والذي يشرف من أعلى قمته على لبنان وفلسطين والأردن وسوريا، كما دخل عدة بلدات في الجنوب السوري على الحدود، ودمر البنى التحتية والمرافق العسكرية، وسط سيطرته الجزيئة على مواقع سورية، لتبلغ المساحة التي سيطرت عليها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، حسب مصادر عسكرية لـ «القدس العربي» 600 كم2.
وحسب تقارير عبرية فإن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على المناطق الحيوية في تلك المنطقة، واحتل قمم التلال التي تكشف مساحات واسعة من سوريا.
ومنذ سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه اتخذ مواقع في المنطقة العازلة (بلغت أكثر من 10 مواقع) في مرتفعات الجولان المحتل، التي تفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والسورية منذ عام 1974، بموجب اتفاق فض الاشتباك، وسرعان ما توغلت قواته لاحقا في عدة مناطق ونقاط بمحيط تلك المنطقة العازلة.
وبينما زعم رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أن هذا الإجراء مؤقت وذو طبيعة دفاعية يهدف إلى كبح التهديدات المحتملة لبلاده من الجانب السوري، أشار في الوقت ذاته إلى أن قوات الاحتلال ستبقى هناك حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية على الحدود.
ويتخوف الكثيرون في المنطقة من أن يكون التوغل الإسرائيلي احتلالا دائما.
وحسب مصادر عسكرية في تل أبيب، فإن الجيش الإسرائيلي شرع في تحويل المواقع العسكرية السورية، التي احتلتها الكتيبة 101 من وحدة المظليين، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية. كما أكدت تقارير عبرية أن الجيش الإسرائيلي عمل خلال حملاته العسكرية في سوريا، على تأسيس بنية تحتية لوجستية شاملة، تضم حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط، كما يتوقع أن يشمل هذا التوسع أعمدة اتصالات.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية