إسرائيل: “ما يحدث في سوريا تطور جيد لنا.. ولكن قد ينقلب ضدنا”

حجم الخط
0

رون بن يشاي

هجوم الثوار الجهاديين السُنة، وأساساً العجز الذي أبداه جيش النظام السوري، أدى إلى رد متسلسل للجماعات الإثنية والدينية في سوريا، التي تحاول في هذه اللحظة – وفي معظمها تنجح – السيطرة على مناطق عيشها. إذا نظرنا إلى الصور كلها، فهذا تطور جيد لإسرائيل.

أعلن الثوار السوريون أمس، سيطرتهم على محافظة القنيطرة الواقعة على الحدود مع إسرائيل. يدور الحديث عن قرى كانت لنا علاقات معها ضمن أمور، لأننا ساعدناها بمعالجة الجرحى في أثناء الحرب الأهلية. ومع ذلك، يوجد خطر أن يحتل الثوار الجهاديون السُنة المنطقة من أيدي القرويين. وعليه، تجري إسرائيل كل الاستعدادات لحالة تغير الوضع.

من خلف الكواليس تطورات مفاجئة؛ فمن يدعم جماعتي الثوار الأساسيتين هو الجيش التركي والرئيس رجب اردوغان. ومع ذلك، يتبين أن إدارة بايدن والولايات المتحدة تجندتا لجهد هادئ، شبه سري، لا لصد تطلع اردوغان للسيطرة على الجيب الكردي في شمال سوريا فحسب، بل – وهذا الأهم – للسيطرة على معقل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران على نهر الفرات.

مهم لإسرائيل التأثير على الأمريكيين لدعم الأكراد كي لا يسمح اردوغان للثوار الجهاديين بالوصول إلى منطقة الجولان: من جهة، لن يخرج الأمريكيون قواتهم وسيواصلون دعمهم للأكراد، ومن جهة أخرى ستؤثر الولايات المتحدة على اردوغان ليبقى الثوار الجهاديون في أماكنهم.

إذا تواصل هذا الوضع، فهذا تطور استراتيجي إيجابي لأمن إسرائيل. وثمة تطور استراتيجي إيجابي آخر من زاوية نظر إسرائيل، وهو سيطرة الثوار في منطقة درعا على جنوب غرب سوريا، التي تحد إسرائيل والأردن. والأهم من كل هذا، أن الثوار الذين سيطروا، هم أبناء المكان: قرويون سُنة وقرويون دروز من محافظة السويداء المجاورة. وحسب منشورات أجنبية، كانت لإسرائيل معهم علاقات طيبة في فترة الذروة للحرب الأهلية السورية ويمكن الافتراض بأنهم لن يسارعوا إلى العمل ضد إسرائيل، بل وربما العكس.

نشأ وضع سيطر فيه النظام والجيش السوري على المنطقة كجزء من ترتيب روسي – سوري أعد لإنهاء الحرب الأهلية. وقضى الاتفاق أن يراقب عسكريون روس عودة الحياة إلى طبيعتها ومنع العمليات ضد إسرائيل وضد سكان المنطقة من جانب الجيش السوري. هذه التسوية نجحت وكذا أيضاً تسوية الأعمال الجوية في المنطقة التي أشرف عليها الروس ومنعوا الصدام بين سلاح الجو الإسرائيلي والطائرات الروسية والسورية التي تطير على مقربة من الحدود. لكن الاستحكامات الروسية على الأرض، حسب تقارير في وسائل الإعلام العالمية، والمعنى أن الروس لم يعودوا يراقبون الموقف، والمحافظة تحت سيطرة الثوار المحليين، وغير الجهاديين في معظمهم.

ينبغي أن نأخذ بالحسبان أنه إذا ما اقترب الثوار السُنة من منطقة دمشق، فسيكون تدفق كبير للاجئين نحو الحدود الإسرائيلية، كما الحال في العقد الماضي. في حينه، تواجد عشرات آلاف اللاجئين على الجدار الحدودي مع إسرائيل في الجولان، واستعدت إسرائيل لمنع اقتحامهم لأراضيها – في أعقاب محاولتهم الفرار من الخطر الذي شكله الثوار، أم للمس بإسرائيل بإلهام الثوار. حالياً، لا يلحظ بعد لاجئون أو جماعات جهادية مسلحة على خط الحدود في الجولان، لكن التهديد قائم. التطورات في سوريا سريعة، وينبغي الاستعداد لكل تطور محتمل، حتى وإن بدا الوضع حالياً إيجابياً من ناحيتنا في المناطق المجاورة لحدود إسرائيل في الجولان.

حالياً، الصورة من زاوية نظر إسرائيل ليست سيئة. لكن لما كانت الأمور تتغير بسرعة ولما كانت إيران وتركيا لم تقولا الكلمة الأخيرة، يحتمل كل تحول سريع. بعد الهجوم المفاجئ والمذبحة في 7 أكتوبر الماضي، على إسرائيل أن تظل في حالة تأهب على الأرض في الجولان، وأساساً استخبارياً وجوياً لكل تطور غير مرتقب في سوريا. الأمور تتشكل ولم تصدر بعد الكلمة الأخيرة.

 يديعوت أحرونوت 8/12/2024

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية