إنجازات المقاومة الفلسطينية واللبنانية تجدد الأمل بتكرار معجزة عبور خط بارليف

حسام عبد البصير
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: لأننا اعتدنا على مدار عام من زمن الإبادة أن نألف المجازر وصور الجثث الملقاة في العراء، فيما نكتفي ونحن نلتهم طعامنا بالدعاء بقلوب باتت غافلة وألسنة لا تستدعي ضحايا القطاع، إلا من قبيل الحمد لأننا في مأمن مما أصابهم. لأجل ذلك عار على العالم بعد عام لم يقدم فيه سوى الخذلان لغزة وأهلها، أن نزعم بأننا نشاطرهم الألم، ونحتسب الأجر، إذ الشواهد تؤكد أن من يحيا من مسلمين وعربا لم يقدموا للملايين التي تباد في غزة والضفة ولاحقا في بيروت، سوى النكران وتسويق العجز أمام الضحايا والقتلة على حد سواء.
ورحبت مصر، بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، على خلفية الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي. وأكدت وزارة الخارجية، أن الدعوة التي أطلقها الرئيس الفرنسي تتماشى تماما مع احترام مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني، وتعكس الاستياء العارم والمتزايد على المستوى الدولي من العدوان الغاشم الإسرائيلي على غزة ولبنان، وتطالب المجتمع الدولي بوضع الدعوة محل التنفيذ، وتكرر مطالبتها بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في كل من قطاع غزة ولبنان. وأشادت وزارة الخارجية بموقف فرنسا الداعم للحقوق الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين وللقرارات الدولية ذات الصلة. وأدان الدكتور نظير عيّاد – مفتي الجمهورية، المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي وأحدثها مذبحة طولكرم، واعتبرها استكمال لحرب الإبادة الجماعية الممنهجة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي. واستنكر فضيلة المفتي ما يقوم به الكيان الإسرائيلي المحتل من تكثيف الهجمات والاعتداءات الوحشية الغاشمة، وتشديد العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، وما يسفر عنه من سقوط آلاف الأبرياء من المواطنين الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح، واصفا هذه الاعتداءات الوحشية بأنها «جرائم حرب مكتملة الأركان» كما ندد بصمت المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات الغاشمة والمتجردة من المشاعر الإنسانية وصمة عار على جبين الإنسانية..
افتتح الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف والأستاذ الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية والدكتور محمد صبري بن هارون مفتي ولاية ترانجانو، البرنامج التدريبي لمجموعة من علماء دور الإفتاء الماليزية في دار الإفتاء المصرية. وأعرب وزير الأوقاف عن سعادته بالدعوة لاستقبال ضيوف مصر الكرام من دولة ماليزيا، مؤكدا عمق الرابطة التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى أهمية التواصل والتشاور بين علماء البلدين في القضايا المهمة بما يعود بالنفع الغزير على أرض الكنانة مصر، وعلى ماليزيا، وعلى أوطاننا كلها في مشارق الأرض ومغاربها.

الأسطورة المصرية

في مثل هذا اليوم قبل 51 عاما بدأت قوات الجيش المصري تدك مواقع العدو، وتُحطم خط بارليف الشديد التحصين، الذي كان قد وُصف قبلها بأنه «أسطوري». ولم تمض أسابيع حتى كان المصريون، وغيرهم من العرب، كما أخبرنا الدكتور وحيد عبد المجيد في «الأهرام» يقرأون أو يسمعون عن كتابٍ عنوانه «وتحطمت الأسطورة عند الظهر» الإنجاز العسكري الكبير الذي حققته القوات المصرية. لم يكن كتاب الراحل العزيز أحمد بهاء الدين ردا على كتاب صهيوني كان عنوانه «وتحطمت الطائرات عند الفجر» فقط، بل عبّر في تلك اللحظة عن واقعٍ دل على أن النفخ في قدرات الكيان الإسرائيلي وتخيل أنه لا يُهزم أبدا ليس إلا إحدى أكاذيب الصهاينة وحلفائهم في الغرب. وإحدى آيات ذلك أن أيا من الأكاديميات العسكرية في العالم لم يهتم بدراسة حرب 1967، بخلاف حرب 1973 التي دُرست لسنوات طويلة في كثير من تلك الأكاديميات، ما خلق شعورا بالفخر لدى كثيرٍ من العرب. لم يكن ما حدث في 1967 نتيجة قوة المُعتدين، بل بسبب أخطاء عولجت في الفترة بين الحربين. كانت أخطاء سياسية في الأساس بسبب قرارات في غير محلها، مثل خوض حرب في اليمن، فيما العدو في فلسطين، والاستهانة بقاعدة تبدو بديهية في الصراعات «اعرف عدوك» وغيرهما كثير. وتوالت الأخطاء بعد ذلك بدءا من انقشاع تضامن العرب الذي تجلى قبيل حرب 1973 وخلالها، وتصاعد الصراعات بين حكوماتهم مجددا، ثم الانكفاء وترك غيرهم يتحركون في المنطقة، ودخولهم في حالة تشبه الغيبوبة، وتخليهم عن فريضة تنمية قدراتهم العلمية والتكنولوجية وغيرها. وأتاح هذا كله للكيان الإسرائيلي أملا في إعادة بناء أسطورة القوة القاهرة المزعومة. وحانت لهم الفرصة عندما ارتُكب آخرُ خطأ حتى الآن عندما استمر حزب الله في معركة الإسناد بعد ما اتضح أنها لا تسند، مما أتاح للصهاينة فرصة ليحاولوا في لبنان تعويض فشلهم في غزة وعجزهم عن تحقيق أهدافهم المعلنة بشأنها، والسعي لإعادة إنتاج الأسطورة الخرافية. ومع ذلك ربما تُعيد المعركة البرية في لبنان الصهاينة إلى حجمهم الحقيقي وتُفرقع بالونهم الذي ينفخ البعض، وبينهم عرب فيه.

بئس النصيحة

ينصح ترامب إسرائيل باستهداف المنشآت النووية الإيرانية قبل أي شيء وكأن إسرائيل على حد رأي جلال عارف في «الأخبار» ليست لديها منشآت نووية، ولم تجرب وصول صواريخ إيران إلى قلب تل أبيب، أو كأنه يريد احتراق الشرق الأوسط كله، لكي يضع إدارة بايدن في موقف بائس يمهد له الطريق للوصول مرة ثانية للبيت الأبيض، وتعميم حكمته النووية على العالم كله بعيدا عن حكمة ترامب.. تدرك إدارة بايدن خطورة الموقف، ولا تستبعد فقط المنشآت النووية، بل أيضا المنشآت البترولية الإيرانية من أي رد محتمل من إسرائيل. تفاديا لأزمة بترولية تضرب اقتصادها، وتهدد اقتصاديات العالم، لأن الرد الإيراني مجددا سيعطل حتما إمدادات البترول والغاز من الخليج. الرئيس بايدن يقول إن ما تقدمه أمريكا لإسرائيل بهذا الصدد هو مجرد «نصائح» وليست «أوامر» لكن الواقع يقول إن أمريكا تقدم لإسرائيل كل شيء، وأن إسرائيل لا تجرؤ على دخول حرب شاملة دون موافقة أو توافق مع الراعي الأمريكي الأكبر، ويبدو أن الرئيس الأمريكي بايدن، جاد في عدم التورط في حرب مباشرة تشعلها إسرائيل في هذا التوقيت. وقد رد على سؤال بهذا الصدد مؤكدا أنه قدم لإسرائيل ما لم يقدمه رئيس أمريكي آخر، ومعللا عدم اتصاله بنتنياهو بعد القصف الإيراني، وحتى الآن بأنه سيتصل به عندما تنتهي المشاورات حول طبيعة الرد على إيران، الذي ترى أمريكا أنه يجب أن يكون متناسبا مع القصف الإيراني الذي قالت هي وإسرائيل أنه لم يحقق شيئا. وبغض النظر عن الخسائر الحقيقية، لا أمريكا ولا إيران تريد تصعيدا يؤدي لصدام مباشر بينهما، ولكل منهما أسبابه. بينما إسرائيل ترى في تصعيد الحرب سبيلها الوحيد لتحقيق أهدافها، لكنها تعرف جيدا أن ما تريده مشروط بموافقة أمريكا على حرب لن تضر بمصالحها فقط، وإنما أيضا بمصالح الحلفاء في الخليج وأوروبا، بل إنها نصحت إسرائيل مبكرا وعلنا وبكل الوسائل – بأنها ستدفع غاليا ثمن أي حرب شاملة يسعى لها نتنياهو بكل قوة، ويعطيها ترامب – بحكمته الراجحة- البعد النووي، ليطرح السؤال مرة أخرى: هل يمكن لهذا الجنون أن ينتصر؟

الباليستي الهمام

من السيف والمنجنيق وصولا لبارود المسدس والبندقية حتى الدبابات سمة الحرب العالمية الأولى، والطائرات بطلة المشهد في الثانية، أسلحة عرفناها من قبل واختلفت عن أسلحة اليوم التي يصفها مصطفى كفافي في «الوطن» بأنها الأقل في الخسائر والأدق في التصويب، سواء في هجمات البيجر، أو المسيرات الانقضاضية. حروب الأمس التي اعتمدت على التوسع البري عبر الحدود، تختلف قطعا عن حروب اليوم التي يتحصن فيها العدو على بعد آلاف الأميال، ومعها ظهرت الحاجة للصواريخ البالستية، اللاعب الأبرز في ساحات المعارك المتباعدة جغرافيا. ليلة سقوط الـ 200 صاروخ البالسيتي على إسرائيل أظهرت لنا سلاحا يأتي من الفضاء.. نعم فهو يتم دفعه بأقصى طاقة لخارج غلاف الأرض حتى يتخذ شكل القوس ومنه ينقض من خارج الغلاف الجوي متسلحا بسرعات تصل إلى نحو 20 ماخ، أي قرابة 25 ألف كيلومتر في الساعة». الخبراء العسكريون ليلتها قالوا إن المسيرات قد تصل من إيران لإسرائيل في فترة من 7 إلى 9 ساعات، بينما يستغرق الباليستي على أقصى تقدير 12 دقيقة، لذا يطلقون عليها سلاح الفقراء، إذ تستطيع إيران وكوريا الشمالية وحتى الهند وباكستان، تعويض تأخرها التكنولوجي أمام الغرب عبر تصنيعها، لكن تظل مشكلتها الأهم سهولة تتبعها من أنظمة الدفاع الجوي لكونها تتخذ مسارا ثابتا، ولكن يمكن تجاوز هذا العائق مع عدد الصواريخ الأكبر خلال الضربة الواحدة، كما شاهدنا في هجوم إيران على إسرائيل، إضافة لظهور نوع أحدث وهو الصواريخ الفرط صوتية، التي تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت «5 ماخ أو أكثر من 6000 كم في الساعة» وتستطيع المناورة طول هذا المسار.

الشيطان 2

المثال الأوضح لما يحدثنا عنه مصطفى كفافي ما شاهدناه في 15 سبتمبر/أيلول الماضي حين أطلق الحوثيون صاروخ فرط صوتي قطع 2040 كم من صنعاء إلى تل أبيب في 11 دقيقة. عرف العالم عدة محاولات لإنتاج الصواريخ البالستية، وكان من أبرزها الصاروخ الألماني V2 الذي فشل في الوصول إلى لندن وباريس خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن في عام 1958 نجح الاتحاد السوفييتي في إطلاق أول صاروخ باليستي عابر للقارات في العالم، ثم أطلقت الولايات المتحدة عام 1960 أول صواريخها العابرة من غواصة بحرية، وبعد ذلك بنحو 20 عاما دخلت الصين هذا السباق. وفي الحرب العراقية الإيرانية طوّر صدام حسين الصاروخ السوفييتي «سكود» الذي يبلغ مداه 300 كم لصاروخ الحسين الباليستى، الذي بلغ مداه نحو 650 كم وقصف به أولا طهران وأصفهان ثم الرياض والدمام وتل أبيب خلال حرب الخليج الأولى، في الوقت الراهن تعد صواريخ «سجيل» التي يصل مداها إلى 2000 كم، وصواريخ «خور مشهر» التي تصل إلى 3000 كم من أبرز الصواريخ الباليستية الإيرانية، كما تعد «Arrow 3» المنظومة الخاصة باعتراضها خارج الغلاف الجوي لإسرائيل، أما «Arrow 2» فهي مختصة باعتراضها داخل الغلاف الجوي. تمتلك إسرائيل أيضا صواريخ أريحا البالستية، وقد أطلقتها تيمنا بالمجزرة الكبرى على بنى إسرائيل قديما، تم إطلاق «أريحا 1» نهاية الستينيات ووصل مداه لأكثر من 500كم، أما «أريحا 2» فقد وصل مداه في التسعينيات لنحو 1300 كم، بينما تفوق «أريحا 3» عام 2008 ووصل إلى 7000 كم. أما «الشيطان 2» الذي ظهر أمام الكرملين في استعراض روسيا العسكري بعد حرب أوكرانيا، فيعد الأبعد مدى بين الصواريخ العابرة للقارات، والقادر على الوصول لأمريكا وحمل 10 رؤوس نووية، وبوسعه تدمير دول بأكملها، مثل بريطانيا وفرنسا، وفي العام الماضي أعلن الجيش الأمريكي أنه اختبر بنجاح الصاروخ «مينتمان 3» العابر للقارات في صحراء كاليفورنيا، وأكد أن الاختبار روتيني.

كلام قديم

هناك رأي متفق عليه رسميا وشعبيا وهو أنه لا سلام دون دولة فلسطينية.. هذا الرأي حسب محمد أمين في «المصري اليوم» تكرر كثيرا رغم كل ما جرى من تدمير للبنية الأساسية في غزة والضفة الغربية، وليس بالكلام عن الدولتين.. وأضيف إليه أن إسرائيل لن تنعم بالأمن ما لم يطمئن الشعب الفلسطيني على دولته.. وتكفي أيام الرعب التي عاشتها إسرائيل داخل الأراضي المحتلة، وما عاشه سفراء إسرائيل من محاولات اختطاف في بعض عواصم العالم، فالسلام ليس بالكلام وليس مقابل الكلام.. وإنما السلام الإسرائيلي لا بد أن يكون مقابل الأرض.. وغير هذا لن تهدأ فلسطين، ولا الشعب الفلسطيني. ربما نصل إلى تسوية من نوع ما بشأن تداعيات 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن ليست آخر تسوية وليست نهاية المطاف إلا إذا أسفرت المفاوضات عن حل نهائي للأزمة، وبعدها يعم السلام بالتأكيد سنصل يوما إلى حقنا في الأرض، وسنصل حتما إلى حقنا في الأمن والسلام. ليس منحة من أحد وإنما بالمقاومة.. المقاومة التي قال الصهاينة العرب كان لازمتها إيه؟ يا سيدي الأوطان تتحرر بالمقاومة ولا تتحرر بالكلام والوعود.. عملية الشباب الفلسطيني في المترو ويافا هي التي بثت الرعب رسميا وشعبيا في نفوس الإسرائيليين، وأهم من كل الصواريخ.. وهذه العملية وغيرها التي ستحرر فلسطين، ولو قال عنها البعض إنها عملية إرهابية، لا أحد يؤيد مشاهد الدماء مهما كانت ولا أحد يحب منظر الدماء. لكن الحقوق تنتزع هكذا.. مصر لم تسترجع أرضها إلا بالحرب، وبعدها بالمفاوضات، فعادت سيناء في مثل هذه الأيام وبعدها عادت طابا بالمفاوضات، وأثبت المفاوض المصري أنه لن يتنازل عن حبة رمل، سواء بالحرب أو بالمفاوضات. السلام له فاتورة والحرب لها فاتورة.. ولا بد أن يفهم المتفذلكون أنها حرب ضرورة.. الأوطان لا يمكن أن تكون تحت الاحتلال إلى ما لا نهاية. مؤلم أن يخرج من يقول إن غزة هي التي اعتدت الأول، وإن حماس تورطت في الهجوم الأول.. كلام أهبل يملى عليهم بكرة وأصيلا، حتى يكون هو الكلام السائد. للأسف هذا الكلام يصنع في الغرف المغلقة ثم يطلقونه على ألسنة بعض الغوغاء فينطلق في الفضاء.. من الجائز أن تقول ذلك عندما تتساوى الأوضاع.. لكن الأوضاع غير متساوية.. هناك كيان محتل وهناك شعب يقاوم ليحصل على حقه، ولن تقنعه بغير ذلك مهما كان.. ولن يرضى بسلام الكلام.. السلام الذي يؤمن به هو سلام الحقوق.

عام من المذابح

عام مرّ على أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول.. بعد الهجوم الناجح للمقاومة الفلسطينية على مواقع إسرائيلية داخل الأراضى المحتلة.. عام والقوى الإسرائيلية الباطشة تدك كل شبر في غزة، في محاولة بائسة لإنهاء المقاومة بمختلف أشكالها.. هذا العام كما أوضح مجدي حلمي في «الوفد» امتدت يد العدوان الإسرائيلي إلى لبنان واليمن.. وتضررت منه جميع دول المنطقة بما فيها مصر.. عام والعالم يشاهد المذابح ترتكب يوميا وبشر يقتلون بلا سبب أو ذنب سوى أنهم في منازلهم يختبئون.. عام رأينا فيه قوة الشعب الفلسطيني ورأينا فيه محاولات جر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة، قد تتحول إلى حرب عالمية ثالثة. ففي هذا العام وإن تم تقييمه بمعايير المكسب والخسارة سنجد أن المنطقة كلها خاسرة بما فيها إسرائيل التي تضرر اقتصادها، رغم الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب.. وخسر العرب الكثير بداية من الصورة الذهنية لهم أمام العالم وحتى الاقتصاد العربي وأصبح الكل يعاني من أوضاع اقتصادية عطلت جميع خطط التنمية المعلنة في أغلب البلاد العربية.. حتى غزة تحول شمالها إلى أكوام من الرماد وفقدنا أكثر من 45 ألف شهيد ومئات الآلاف من المصابين أي أجيالا كاملة ستعاني من آثار هذه المحرقة الإسرائيلية ضد غزة، حتى الشعب الإسرائيلي خسر أمنه وأمانه الذي كانت الحكومات المتتالية تعدهم به منذ عشرات السنوات، حيث بات الكيان في صدارة البلدان التي تعاني عدم الاستقرار وتنذر بالفوضى.

اكتشفنا الحقيقة

هناك مكسب واحد فقط يتمثل، حسب مجدي حلمي، في صعود القضية الفلسطينية إلى قمة الأولويات في العالم، ورأينا التعاطف الشعبي العالمي الواسع معها، وأصبحت الكوفية الفلسطينية، رمزا لدعم نضال الشعب الفلسطيني تنتشر في كل مكان على الكرة الأرضية. ففى هذا العام عرف العالم من يعرقل عملية السلام في المنطقة، وعرف العالم من يريد إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في المنطقة، ومن الذي يريد فرض منطق القوة في العالم مرة أخرى وعرف العالم أن الدول العربية عاجزة عن وقف هذا العبث، ولا تملك إلا الإدانة والشجب ولم تمارس أي ضغوط على داعمي البلطجة الإسرائيلية لوقف هذا العدوان.. فقد مرّ عام وفقدنا فيه قيادات اتفقنا أم اختلفنا معها، كانت لديها خبرات في إدارة المعارك الطويلة فقدنا، إسماعيل هنية وحسن نصر الله وعددا كبيرا من قيادات حزب الله وحركة «حماس» والجهاد الإسلامي، وهم قيادات كانت تمتلك خبرات كبيرة في مراوغة العدو الصهيوني والتلاعب به. وبعد عام من أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول أصبح الأمر الحتمي الآن أن تنتهي حالة الانقسام الفلسطيني فورا وأن تعود القيادة إلى ما نص عليه الدستور الفلسطيني، وأن تتحول حركات المقاومة إلى أحزاب سياسية وأن يتم فورا بناء الجيش الفلسطيني حتى يواجه العدو الصهيوني حالا، كما يجب على إيران أن تطلب من أذرعها في اليمن والعراق ولبنان العودة إلى مفاوضات السلام ووقف الحروب الأهلية خاصة اليمن وأن مصلحة اليمن والعراق في وحدتهما وليس تقسيمهما كما تريد إسرائيل.

الناصريون قبل السيد

حين أعلن حسن نصر الله إسناد غزة عبر إشغال واستنفاد جزء من طاقة الجيش الإسرائيلي في جبهة الشمال، كان في الحقيقة، وفقا للدكتور عمار علي حسن في «الوطن» يقر جانبا مهما من تاريخ المساندة اللبنانية للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، أو يسير على منواله. فاللبنانيون أطلقوا عقب حرب 1967 «حركة الناصريين المستقلين» وسموها (المرابطون) كفصيل وطني عروبي. واستند هذا الفصيل في تكوينه السياسي وفي توجهه وفي قاعدته على الجماهير، التي أيدت الرئيس جمال عبدالناصر في مختلف معاركه. وقد نشأ هذا الفصيل في الأساس للدفاع عن القضية الفلسطينية، وكان من ضمن عدة تنظيمات ناصرية ظهرت على الساحة اللبنانية العربية بعد يونيو/حزيران 1967. ولمع في صفوف هذا التنظيم اسم نجم إبراهيم قليلات، كناصري قادر على استقطاب عناصر شجاعة، ولاسيما بعدما اتهم بتدبير اغتيال كامل مروة، صاحب جريدة «الحياة» البيروتية المعادية لخط عبدالناصر، وحركة التحرير العربية، وقد كون قليلات حركة الناصرين المستقلين، وحمل السلاح مع من انضم إليهم دفاعا عن المقاومة الفلسطينية في وجه السلطات اللبنانية عام 1966 تحت شعار «المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى» وما لبث التنظيم أن امتد خارج بيروت ليصبح أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975، قوة عسكرية وسياسية يحسب لها حساب. وشاركت حركة الناصريين المستقلين في مجالس الحركة الوطنية وقيادتها، ولعبت دورا في التفاف قطاع من الجماهير اللبنانية حول المقاومة الفلسطينية. ورغم محدودية انتشارها الجغرافي على الأرض اللبنانية، فقد لعبت الحركة دورا رئيسيا على صعيد السياسة في البلاد، ولا يزال لها دور في الحياة السياسية اللبنانية المعاصرة. ويؤمن أعضاء حركة المرابطون بالفكر الوحدوي الاشتراكي، ويلتزمون بالنهج والتراث الناصري، معتبرين الميثاق الذي أعلنه الرئيس عبدالناصر عام 1962 دستورهم الفكري والسياسي. ولهذه الحركة مجلة أسبوعية اسمها «المرابط» ويشرف أعضاؤها على توجيه إذاعة «صوت لبنان العربي» التي بدأت البث في سبتمبر/أيلول 1975.

في حب فلسطين

حركة لبنانية أخرى ناصرت القضية الفلسطينية يلقي عليها الضوء الدكتور عمار علي حسن هي «الحركة الوطنية والتقدمية في لبنان» وهي إطار سياسي يضم القوى الوطنية والقومية التقدمية العاملة في لبنان، التي كانت طرفا أساسيا في الصراع السياسي الذي شهده لبنان في ما بعد، خاصة خلال سنوات ما قبل اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري وتداعياته وما أعقبه من أحداث جسيمة على المستوى الداخلي في لبنان، وعلى الصعيد اللبناني الإسرائيلي. التزمت الحركة بوضوح بالدفاع عن حركة المقاومة الفلسطينية، وعن عروبة لبنان، وعن المطالب السياسية والاجتماعية للقطاعات الشعبية في لبنان. ورغم اللقاءات شبه المستمرة بين معظم أطراف الحركة الوطنية والتقدمية اللبنانية، فإن هذه الأطراف لم تعلن فيما بينها تشكيل جبهة سياسية شاملة، باستثناء فترة زمنية قصيرة بين 1964 إلى 1967. وفى سنوات ما قبل حرب صيف 2006 بين حزب الله وإسرائيل، اتسعت الحركة لتضم أحزابا وفئات متعددة، كالحزب التقدمي الاشتراكي، والحزب الشيوعي اللبناني، وحركة المقاومين العرب، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وتجمعت في إطار يسمى «لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية» الذي أطلق عليه اصطلاحا اسم «الحركة الوطنية والتقدمية اللبنانية». وكانت هذه الحركة قد اكتسبت أهمية متزايدة خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1989) حيث حمل مناضلوها السلاح إلى جانب المقاومة الفلسطينية، وقدموا آلاف الشهداء والجرحى، وخاضوا عشرات المعارك إلى جانب القوات الفلسطينية، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وما أعقبه من كفاح مسلح انتهى بهروب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مايو/أيار 2000. وخارج هذه الحركات والأحزاب ذات الطابع الناصري واليساري، لم تعدم القضية الفلسطينية أبدا من مساندة سياسيين ومثقفين لبنانيين طوال العقود الفائتة، حتى جاء «حزب الله» بعد حركة «أمل» ليرفع شعار «تحرير القدس».

العبور في القلب

هناك لحظات في عمر الإنسان تمتد إلى عمر الشعوب، ويختلط الزمن ويصبح الإنسان هو الأرض والتراب والوطن.. وكلما عادت ذكرى حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول يشعر فاروق جويدة في «الأهرام» بأنه يعيش لحظات من عمره خارج حسابات الزمن، وأن العمر ليس بعدد السنين، ولكنه لحظات تتوقف فيها الأشياء والأحداث وترسم في القلب شيئا لا يختفي ولا يغيب.. كلما عادت ذكرى أكتوبر، تذكرت أياما من العمر اختلط فيها الحاضر بالماضي، ويقف الإنسان حائرا: هل كان ما عشناه ذكرى؟ أم أن الذكرى أصبحت واقعا نحياه كل يوم؟ لم يكن أكتوبر حدثا عابرا، كان معجزة جيل تحدى اليأس وتجاوز الهزيمة، وشيد قصورا من الأحلام صنع بها مستقبلا جديدا يليق بشعب صنع التاريخ وأسس الحضارة.. ظلال كثيرة تطوف في الخيال وتعبر المسافات وتلغي حدود الزمن.. تعود ذكرى رجال عظام أعادوا للوطن كرامته، وللإنسان هيبته وللحياة جلالها.. نتذكر محمد أنور السادات ومعجزة القرار، أحمد إسماعيل علي وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، محمد الجمسي رئيس العمليات خلال حرب أكتوبر، وكان من كبار قادة الجيش المصري سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الذي استشهد في معركة مع القوات الإسرائيلية عام 1969، محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر، ودماء الشهداء التي طهرت الأرض وأعادت للوطن شموخه ورفعته وأمنه، وسط ظلام حالك ونيران مشتعلة ورؤى شاردة.. تعود ذكرى نصر أكتوبر/تشرين الأول نستعيد بها اليقين وسط ضلالات الشك، أننا سنبقى أمة قادرة وعظيمة تستطيع أن تتجاوز كل المؤامرات والتحديات والمخاطر.. ذكرى أكتوبر ذكرى حياة، والأحياء قادرون دائما على صنع حياة أفضل، لأن الأموات لا يملكون غير الاستسلام للصمت والنهاية، وما زلنا قادرين.

أشجار للبقاء

من هزيمة إلى نصر، ومن تمرد إلى خوف، تواصل بعض أشجار المنطقة ونباتاتها الاحتفاظ برمزيتها عبر التاريخ، كأننا حسب داليا شمس في «الشروق» نقف ضائعين وسط حدائق الأحزان ومتنزهات المقاومة. نتهاوى عند أصل شجرة أرز، أو نستظل تحت شجرة زيتون معمرة تضرب بجذورها في الأرض، كتلك التي وصفها الشعراء حين جعلوها وطنا بكل أبعاده. أخيرا، مع تأجج الحرب في لبنان، صار الناس يؤكدون تضامنهم من خلال مشاركة الرسومات على وسائل التواصل الاجتماعي، مذيلة بعبارات حول صمود غصن الزيتون الذي لا ينحني، وصلابة الأرز الذي لا ينكسر. تكاثرت الشعارات بالإنكليزية والعربية، وتكررت معانيها ورموزها «النباتية» كي تعبر عن لُحمة الأمة، وقت الشدائد والأزمات، كما لو كانت من أجل التذكرة بأهمية الوقوف معا في وجه عدو غادر. وتلك هي وظيفة الرموز في مثل هذه الأيام الصعبة، أن تجسد فكرة الأيقونات الثقافية التي تخاطب الجميع وتستدعي هويتهم المشتركة كي يحتشدوا تحت مظلتها. الأشجار امتلكت دوما طاقة سحرية تسمح باختزال المشاعر والدلالات، لذا تم توظيفها في الحروب واستغلت رمزيتها منذ قرون. وفي حالة الصراع العربي – الإسرائيلي، لطالما حاول الطرفان أن يجذبا الطبيعة إلى جانبهما، ومن هنا كان التأكيد على رمزية النباتات لكسب نزاع الهويات. منذ قيام الحركة الصهيونية، سعى القادمون الجدد إلى أرض فلسطين أن يعيدوا تشكيل المشهد، وترتيب الزراعات وفقا لتوصيفاتهم التوراتية ولتصورات اليهود الأشكناز من ذوي الأصول الأوروبية عن الغابات. جاءت مشاريعهم الاستيطانية أحيانا على هيئة حدائق تلمودية، أرض خضراء مفتوحة يقوم الاحتلال بتوسيعها على حساب أصحاب البلد الأصليين فتتغير معالم المكان. تتم إزالة الأشجار كي يتسنى لهم الاستيلاء على الأرض، ثم تزرع حسب إرادتهم نباتات تعبر عن تعددية سكان الدولة العبرية، بما أن يهود الشتات قد أتوا من كل حدب وصوب. لم يكن بعضهم على دراية في بداية الأمر بطبيعة الأشجار التي تنمو في حوض البحر الأبيض المتوسط، وظلوا هكذا ربما حتى ستينيات القرن الفائت، خاصة هؤلاء الذين تولوا مسؤولية الصندوق القومي اليهودي الذي تأسس عام 1901 كوسيلة لجمع الأموال من اليهود وشراء الأراضي في فلسطين العثمانية ولإقامة المستعمرات لاحقا تحت الانتداب البريطاني.

