آفي اشكنازي
تسلم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مهام منصبه قبل بضعة أيام. بعد بضع ساعات من احتفال التنصيب صعد إلى السماء واحد من ضيوف الشرف، رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.
فقد اعتاد الإيرانيون على ضبط النفس، والعد حتى عشرة بل وعند الحاجة حتى إلى مئة، غير أنهم عملوا من البطن هذه المرة. اتهموا إسرائيل بالفعلة، وقضوا بأنه هجوم من الجو أو من البحر. وأعلن الزعيم الأعلى علي خامنئي مثل مسؤولين كبار آخرين في إيران، بأن إيران سترد على إسرائيل بقوة. إن تصفية ضيف شرف على أراضيها من قبل جهة خارجية هو بمثابة إهانة – وليس مجرد إهانة، بل إهانة شديدة وعلنية أمام عيون الجميع.
غير أن إسرائيل لم تأخذ المسؤولية. إضافة إلى ذلك، عقدت الـ “نيويورك تايمز” القصة على الإيرانيين، حين نشرت بأن التصفية تمت بعبوة ناسفة، زرعت أغلب الظن من قوة بشرية محلية.
هنية، مثلما هي حماس أيضاً، لا يهم إيران حقاً. بالتأكيد الآن، بعد أن ضرب الجيش الإسرائيلي المنظمة في قطاع غزة. والأمر واضح في الجهود التي يبذلونها لخلق جبهة جديدة في الضفة الغربية، على حساب الجبهة التي كانت في القطاع.
وعقب مكتشفات طريقة تصفية هنية، لم يعد لإيران دليل يربط إسرائيل بالفعلة. ظاهراً، يوجد دافع، لكنه لا يسمح بالتوجه إلى العالم وتبرير مهاجمة إيران لدولة سيادية.
بعد أن عملت من البطن فور التصفية، رأت طهران في الزمن الذي انقضى منذئذ كيف أصبح الشرق الأوسط مثل مرجل: دول الخليج في حالة تأهب، الأمريكيون بعثوا بحاملات طائرات، سفن حربية، وعشرات وربما مئات الطائرات القتالية والقاذفات. إسرائيل تصدر أصوات “أمسكوا بي”، وبعد لحظة تعتزم توجيه ضربة استباقية، وعلى الأقل رد أليم، إذا ما هوجمت.
إن الأمر الأخير الذي يريده الرئيس الإيراني الجديد الآن هو حرب – لا إقليمية، لا صغيرة ولا كبيرة.
لإيران مهمة عليا، وهي الوصول إلى قنبلة ذرية. دخل مشروعها النووي إلى السطر الأخير. أما الحرب، حتى وإن كانت أصغر حرب، ستعرض أجزاء إن لم يكن معظم المشروع، للخطر.
حليفا إيران، روسيا والصين، في مشاكل خاصة بهما؛ روسيا تتلقى هذه الأيام الضربات من أوكرانيا، وبعد بضعة أسابيع سيحل الخريف، ولن يتم القتال الهجومي الروسي في أوكرانيا في الأجواء الشتائية.
أما الصين فتريد تهدئة الوضع في هذه اللحظة. الانتخابات في الولايات المتحدة تؤثر على الصينيين. هم يفضلون ألا يكون الخطاب في الولايات المتحدة وبخاصة لدى الجمهوريين ومرشحهم للرئاسة ترامب، حولهم وحول السياسة الخارجية الأمريكية. حرب في الشرق الأوسط الآن قد تطلق الجني الصيني من القمقم في الولايات المتحدة.
وعليه، يحاولون إنزال الإيرانيين عن السلم. أحد السبل هو مؤتمر وقف النار والدفع قدماً لاتفاق الإطار لتحرير المخطوفين يوم الخميس.
هذا كفيل بتبريد رياح الحرب في إيران، وكما يبدو سيخرج قليلاً من الهواء من الساحة الشمالية حيال حزب الله. هل يحصل هذا؟ الأيام ستقول.
معاريف 11/8/2024
ورغم ذلك لن تركع إيران العظيمة للبعبع الصهيو أمريكي الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي يحقد على العرب والمسلمين وخاصة الفلسطينيين هذي عقود وعقود وعقود ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