غزة – “القدس العربي”:
بالرغم من إرسال دولة الاحتلال وفدها المفاوض إلى العاصمة المصرية القاهرة، للانخراط في مفاوضات خاصة بتطبيق بنود اتفاق التهدئة، إلا أنها على الأرض واصلت خرق الاتفاق على المستوى العسكري والخدماتي، ما يهدد بإمكانية تطبيق باقي بنود المرحلة الأولى من الاتفاق، وبالأخص إكمال عمليات تبادل الأسرى.
هجمات وشهداء
وجراء استمرار الهجمات المتفرقة، استشهد المواطن محمد النجار متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل يومين، خلال تواجده في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكان المواطن هاني عواد الشاعر استشهد ليل الأحد، متأثرا بجروح أصيب بها الأربعاء الماضي، جراء قصف قوات الاحتلال إحدى المناطق الواقعة شرقي مدينة رفح جنوب القطاع.
وفي السياق، تواصلت الاستهدافات المتفرقة التي يقوم بها جنود الاحتلال الذين لا يزالون داخل قطاع غزة أو قرب مناطق الحدود، وأجلت فرق الإسعاف والطوارئ طفلا في حي الجنينة شرق مدينة رفح، أثر إصابته بطلقات نارية، أطلقها جنود الاحتلال المتمركزون في “محور فيلادلفيا”، حيث جرى نقل الطفل إلي المستشفى الأوروبي في خان يونس.
كذلك قامت آليات الاحتلال المنتشرة على حدود مدينة خان يونس بعمليات إطلاق نار أخرى، إلى جانب هجمات مماثلة نفذتها آليات الاحتلال المتمركزة شرق المناطق الحدودية الواقعة شمال قطاع.
قصفت طائرات مسيرة إسرائيلية محيط مركبة مدنية على شارع الرشيد الساحلي شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
وقصفت طائرات مسيرة إسرائيلية محيط مركبة مدنية على شارع الرشيد الساحلي شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، أنه وصل إلى مشافيها 13 شهيدا (منهم 9 شهداء انتُشلت جثامينهم، و4 شهداء جدد)، و16 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48,284 وإلى 111,709 إصابة منذ بدء الحرب.
وترافق ذلك مع استمرار تهرب دولة الاحتلال من تنفيذ التزاماتها الخاصة بإدخال المساعدات والمواد والأجهزة الطبية والآليات الهندسية والجرافات والمنازل المتنقلة “الكرفانات” لمساعدات منكوبي الحرب.
البروتوكول الإنساني
وأبقت على إدخال عدد قليل من الشاحنات، أقل بكثير من العدد الذي نصت عليه اتفاقية وقف إطلاق النار، وفي هذا السياق أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع خلال اليومين الماضيين لم يتجاوز 30% من العدد المفترض.
وجاء ذلك بعدما تعمدت سلطات الاحتلال في إبطاء عملية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، من خلال معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرتها والواقع جنوب قطاع غزة.
كذلك لا تزال سلطات الاحتلال تواصل اعتراضها على منع إدخال “الكرفانات” والخيام، المخصصة لإيواء الأسر النازحة التي هدمت منازلها، كما لا تزال تمنع إدخال الشاحنات والمعدات الثقيلة التي تحتاجها السلطات المحلية لشق الطرق التي أغلقتها بقايا الركام الكبيرة، وفي إصلاح شبكات البنى التحتية التي دمرتها الحرب، رغم وجود هذه المعدات والبيوت على الجانب المصري معبر رفح.
شروط تعجيزية
وجاء ذلك مع بدء مفاوضات تهدئة جديدة في العاصمة المصرية القاهرة، حيث كشف النقاب أن الوفد الذي قام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتغييره، من خلال إيكال رئاسته للجنرال جال هيرش، رئيس قسم الأسرى والمفقودين، بعد إعفاء رئيسي جهازي “الشاباك” و”الموساد” من المشاركة فيه، واللذين كانا يتخذان سابقا مواقف في المفاوضات تعارض وجهة نظر نتنياهو، سيطرح خلال النقاشات الجديدة مع الوسطاء ثلاثة شروط جديدة، خلال التفاوض غير المباشر مع حركة حماس.
وذكرت “القناة 14” العبرية، نقلا عن مسؤولين في تل أبيب، أن المطالب تتمثل في الطلب بإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة، وقيام حماس بتفكيك جناحها العسكري كتائب القسام، وإنهاء قدراته العسكرية، وكذلك نفي قادة حماس من غزة إلى الخارج.
وكانت حركة حماس قالت في بيان أصدرته إن ما يقوم به الاحتلال “يكشف نوايا مجرم الحرب نتنياهو، في عرقلة مسار الاتفاق وعمليات تبادل الأسرى وسعيه للعودة إلى العدوان وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة”.
هذا وقد طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كافة الأطراف الالتزام بتعهداتها، وقال “إن الأمم المتحدة ستظل في انخراط كامل بشأن دعم تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك من خلال تسليم المساعدات الإنسانية الحيوية للفلسطينيين في غزة”.