عباقرة الصمود

مع إقامة الكيان عام 1948، عمد الصندوق اليهودي الذي تحدثنا عنه داليا شمس إلى زراعة 240 مليون شجرة تتماشى مع خططه الخاصة لتبديل ذاكرة بأخرى، تم محو 86 قرية فلسطينية وحلت محلها مساحات غابات شاسعة تلغي آثار الماضي، فطن الفلسطينيون إلى ذلك فقرروا إحراق هذه الغابات مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987. وفي المقابل، أطلق الصندوق القومي اليهودي حملة لزرع شجرة جديدة أمام كل شجرة يتم حرقها، وقاموا باقتلاع 160 ألف شجرة زيتون في الضفة الغربية بين عامي 1987 و1993، لأنه من المعروف أنه حيثما توجد أشجار اللوز والتين الشوكي والزيتون كانت توجد قرية فلسطينية، فالتين الشوكي أو الصبر، كما يسميه الفلسطينيون، كان يستخدم لتسييج الأراضي، ولا يزال يرمز إلى فكرة الصمود، جنبا إلى جنب مع أشجار الزيتون التي يصل عمر بعضها إلى خمسة آلاف عام. قال فيها الشعراء ما قالوا وعلى رأسهم محمود درويش، الذي حازت شجرة الزيتون في أعماله حضورا لم يبلغه غيرها من الأشجار، فهي «لا تبكي ولا تضحك، هي سيدة السفوح المحتشمة بظلها تغطي ساقها، ولا تخلع أوراقها أمام العاصفة. تقف كأنها جالسة، وتجلس كأنها واقفة». انشغل الجانب الفلسطيني برمزية أشجاره ليعلنها صريحة: «على صدوركم باقون» وانتشرت رسومات أوراق السرو والبرتقال اليافاوي والبطيخ الذي يحمل ألوان علم فلسطين. سمح البطيخ لأهل البلاد الذين مُنعوا من رفع العلم أن يعبروا عن هويتهم منذ عام 1967، واستُخدم بكثافة خلال الانتفاضة الأولى. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صار «البطيخ» ملاحقا على مواقع التواصل الاجتماعي التي مارست مختلف أنواع الحجب والمنع على المحتوى الخاص بفلسطين. وفي الآونة الأخيرة، انضمت شجرة الأرز إلى قائمة رموز دول الجوار المكلومة. بلد الفرح اتشح بالسواد. الأرزة الشهيرة التي نجدها في كل شوارع بيروت، تشبه هذا الشعب المحب للحياة رغم قسوة ماضيه وحاضره.

ولية نعمتها

إذا كان نتنياهو وأجهزة استخباراته حاولت زرع جهاز تنصت في دورة مياه مكتب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، وهو أحد أصدقائها المقربين، فمن حق عماد الدين حسين في «الشروق» التساؤل: ماذا ستفعل مع خصومها وأعدائها أو التي تشعر بأن السلام معهم بارد ومجمد؟ مؤخرا كشف جونسون عن أنه عندما استقبل نتنياهو في مكتبه في لندن في عام 2017، طلب الأخير أن يدخل دورة مياه المكتب، وبعدها وحينما قامت أجهزة الأمن بفحص المرحاض عثرت على جهاز تنصت. نعرف أن جونسون كان من أشد المؤيدين في حزب المحافظين لإسرائيل، وبالتالي فإذا كان نتنياهو سعى لزرع جهاز تنصت في مكتبه، فالمؤكد أنه سيفعل ذلك هو وأجهزة مخابراته في أي دولة أخرى. ولماذا نذهب بعيدا، وهل هناك دولة أقرب لإسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية؟ المؤكد أن الإجابة هي لا، بل إن المرء الآن يحار هل هما دولتان منفصلتان؟ أم دولة واحدة في مكانين مختلفين؟ رغم كل ما قدمته وتقدمه أمريكا إلى إسرائيل فإن الأخيرة حاولت أكثر من مرة التجسس عليها، والدليل الأبرز على ذلك هو قضية الجاسوس جوناثان بولارد. هو أمريكي يهودي، وكان يعمل محلل استخبارات في القوات البحرية الأمريكية، وتجسس على بلاده لصالح إسرائيل وزودها بوثائق كثيرة مهمة، منها ما ساعد إسرائيل على قتل قياديين فلسطينيين في تونس. تم القبض عليه واعترف بالتجسس وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1986، ورغم الإنكار الإسرائيلي بأنها جندته، فقد منحته الجنسية الإسرائيلية عام 2008، وتم الإفراج عنه عام 2015 بعد أن قضى في السجن 30 عاما و5 سنوات تحت الإفراج المشروط. وبالتالي إذا كانت إسرائيل تتجسس على «ولية نعمتها» بكل ما يعنيه المصطلح من معنى، فالمؤكد أنها تتجسس أو تحاول التجسس على الجميع، وبالتالي فلا نندهش حينما نقرأ عن محاولات إسرائيل التجسس على أمريكا أو بريطانيا، والدولتان هما في مقدمة داعميها بالمال والسلاح والدبلوماسية والإعلام وكل أنواع الدعم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي بن داود:

    من عام 67 كتابنا و الرؤساونا وعدونا بالنصر على اسرائيل و كان الامر كذلك 67 . 73 . 2006 . 2024 . و قالوا انتصرنا انتصرنا …لا هم صاموا على الكذب و لا نحن ( اكلنا ) راينا النصر .

اشترك في قائمتنا البريدية