الناصرة – “القدس العربي”: أعلن رؤساء الكنائس في القدس المحتلة اليوم عن إعادة فتح كنيسة المهد في مدينة بيت لحم وبالتزامن يستعد مجلس الأوقاف لفتح أبواب المسجد الأقصى، فيما بدأ الفلسطينيون في سائر الضفة الغربية والداخل العودة إلى المساجد.
وجاء في بيان “رؤساء الجماعات الثلاث” في القدس أنه “بعد تطور الوضع في الأرض المقدسة نود نحن الأوصياء على كنيسة المهد، إعلامكم بأنه اعتبارًا من يوم 26 أيار، سيكون هذا المكان المقدس متاحًا للمؤمنين مرة أخرى للزيارات والصلاة”. ونوه البيان المشترك أنه لأسباب تتعلق بالسلامة ولتجنب خطر انتشار جديد لوباء الكورونا، سيقتصر العدد في البداية على 50 شخصًا وستكون الكنيسة متاحة فقط لأولئك الذين ليس لديهم حمى أو أعراض العدوى ويرتدون أغطية الوجه المناسبة. كما “سيكون من الضروري أيضًا الحفاظ على مسافة لا تقل عن مترين بين شخص وآخر وتجنب أي عمل من أعمال التعبد التي قد تشمل الاتصال الجسدي مثل لمس وتقبيل الأحجار والأيقونات والأثواب والعاملين في الكنيسة، وكذلك سيتم الالتزام دائمًا بالتعليمات المحددة”. وخلص البيان للقول: “من هذا المكان المقدس، نواصل صلواتنا راجين انتهاء هذا الوباء” وقد وقعه ثيوفيلوس الثالث – بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس، الأب فرانشيسكو باتون – حارس الأراضي المقدسة ورئيس الأساقفة نورهان مانوغيان – بطريرك الأرمن في القدس.
وفي سياق متصل سبق وقال مدير المسجد الأقصى الكسواني إنه يبشر أهل بيت المقدس وفلسطين بأنه سيتم فتح أبواب المسجد الأقصى بعد الأسبوع الأول من عيد الفطر، لاستقبال المصلين الوافدين إليه. وأضاف: “بناء على ما ورد من دار الإفتاء فإن يوم السبت يكون المتمم لشهر رمضان المبارك، ويوم الأحد الأول من شوال هو أول أيام عيد الفطر”. وقد أدى مئات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة صلاة الفجر في المساجد بعد إعادة فتحها أمام المصلين بعد إغلاق دام لأكثر من 70 يوما بسبب فيروس كورونا. وكان رئيس الوزراء محمد اشتية أعلن أمس عن إعادة الحياة إلى طبيعتها وفتح دور العبادة والمقاهي والمتاجر وعودة الاقتصاد مع مراعاة الإجراءات الوقائية. وسجلت فلسطين أكثر من 550 إصابة بفيروس كورونا منذ مارس المنصرم وأعلنت الحكومة الطوارئ على مدار ثلاثة أشهر متتالية. وفي أراضي 48 فتحت المساجد شريطة ألا يتواجد أكثر من 50 شخصا في القاعة الواحدة وابتعاد المصلين مسافة مترين الواحد عن الآخر وفق تعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية.
الخوف من موجة ثانية
وبسياق متصل أعلنت وزارة الصحة في حكومة الاحتلال أنها بلورت خطة لمواجهة موجة جديدة من عدوى الكورونا، منوهة أنها تستعد لها لكنها لا تعرف متى وكيف ستأتي. ويقدر خبراء إسرائيليون أن الموجة الثانية من المرضى الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الحمى والسعال والتهابات الجهاز التنفسي ستكون لدى 200 ألف مريض أسبوعيًا خلال فترة الذروة. وفقًا لسيناريو آخر تتوقعه وزارة الصحة الإسرائيلية من المتوقع أن يكون حوالي 4000 مريض بالكورونا في ذروة الموجة الجديدة كل أسبوع. وفي سيناريو أوسع، يتم الإبلاغ عن حوالي 5000 مريض في الأسبوع وتحدثت الخطة الصحية الإسرائيلية أمس عن سيناريو مشابه لما حدث في إيطاليا وإسبانيا، وهو عدد 25000 مريض في أسبوع واحد.
وقال الرئيس التنفيذي للخدمات الصحية ران سار للقناة 13 إنه “سيكون مركز الوباء التالي في المجتمع وليس في المستشفيات”، مضيفًا أن “200 ألف شخص يعانون من أعراض كورونا وأن التوجه إلى المستشفى سيتطلب إجراء عشرات الآلاف من اختبارات الكورونا في اليوم لأن الجميع سوف يخافون الفيروس”. وقالت القناة الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين في وزارة الصحة إنه في ضوء المشاكل التي تطرحها الخطة، فإنه يجب على المجتمع التركيز على نافذة الفرص التي أوجدها تراجع معدلات الإصابة واستغلالها، لتعزيز البنية التحتية في المجتمع للاستعداد للموجة التالية من الفيروس، ومن بين أمور أخرى يقدم البرنامج الصحي الخطوات التالية: يجب إشراك صناديق المرضى في صنع القرار بشأن الموجة الثانية والأكثر تعقيدًا، تعزيز التكامل بين الوزارات الحكومية والسلطات المحلية، توسيع الدعم لأسر المرضى والرعاية الطبية في المنزل. وتنوه أن هذه الخطوة ستسمح للمريض بالحصول على الرعاية في بيئة حياته الطبيعية مع تجنب أي مضاعفات يمكن أن تحدث في المستشفيات. كذلك التوسع في استخدام تقنيات العلاج عن بعد وتعزيز الطواقم الطبية وإجراء الاختبارات المسحية والتشخيصية للكشف المبكر.