إسرائيل ستسمح بدخول الأمريكيين من أصل فلسطيني سعيا للإعفاء من التأشيرات الأمريكية

حجم الخط
0

واشنطن- تل أبيب:  قالت إسرائيل إنها ستبدأ، الخميس، السماح بدخول جميع المواطنين الأمريكيين، بمن فيهم الأمريكيون من أصل فلسطيني الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، في تغيير للسياسة تأمل أن يؤدي للسماح بدخول الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة دون تأشيرات.

وتمنع واشنطن محاولة إسرائيل منذ وقت طويل الانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرات الأمريكية بسبب طريقة المعاملة المختلفة لبعض المواطنين الأمريكيين، وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة ستراقب تنفيذ التغييرات على مدى ستة أسابيع.

ونقل بيان إسرائيلي في وقت متأخر من مساء اليوم الأربعاء عن مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي قوله إن السفير الإسرائيلي مايكل هرتسوج والسفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نيديس وقعا ما وصفه البيان بأنه “اتفاق المعاملة بالمثل”.

وجاء في البيان أن “التنفيذ الكامل للبرنامج سينطبق على أي مواطن أمريكي، بمن فيهم أصحاب الجنسية المزدوجة، والمقيمين الأمريكيين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) والمقيمين الأمريكيين في قطاع غزة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن واشنطن تتوقع أن تؤدي التغييرات “لضمان معاملة متساوية لجميع المسافرين من المواطنين الأمريكيين بغض النظر عن الأصل الوطني أو الدين أو العرق”.

وأضاف ميلر أن الحكومة الأمريكية ستتخذ قرارا بشأن ما إذا كان ينبغي قبول إسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرات بحلول 30 سبتمبر/ ايلول.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب السياسات التي تتبعها حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة مع الفلسطينيين وكذلك خطة التعديلات القضائية التي يعتبرها المنتقدون مناهضة للديمقراطية.

وقال مصدر مطلع إن مسألة برنامج الإعفاء من التأشيرة أُثيرت عندما استضاف الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج في البيت الأبيض أمس الثلاثاء.

وكانت رويترز أول من ذكر نبأ الالتزام المزمع في وقت مبكر اليوم الأربعاء.

 سهولة السفر

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الشهر الماضي إن التجربة، التي وصفها بأنها برنامج “تجريبي”، ستبدأ في منتصف يولي/ تموز. كما وصفتها مصادر تحدثت مع رويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتها نظرا لحساسية المسألة، بأنها تجربة.

وفي إطار التجربة سيتمكن الأمريكيون من أصل فلسطيني المقيمون في الضفة الغربية من السفر من وإلى مطار بن غوريون. وحتى الآن يضطر هؤلاء عموما للسفر جوا إلى الأردن ثم العبور إلى الضفة الغربية عن طريق البر، وعادة ما يواجهون قيودا إذا أرادوا دخول إسرائيل.

وقالت المصادر إنهم سيتمكنون أيضا من بدء استخدام نماذج إسرائيلية جديدة عبر الإنترنت لتقديم طلبات دخول إسرائيل من معابر في الضفة الغربية كسائحين أمريكيين.

وقال مسؤول في إدارة بايدن في إفادة للصحافيين إن الأمريكيين من أصل فلسطيني المقيمين في الضفة الغربية أو قطاع غزة العابرين إلى إسرائيل سيحصلون على تصاريح تسمح لهم بالدخول لمدة تصل إلى 90 يوما.

وأضاف المسؤول، متحدثا عن إسرائيل “نريد أن نتأكد من امتثالهم لمعاييرنا وعملياتنا”. وقال إن الإسرائيليين لن يحصلوا على إعفاء من تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة خلال فترة المراقبة التي تستمر ستة أسابيع.

وتابع قائلا “لم نصل إلى ذلك بعد”.

ورفض المسؤول الإفصاح عن تفاصيل بشأن كيفية مراقبة واشنطن للتنفيذ، لكن مصادر قالت إن وفدا من وزارتي الخارجية والأمن الداخلي الأمريكيتين سيتولى مراقبة العمليات خلال التجربة، مع القيام بزيارات إلى مطار بن جوريون والمعابر بين الضفة الغربية وإسرائيل.

وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان رحبت فيه بالخطوات التي أعلنتها إسرائيل “للدخول في برنامج الإعفاء من التأشيرات، يتعين تلبية جميع متطلبات البرنامج الإلزامية”.

وقالت المصادر إن المسؤولين الأمريكيين الذين يقيّمون التجربة سيركزون أيضا على ما إذا كان الأمريكيون من أصل فلسطيني أو غيرهم من الأمريكيين من أصل عربي يتعرضون لتدقيق انتقائي من قِبل أفراد الأمن الإسرائيليين.

وقال أحد المصادر إنه في حين أن إسرائيل ستمنع أي شخص يُعتبر تهديدا أمنيا، فإنها لا تخطط لأن تكون هذه سياسة لتقييد دخول أي أمريكيين مؤيدين لدعوات مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.

وتقدر مؤسسة المعهد العربي الأمريكي عدد الأمريكيين من أصل فلسطيني بما يتراوح بين 122500 و220 ألفا. وقدر مسؤول أمريكي أن من بين هؤلاء 45 ألفا إلى 60 ألفا يقيمون في الضفة الغربية.

وقدم مسؤول إسرائيلي تقديرات أقل، قائلا إن هناك ما بين 70 ألفا و90 ألف أمريكي من أصل فلسطيني في أنحاء العالم، وأن 15 ألفا إلى 20 ألفا منهم يقيمون في الضفة الغربية.

(رويترز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية