إنبثاق من كومة القش
أحرَقَتْ رحلَتي آخرَ الخَطوات
وأسقَطَتْ عُذرةُ العمرِ أستارَها
واحتمىٰ من خَياليَ القَمَر
عَضَّ سَيري عُثارُ السنين
فأردىٰ الأسىٰ حاضِري
وانتقانيَ الضَجَرْ
هُناك
يلتَوي علىٰ حسرَتي المَدىٰ
وتَعوي الّليالي تُخيفُ الشُروق
فتَذْكرُ النفسُ أشياءَها بانكِسار
وتَسقطُ أحلامي كدَمعِ الشَجَر
يلعقُهُ الغُبار
هُناك
كجائعٍ رأىٰ في كومَةِ القَشّ
قوتَ يَوم
كعائدٍ من خَيبةٍ كبرىٰ
يُبَشّرُ بالنَجاة
كما الأصداف تفرجُ عن لُؤلؤٍ
وجدتُك…
كاللُّقىٰ
فاينَعَ فيكِ الرَجاء
مثلَ نَبتٍ نَما في شُقوقِ الحَجَر
تداعىٰ بكِ يأسي
كخاسِرٍ في صِراع
فاشتهىٰ القلبُ نبضَهُ وانتشىٰ
لأسمعَ فيهِ انتفاضَ الحَياة
واعتذارَ الَقدَر
شاعر عراقي
قصيدة الامل من شاعر متمييز.
القصيدة تتكلم بصريح العبارة عن الرجاء وليس عن الأمل:
«فأينعَ فيكِ الرجاءُ / مثلَ نبتٍ نَمَا في شُقُوقِ الحَجَر»
على الأقل شعريا (وقبل كل شيءٍ، نفسيا، لو يفهم) ثمة فارق حسّاس وخطير جدا بين الاثنين – الرجاء مزيج بين التفاؤل والاحتراس، في حين أن الأمل يقتصر على التفاؤل في الأغلب: هذا الفارق المهم لا يلفت انتباه الشخص العادي بطبيعة الحال، وخاصةً من يفتقر إلى التّذوق والتقييم الشعريين في القرائن !!
تحية للشاعر عادل الحنظل
أحسنت.. أحسنت.. أخت لبنى شعث.. ملاحظات نقدية بارعة حقا..
والشكر موصول أيضا للأخ عادل الحنظل !!
سيدي الشاعر المتألق..هذا هو النوع الشعري
الذي يلامس شغاف الروح بخلق مزيج الامل والرجاء المنتظر بعد يأس من ولادة الأمل. شاعر صانع للمعاني الخلاقة.لا مجرد أفاك ألفاظ.صدقا الشعر عراقي.
كما قالت الأخت الدكتورة لبنى شعث
هناك فرق كبير بين الرجاء والأمل والقصيد لا يقصد المزيج بينهما
أفاك الألفاظ الفعلي هو الذي لا يعرف كيف يستعملها في محلها
بالمناسبة الشغاف يُقال عادة للقلب وليس للروح
يلزمه الكثير لكي يتعلم
يبدو أن المعلق لم يقرأ قول جميل بثينة: لقد شغفت نفسي بثينة بذكركم::::::كما شغف المخموريابثين بالخمر.والنفس والروح في لغة العرب واحدة.وقول ابو العلاء المعري:
واذا زجرت النفس عن شغف بها::::::فكأن زجر غويها إغواؤها.
لا جميل ولا المعري ولا أي شاعر عربي آخر استعمل الاسم “شغاف” مع الروح أو حتى النفس