الضفة – «القدس العربي»: نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات لمدن وبلدات متفرقة في الضفة الغربية تخللتها حملة اعتقالات، فيما أصيب مواطنون ومتضامنون أجانب في مواجهات في نابلس والأغوار.
فقد اعتقلت قوات الاحتلال مجموعة من الشبان الفلسطينيين من مناطق متفرقة في الضفة الغربية، بعد مداهمات واقتحامات لعدة بلدات وقرى.
ففي بلدة طمون جنوب طوباس، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب يوسف عبد الله بني عودة بعد مداهمة منزل عائلته.
وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من محورها الغربي وحاصرت منزلاً بالقرب من مستشفى الإسراء (الزكاة)، حيث اعتقلت الشاب مروان عبد الرحمن راشد عوض، شقيق من تزعم أنه «مطارد» ومطلوب لديها، بهدف الضغط عليه لتسليم نفسه.كما داهمت عمارة الفاتح في ضاحية عزبة الجراد شرق طولكرم، وأجرت عملية تفتيش دون تسجيل حالات اعتقال.
وفي بلدة فرعون جنوب طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب منذر حطاب بعد مداهمة منزله.
وفي محافظة جنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات السيلة الحارثية وعرابة، بالإضافة إلى قرى رمانة وزبوبا وتعنك والطيبة وعانين.
ووفقاً لمصادر أمنية، شنت قوات الاحتلال حملة تفتيش وتمشيط واسعة في تلك المناطق، حيث سيّرت آلياتها العسكرية ونصبت حواجز متنقلة، دون أن تسجل حالات اعتقال.
وتزامنت عمليات الاقتحام مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية على ارتفاع منخفض في سماء المنطقة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة ترقوميا قضاء الخليل.
وفي نابلس، أصيب متضامن أجنبي بالرصاص، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية في بلدة بيتا جنوب نابلس.
وأفادت مصادر في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة متضامن أجنبي يبلغ من العمر (40 عاما)، بالرصاص الحي في الفخذ، في بلدة بيتا، وتم نقله إلى المستشفى.
قمع مسيرة
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت بلدة بيتا، وقمعت المسيرة الأسبوعية التي تنظم في محيط جبل صبيح لمناهضة الاستيطان، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، وإصابة المتضامن الأجنبي بالرصاص الحي.
وهاجم مستوطنون الرعاة في منطقة الجوبة في الأغوار الشمالية، واعتدوا على مواطن ومتضامن أجنبي.
وأفاد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، في حديث صحافي، بأن «مجموعة من المستعمرين هاجموا الرعاة في منطقة الجوبة في الأغوار الشمالية، واعتدوا بالضرب على المواطن أحمد حسين زهدي أبو محسن، وقاموا باختطافه، قبل أن يتم العثور عليه في منطقة أخرى قرب مستعمرة «ميخولا» وعليه آثار الضرب المبرح».
إصابة متضامن أجنبي
وأضاف أن متضامنا أجنبيا تعرض أيضا للاعتداء من قبل المجموعة نفسها من المستوطنين.
يذكر أن المواطنين في مختلف مناطق الأغوار الشمالية يتعرضون لاعتداءات وملاحقات يومية من المستوطنين الذين يهاجمونهم ويمنعون الرعاة من الوصول إلى المراعي.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع قرب مسجد عمر بن الخطاب، عقب صلاة الجمعة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
يذكر ان قرية كفر قدوم تنظم أسبوعيا عقب صلاة الجمعة، مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان ومطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 20 عاما بهدف توسعة مستعمرة «كدوميم» المقامة عنوة على أراضي القرية.
وفي ملف هجمات المستوطنين، أصيب مواطن، إثر اعتداء مستوطنين عليه بالقرب من حاجز عورتا جنوب نابلس.
وأفاد المواطن عبد الوهاب خضر اشتيه من قرية سالم بأن مستوطنين اعترضوا مركبته وسط الطريق، قرب حاجز عورتا، وحطموا زجاجها الأمامي والجانبي، وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب بالعصي والحجارة، ما أدى إلى إصابته بتمزق في شبكية العين، ورضوض بالكتف، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي سلفيت، جرفت جرافات الاحتلال مساحات واسعة من أراضي مواطني اسكاكا شرق سلفيت، واقتلعت أشجار زيتون.
وقال رئيس مجلس قروي اسكاكا اسامة ظاهر: «إن جرافتين جرفتا ومنذ ساعات صباح هذا اليوم، أراضي المواطنين في منطقة «قنية» واقتلاع أشجار الزيتون المعمرة، وذلك لشق طرق لمستوطنة «نيفي نحميا» المقامة على أراضي المواطنين»، مشيرا إلى أن المنطقة التي يقوم الاحتلال بتجريفها تبعد عن أراضي المواطنين مسافة 100م.
وقال ظاهر إن الاحتلال يواصل أعمال تجريفه اأراضي المواطنين لتوسعة مستوطناته.
وفي ملف الأسرى الأكثر سخونة فلسطينيا ودوليا، وقّع وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، أمس الجمعة، على تمديد قرار منع الزيارات للأسرى الفلسطينيين شهرًا إضافيًا.
وسبق وأن أصدر بن غفير تعليماته بتشديد القيود على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، متخذًا عدة إجراءات تضمنت حرمانهم من الطعام ومنع تزويدهم باحتياجاتهم، بالإضافة إلى نقلهم بشكل متكرر بين السجون، في إطار سياسة قمع وتعذيب ممنهجة.
ويمارس الاحتلال سياسة هيكلية وممنهجة قوامها التنكيل والتعذيب المستمران للأسرى الفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة، بما يشمل العنف التعسفي والاعتداء الجنسي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم.
تمديد منع الزيارة
وكانت وثيقة رسمية وقعها رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشاباك، في أواخر حزيران / يونيو، قد أظهرت أن الظروف التي يُحتجز فيها الفلسطينيون قد تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة ضد التعذيب.
ودعت الوثيقة إلى زيادة وصول الصليب الأحمر إلى السجون، ووصفت سلوك إسرائيل في السجون بأنه «يقترب من الإساءة».
وحذرت من أن ظروف الاحتجاز قد تخرق القوانين الدولية، بينما أكد مسؤولون إسرائيليون أن جهاز الامن «الشاباك» نفسه قد اتُهم بتعذيب فلسطينيين في السابق.
وذكرت الصحيفة أن 44 أسيرًا فلسطينيًا قد استشهدوا في الحجز العسكري الإسرائيلي من تاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى 2 تموز/يوليو 2024، وفقًا لرد مكتوب من جيش الاحتلال الإسرائيلي على مجموعة «أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل» .
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت إحصاءات مستقلة قامت بها صحيفة «وول ستريت جورنال» أن هناك على الأقل 16 شهيدًا في السجون الإسرائيلية، التي تدار بشكل منفصل عن المنشآت العسكرية.
غير أن الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة، حزيران/يونيو الماضي، تشير إلى أنّ أكثر 54 أسيرًا قد استشهدوا في سجون الاحتلال منذ بدء الحرب، 36 منهم من قطاع غزة.
ومنذ بدء الحرب اعتقل الاحتلال أكثر من 9,900 أسير، وهذا المعطى لا يشمل كافة المعتقلين من غزة، وتحديدًا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.