إغلاق حدود العراق أمام العرب
إغلاق حدود العراق أمام العرب اعلنت الحكومة الاردنية امس وقف حركة العبور امام جميع المسافرين العرب الي العراق، بما في ذلك المواطنون الاردنيون، وعللت قرارها هذا بانه جاء بناء علي طلب من نظيرتها العراقية.واغلاق الحدود العراقية في وجه المواطنين العرب من المنافذ الجوية والبرية الاردنية يعني ان هناك معبرا وحيدا بات مفتوحا امامهم وهو المعبر السوري. ولن يكون مستغربا اذا ما طلبت الحكومة العراقية من السلطات السورية اتخاذ خطوة مماثلة للخطوة الاردنية.واللافت ان قرار الحكومة العراقية باغلاق حدود العراق في وجه المواطنين العرب لا ينطبق علي المواطنين الاجانب، بما في ذلك الحجاج والزوار الايرانيون. اي ان العراق بات مفتوحا امام جميع الجنسيات باستثناء المواطنين العرب.وربما تتذرع الحكومة العراقية بالدواعي الامنية كأن تقول بان المواطنين العرب الذاهبين الي العراق هم في غالبيتهم من المتطوعين الراغبين في الانضمام الي صفوف المقاومة، او الارهاب مثلما تصفهم، وخاصة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه ابو مصعب الزرقاوي.ومثل هذه الذرائع غير مقبولة، وان كانت تنطوي علي بعض الوجاهة، لان الغالبية الساحقة من العرب الذين يزورون العراق لا يزورونه بهدف الانضمام الي المقاومة، وانما لاسباب عديدة منها البحث عن فرص عمل او تجارة.فالمقاومة في العراق هي عراقية في الاساس والذين يتصدون لقوات الاحتلال الامريكية هم من الوطنيين العراقيين الذين ما زالوا يتمسكون بالثوابت الاسلامية والعربية، التي تتمسك بسيادة العراق ووحدة ترابه الوطني واستقلاله التام وطرد القوات الاجنبية التي غزته واحتلته.الامريكيون انفسهم اعترفوا بان المقاتلين الاجانب (اي العرب) يشكلون اقل من خمسة في المئة من مجموع المقاومة. وان الغالبية هم من اعضاء الجيش العراقي والحرس الجمهوري وفدائيي صدام وجماعات اسلامية سنية اصولية.واذا اراد الدكتور ابراهيم الجعفري تطبيق نظريته في اغلاق الحدود علي امل منع المتطوعين من الانضمام الي المقاومة، فان عليه في هذه الحالة ابعاد جميع اهل السنة من العراق، واغلاق الحدود في وجه عودتهم.حكومة السيد الجعفري ليست فقط طائفية في منطلقاتها وسياساتها، وانما عنصرية معادية لكل ما هو عربي. فالعراق بات ارضا مشاعا لكل الجنسيات الاجنبية، علاوة علي اكثر من مئة وخمسين الف جندي امريكي، وسبعة الاف جندي بريطاني. اما العرب فقد بات محرما عليهم زيارة هذا البلد العربي الذي احتضن اهم امبراطورية عربية في التاريخ.وتجلت هذه التوجهات العنصرية المعادية للعرب في الدستور العراقي الذي جاءت نصوصه حول عروبة العراق هزيلة وخجولة، وكأن الانتماء للعروبة عار.اجراءات الدكتور الجعفري لن تطمس هوية العراق العربية، كما انها لن تمنع العرب من الانضمام للمقاومة العراقية، لان تحرير العراق هو مسؤولية اسلامية وعربية، وليس من الامريكيين وحسب، وانما من كل من تآمر معهم وساهم في تسهيل الاحتلال واضفاء الشرعية علي وجوده.انسحاب القوات الاجنبية من العراق وليس اغلاق الحدود في وجه العرب، هو الطريق الاقصر والاسرع لانهاء حالة الفوضي الدموية وغياب الامن والاستقرار في العراق ولكن الدكتور الجعفري لا يريد مثل هذا الانسحاب لانه يعرف ان حكومته قد لا تعمر يوماً واحداً في حال حدوثه.9