غزة ـ «القدس العربي»: صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل خطير من مجازرها الدامية وجرائم حرب إبادتها ضد قطاع غزة، وذلك بعد أن بدأت بالهجوم البري على مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، تحت غطاء عنيف من القصف الجوي والمدفعي.
وبلغ عدد الشهداء منذ فجر أمس الأربعاء وحتى وقت كتابة هذا التقرير مساء، 75 شهيدا، وفق ما ذكرته “الأناضول”.
وكانت أبشع المجازر التي ارتكبت أمس تلك التي اقترفتها إسرائيل بقصفها عيادة طبية تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، في مخيم جباليا شمالي القطاع.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن ارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي الذي استهدف العيادة إلى 22، بينهم 16 طفلًا وسيدة ومسن.
جاء ذلك على وقع تهديدات إسرائيلية بضم مناطق في قطاع غزة إلى ما تسميها دولة الاحتلال “منطقة أمنية”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن إسرائيل تعمل على إنشاء ممر أمني جديد عبر غزة.
ووصف في بيان الممر بأنه ممر “موراغ”، وهو اسم مستوطنة يهودية كانت قائمة بين رفح وخان يونس، مشيرا إلى أنه سيمتد بين المدينتين الجنوبيتين.
وأضاف “نعمل الآن على تقطيع أوصال قطاع غزة، ونشدّد الضغط خطوة تلو خطوة حتى يسلمونا مختطفينا”. وتابع “كلما رفضوا أن يعطوا، زاد الضغط عليهم حتى يعطوا”.
وسبقه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أعلن عن توسيع العمليات العسكرية في القطاع، وقال إن جيشه سيتحرك لـ “السيطرة على مناطق واسعة وضمها إلى المناطق الأمنية” .
ونقلت شبكة “الجزيرة” مساء أمس عن صحيفة “هآرتس” أن المؤسستين الأمنية والعسكرية تفاجأتا من كشف نتنياهو عن السيطرة على محور “موراغ”. ونقلت الصحيفة عن مصادر في جيش الاحتلال أن خطة السيطرة على محور “موراغ” لم يصدق عليها بعد. وفي جريمة حرب جديدة، روى جهاز الدفاع المدني في غزة تفاصيل الإعدام الميداني لـ14 من أفراد طاقم الإنقاذ والإسعاف، الذي توجه قبل عدة أيام لإنقاذ السكان المحاصرين غرب مدينة رفح، والذين تعرضوا لهجوم من جيش الاحتلال.
وأوضح أنه تم العثور على جثامين أفراد الطاقم، بعد ثمانية أيام، مدفونة على بعد نحو 200 من مكان مركباتهم التي تم تدميرها ايضا، موضحا أن بعض الجثامين كانت مكبلة الأيدي، وعلامات الرصاص ظاهرة في الصدر والرأس، فيما وجد أحد أفراد الطاقم مقطوع الرأس، وبعضهم تغيرت معالمهم وكانت أشلاء.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن طبيب شرعي في مستشفى ناصر تأكيده أن هناك أدلة على عمليات إعدام ميدانية لعمال إغاثة فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية.
وقال الطبيب إن جثة واحدة لم يتم تحديد هويتها بسبب تضررها بعد نهشها من كلاب.
وأوضح أن الرصاصات كانت موجهة إلى رأس شخص وآخر إلى قلبه وثالث أصيب بـ7 رصاصات.
الاحتلال يغتال شاباً في نابلس وطفلاً في جنين
أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا فلسطينيا خلال اقتحامها لمدينة نابلس، وقتلت طفلا في السيلة الحارثية في جنين، فيما صعّدت من تهديدها لمخيم جنوب الضفة الغربية بتكرار تجربة الاحتلال مع مخيمات شمال الضفة الغربية.
وشيّع فلسطينيون في مدينة نابلس، جثمان الشهيد حمزة محمد خماش (33 عاما)، الذي ارتقى برصاص الاحتلال داخل البلدة القديمة في المدينة.
ونقل شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على خماش داخل منزله وتركوه ينزف دون السماح بتقديم الإسعاف له بعد أن اقتحمت قوات خاصة منزله بهدف اعتقال شقيقه.
واستشهد طفل وأصيب عدد من المواطنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي، خلال اقتحامها مساء أمس الأربعاء، بلدة السيلة الحارثية غرب جنين.
وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بعدة مدرعات، وتمركزت على مدخل البلدة ونشرت قواتها في شوارعها، وأطلقت الرصاص الحي على المواطنين، ما أدى لاستشهاد الطفل عمر عامر زيود (15 عاما)، عقب إصابة برصاصة في الصدر.
وفي القدس المحتلة، دشن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير عودة اقتحامات المستوطنين إلى المسجد الأقصى المبارك بانتهاء عيد الفطر بتنفيذ اقتحام الأقصى، حيث ترافق مع طرد المصلين المسلمين وكذلك حراس الأقصى المحسوبين على الأوقاف الإسلامية.
ويعكس فعل الاقتحام الجديد موقفاً محددا يريد تسليط الضوء عليه كعادته في الاقتحامات السابقة، حيث يأتي في ظل الإعلان عن مخطط تحويل الأقصى إلى معبد يهودي.
اسرائيل تقتل الأطفال لأن امريكا تشجعها على ذلك