غزة – «القدس العربي»: استمر التصعيد الحربي الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وسقط عدد جديد من الضحايا، جراء غارات جوية وقصف مدفعي استهدف العديد من المناطق في القطاع.
وكما العادة ركزت قوات الاحتلال هجماتها على المنطقة المصنفة إنسانيا غرب مدينة خان يونس، والتي تؤوي مئات آلاف النازحين.
ونقلت شبكة «الجزيرة» عن مصادر طبية أن 37 فلسطينيا استشهدوا بقصف للاحتلال على القطاع منذ فجر الثلاثاء.
وبسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أطلقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان «ديوان المظالم» نداءً عاجلًا موجهًا إلى المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، دعت فيه إلى ضرورة التحرك الفوري مع حكوماتها لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وتحذر هيئات دولية من مجاعة في القطاع جراء الحصار الإسرائيلي.
وأكدت أن الحصار الشامل الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يقارب الشهرين أدى إلى منع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والمواد الأساسية إلى نحو مليوني فلسطيني في غزة، مما فاقم الوضع الإنساني الكارثي الذي بدأ منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 ووصل إلى مستوى غير مسبوق من الانهيار.
وقالت إن الأطفال والمرضى وكبار السن هم «الفئات الأكثر ضعفًا».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق، عن وصول 51 شهيدًا و113 إصابة خلال 24 ساعة الماضية. وذكرت أن حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 آذار / مارس 2025 وصلت إلى 2,273 شهيدًا، و5,864 إصابة، وأشارت كذلك إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 52,365 شهيدًا و117,905 إصابة منذ السابع من تشرين الأول / اكتوبر 2023، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وفي شمالي قطاع غزة، ارتقى شهيدان في قصف إسرائيلي على بلدة بيت حانون.
لازاريني: موظفو «الأونروا» المعتقلون عوملوا بوحشية
أما في مدينة غزة، حيث تتواصل وتتعمق العملية البرية على حدود حيي الشجاعية والتفاح، فارتقى ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى، في غارة إسرائيلية على منطقة الشعف شرقي المدينة، وارتقى شهيدان في قصف إسرائيلي على بمحيط مسجد الهدى ف حي الشجاعية، وآخر قرب مفترق السنافور في الحي، في الوقت الذي استمرت قوات الاحتلال في عمليات نسف المباني السكنية هناك، بعد أن أجبرت سكانها على النزوح القسري.
وأصيب فلسطينيان جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة وادي العرايس شرقي حي الزيتون. وشنت طائرة مسيّرة غارة على محيط منطقة أنصار غربي المدينة.
في الموازاة، استمرت هجمات جيش الاحتلال على العديد من المناطق وسط قطاع غزة، رغم وجود عدد كبير من النازحين المقيمين في عدة مراكز إيواء ومناطق الخيام، ممن فروا من الهجمات البرية على مناطق الحدود، وآخرون من مدينة غزة ومناطق الشمال.
واستشهد طفل في غارة إسرائيلية على منطقة أبراج عين جالوت جنوب مخيم النصيرات، فيما أصيب عدد من المواطنين جراء قصف جوي عنيف استهدف مسجد «الفرج» شمال شرف المخيم، في الوقت الذي استمرت فيه المدفعية الإسرائيلية في استهداف المناطق الشمالية للمخيم، والقريبة من منطقة التوغل البري في «محور نتساريم» من الجهة الجنوبية.
وقال شهود عيان إن قذائف مدفعية سقطت على منطقة «الوادي» القريبة من الحي الجديد في المخيم.
وكالعادة أيضا تعرضت أطراف مخيمي البريج والمغازي الشرقية لعمليات إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المتوغلة قرب الحدود، ونفذت كذلك مسيرة إسرائيلية غارة على محيط برج المغاري في البريج.
وفي مدينة خان يونس حيث يقطن عدد كبير من النازحين، استشهد أربعة مواطنين بينهم طفلتان وامرأة، وأصيب عدد آخر، جراء قصف إسرائيلي بعدة صواريخ استهدف خيام النازحين بالقرب من منطقة الإقليمي جنوبي مواصي المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن القصف دمر المنطقة، وأحدث خرابا كبيرا هناك طال خيام النزوح، وأصاب مواطنين في المنطقة المجاورة بجراح مختلفة.
كما سقط ثلاثة شهداء في استهداف طائرة مسيّرة مجموعة من المواطنين في منطقة قيزان النجار جنوبي المدينة.
واستشهد مواطن متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها قبل أيام، جراء غارة إسرائيلية على المدينة، وانتشلت طواقم الإنقاذ جثمان شهيد إثر قصف إسرائيلي سابق على منطقة المنارة جنوب شرقي المدينة.
وتمكنت طواقم الإنقاذ من انتشال 3 شهداء، ونقلتهم إلى مستشفى غزة الأوروبي، وقد استشهدوا قبل عدة أيام في حي المنارة.
وشن الطيران الحربي غارات على بلدة القرارة شمالي المدينة، فيما تعرضت أيضا عدة مناطق حدودية تقع شرق خان يونس، لعمليات قصف مدفعي عنيف، منها عبسان وبني سهيلا.
واستمرت أيضا عمليات نسف مبان جديدة من قبل جيش الاحتلال في مدينة رفح، التي تتعرض لاحتلال كامل، وتركزت عمليات النسف هذه المرة لمنازل سكنية غربي المدينة.
والجدير ذكره أنه حتى قبل الاجتياح الكامل الحالي لرفح، أظهرت إحصائيات أولية خلال التهدئة الماضية التي انتهت يوم 2 آذار /مارس الماضي، أن جيش الاحتلال دمر أكثر من 70% من المدينة خلال الاجتياح السابق، الذي دام لأكثر من سبعة أشهر، وانتهى في اليوم الأول للتهدئة الماضية، حيث يتوقع أن يقوم جيش الاحتلال بهدم جميع مباني المدينة في إطار خطط احتلالها الجديدة.
وفي السياق، قامت زوارق حربية إسرائيلية باستهداف المناطق الساحلية الغربية للمدينة، والتي يقطنها نازحون بالرصاص الثقيل.
وأطلقت سلطات الاحتلال سراح عدد من أسرى قطاع غزة، الذين جرى اعتقالهم خلال فترات الحرب الماضية، حيث وصل هؤلاء القطاع من بوابة حاجز كوسوفيم جنوب شرق وسط القطاع، ومن هناك تم نقلهم لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح للخضوع لفحوصات طبية
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الثلاثاء أن إسرائيل أفرجت عن المسعف أسعد النصاصرة الذي اعتُقل إبان هجوم القوات الإسرائيلية على مركبات إسعاف في منطقة تل السلطان في رفح ما أدى إلى مقتل 15 مسعفا وعاملا إنسانيا.
وقال الهلال الأحمر في بيان مقتضب «أفرجت قوات الاحتلال قبل قليل عن المسعف أسعد النصاصرة، الذي تم اعتقاله بتاريخ 23 (آذار)/ مارس 2025، وذلك أثناء تأديته لواجبه الإنساني خلال مجزرة الطواقم الطبية في منطقة تل السلطان بمحافظة رفح، والتي أسفرت عن استشهاد 8 من طواقم إسعاف الجمعية».
وفي السياق، اتهم مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» فليب لازريني إسرائيل بمعاملة موظفي وكالته الدولية الذين قامت باعتقالهم خلال الحرب بشكل سيئ.
وكتب المسؤول الدولي منشور على منصة «أكس» جاء فيه «منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتُقل وتعرض أكثر من 50 موظفًا من موظفي الأونروا، من بينهم معلمون وأطباء وأخصائيون اجتماعيون، للإساءة».
وأشار إلى أن هؤلاء «عوملوا بأبشع الطرق وأكثرها وحشية»، لافتا إلى أنهم أفادوا بتعرضهم للضرب واستخدامهم كـ «دروع بشرية»، وأنهم «تعرضوا للحرمان من النوم والإذلال والتهديد بإيذائهم وإلحاق الأذى بعائلاتهم، بالإضافة إلى هجمات الكلاب»، وأكد كذلك أن الكثيرين منهم تعرضوا للإجبار على الاعتراف، وقال «هذا أمرٌ مروعٌ وشائن».