«إعلان الرباط» للجنة افريقيا للأممية الاشتراكية يدين الجرائم الإسرائيلية في غزة ويدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطين

الطاهر الطويل
حجم الخط
2

الرباط ـ «القدس العربي»: اختتم اجتماع “لجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية” الذي احتضنته العاصمة المغربية الرباط على مدى يومين، ببيان أدان فيه المشاركون بشدة الجرائم الإسرائيلية في غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، والعمل على الاعتراف بدولة فلسطين.
وشدد البيان الذي حمل اسم “إعلان الرباط” على القيم الديمقراطية واحترام سيادة الدول، وأوصى بإنشاء فريق عمل متخصص للسلام والأمن، يهدف إلى دراسة التحديات الأمنية الحالية واقتراح حلول ملموسة لتعزيز الاستقرار، إلى جانب إطلاق “ميثاق إفريقي للمستقبل” مستوحى من ميثاق نيويورك، ليكون دليلًا لتحقيق تنمية مستدامة وعادلة في القارة. وفي البيان الذي اطلعت عليه “القدس العربي”، شدد المجتمعون على أهمية تعزيز الديمقراطية والتكامل الإقليمي كوسيلة لتجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعيشها بعض الدول الإفريقية، مع احترام سيادة الدول الوطنية. كما أكدوا على ضرورة التزام الدول الكبرى بمسؤولياتها التاريخية تجاه إفريقيا، من خلال تقديم الدعم المالي والتقني لمواجهة تحديات التغير المناخي، خاصة في ظل تفاقم تأثيراته على المجتمعات الأكثر هشاشة.
الاجتماع الذي استضافه حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، شهد مشاركة واسعة من ممثلي الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الذين تبادلوا الرؤى حول قضايا تتعلق بتراجع الديمقراطية والانتهاكات المتزايدة للحريات الأساسية، فضلًا عن تصاعد النزاعات المسلحة. وكان النقاش حول النزاع السوداني وجمهورية الكونغو الديمقراطية من أبرز القضايا التي أثارت اهتمام الحاضرين، مع دعوات حثيثة لتبني حلول سلمية ودبلوماسية.
وخلال كلمته في الاجتماع، أشار إدريس لشكر، الكاتب الأول (الأمين العام) لحزب الاتحاد الاشتراكي، إلى أن الاشتراكية الديمقراطية ليست مجرد رؤية تاريخية، بل ضرورة لحل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في العالم الحديث. وأضاف أن تجربة إفريقيا في مواجهة التحديات السياسية والمناخية تؤكد الحاجة إلى تبني سياسات جريئة وعادلة.
الاجتماع، الذي تميز بتنوع المشاركين وانفتاح النقاشات، عكس رغبة القوى الاشتراكية الديمقراطية في إيجاد حلول لعدد من التحديات المعاصرة. وأجمعت الكلمات الختامية على أن “إعلان الرباط” يمثل لحظة محورية في الجهود الرامية إلى تعزيز العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتعاون الإفريقي والدولي.
وأكد “إعلان الرباط” أهمية دور المرأة في بناء السلام، داعيًا إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وضمان مشاركة النساء في عمليات صنع القرار. وجاء ذلك تتويجا لاجتماع “الأممية الاشتراكية للنساء” في مقر حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” في الرباط، حيث لفتت حنان رحاب، رئيسة منظمة “النساء الاتحاديات” الانتباه إلى أن التحديات العالمية، مثل التفاوتات الاقتصادية وتغير المناخ، تتطلب تعزيز دور النساء في اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وبعدما نددت بالانتهاكات ضد النساء في مناطق النزاعات، شددت القيادية النسائية على أن “السياسات النيوليبرالية فشلت في مواجهة مشكلات الفقر والحروب”، داعية إلى تقديم بدائل تقدمية تعزز العدالة والمساواة. كما دعت إلى تقليص الفجوة الرقمية بين الشمال والجنوب والاستفادة من التكنولوجيا لخدمة الإنسان، وليس لتعميق التفاوتات. وذكّرت رئيسة منظمة “النساء الاتحاديات” بالتزامها بقضايا العدالة العالمية، وخاصة دعم الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة، مشيدة بتطلع الشعب السوري إلى انتقال ديمقراطي عادل. كما أكدت على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، محذرة في الوقت نفسه من دعم الحركات الانفصالية التي تؤدي إلى تفاقم النزاعات والتطرف.
ووصفت شانتال كامبيوا، المنسقة العامة للأممية الاشتراكية، “إعلان الرباط” بأنه لحظة فارقة لتحسين وضع النساء محليًا ودوليًا، وأكدت أهمية توحيد الجهود لتحقيق أهداف مشتركة تتجاوز المصالح الفردية. كما أوضحت أن التحديات الكبرى، مثل الحروب والتفاوتات الاقتصادية، تتطلب شجاعة وإرادة سياسية من الأحزاب اليسارية والاجتماعية.
وفي رسالة موجهة إلى المشاركات والمشاركين في الاجتماع، أعربت جانيت كاميلو، رئيسة الأممية الاشتراكية للنساء، عن إعجابها بالجهود المغربية لتحسين أوضاع النساء، معتبرة ما يجري في المغرب “حجر أساس لبناء مستقبل أفضل للنساء عالميًا”. وأكدت أن الأممية الاشتراكية ستواصل دعم المبادرات التي تعزز مكانة المرأة وتحقق حقوقها، داعية إلى الاستمرار في البناء على الإنجازات التي تحققت، مؤكدة أن النساء لهن دور محوري في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
على صعيد آخر، استقبل إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، أحمد مجدلاني، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مقر الحزب بالرباط، بحضور جمال الشوبكي سفير فلسطين في المغرب، حيث جرى تبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الحزبين وتطوير آفاق التعاون في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية.
وأكد الطرفان، خلال الاجتماع نفسه، أهمية توطيد أواصر الصداقة بين القوى التقدمية في البلدين، مع التركيز على تبادل الخبرات الحزبية والتنسيق المشترك لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وتناول اللقاء الحديث عن التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي، حيث شدد لشكر على التزام حزبه الثابت بدعم حقوق الفلسطينيين العادلة، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وعبّر أحمد مجدلاني عن تقديره للموقف المغربي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مثمنًا دور حزب الاتحاد الاشتراكي في تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم نضاله من أجل الحرية والاستقلال. وفي ختام اللقاء، أشار لشكر إلى أهمية تفعيل العمل المشترك بين الأحزاب التقدمية على الصعيدين العربي والدولي لتعزيز القضايا العادلة، معربًا عن تطلعه إلى مواصلة التعاون المثمر بين الحزبين لما فيه مصلحة الشعبين المغربي والفلسطيني.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ملاحظ...:

    مجتمع المغرب والحمد لله مجتمع متحرك وحي. الكل له حق إبداء الراي ما دام لا يهاجم شخصا لشخصه ولو كان ذلك الراي مخالفا لتوجه صانع القرار في المغرب.
    لا نتهم أحدا بالتآمر ولا نعلق بمشاكلنا على الآخر.
    فلسطين في قلوب المغاربة على اختلاف توجهاتهم ولا نحتاج لدليل للبرهنة على الامر لأن تفسير الواضحات من المفضحات.

    1. يقول كريم المغربي:

      تعليقك في محله ، وهو ما نتقاسمه جميعا ، شكرا

اشترك في قائمتنا البريدية