إيران تغلق حدودها البرية مع العراق: استعدادات الجانب العراقي لاستقبال زوار “الأربعينية” غائب

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ “القدس العربي”: أعلنت لجنة الأربعين المركزية في إيران، أمس الجمعة، إغلاق جميع المعابر الحدودية البرية مع العراق، عازية السبب في ذلك، إلى غياب الاستعدادات والإمكانات في الجانب العراقي لاستقبال الزوار الإيرانيين الذين يرومون زيارة محافظة كربلاء، لتأدية مراسم “الأربعينية”.

وقال رئيس اللجنة، مجيد مير أحمدي، حسب الوكالة الرسمية الإيرانية “إيرنا”، إن “بسبب الأحداث المقلقة التي وقعت على حدود الشلامجة ومهران والمخاطر الجسيمة التي نشأت على سلامة وصحة الزوار، عقد اجتماع استثنائي للجنة الأربعين، بحضور وزير الداخلية وكبار القادة ومحافظ إيلام ومجموعة من المسؤولين المختصين عند حدود مهران، وتم مناقشة أوضاع الحدود وتحليل الأحداث”.

وأوضح أن، “جرى بحث الأوضاع الراهنة خلال الاجتماع الذي عقدناه خلال زيارتنا للعراق، وأطلعنا هناك على مطالبة المسؤولين العراقيين القاضية بالحد من عدد الزوار الإيرانيين ومشاكل العراق” .

وبيّن أن “استمرار الوضع الحالي ينطوي بالتأكيد على مخاطر جسيمة على صحة الزوار”، زاعما أن “أساس القلق، هو غياب الاستعدادات والإمكانيات لدى الجانب العراقي في سرعة عملية استقبال الزوار وسرعة عملية النقل، وعدم كفاية التسهيلات على الجانب الآخر من الحدود، فضلا عن ازدحام الزوار في ظل الطقس الحار”.

وزاد: “بعد أن يجري إخلاء المنافذ الحدودية ودراسة الأوضاع الداخلية للعراق، وسبل تنفيذ التفاهمات مع المسؤولين العراقيين لتسهيل وتوفير الأرضيات اللازمة، وباقي الشروط، سيجري اتخاذ القرارات، حول سبل فتح الحدود وإبلاغ المواطنين بذلك، فيما بعد”.

في الموازاة، أعرب وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، عن أمله أن تكون بلاده مضيفاً جيداً للزوار العراقيين الذين يسافرون إلى مدينة مشهد لزيارة مرقد الإمام الرضا، الإمام الثامن لدى المسلمين الشيعة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحافيين في معبر مهران في ختام زيارته التي أجراها إلى العراق.

وقال إن “المسؤولين في إيران والعراق يسعون لتوفير الأرضية المناسبة لزوار أربعينية الإمام الحسين”.

كما أشار إلى “وصول أعداد كبيرة من زوار الأربعين الإيرانيين إلى العراق”، ووجه الشكر للشعب العراقي لحسن وكرم ضيافته للزوار، كما وجه الشكر والتقدير للحكومة والجيش والشرطة في العراق لتسهيلهم دخول الزوار للمشاركة في مراسم الاربعين.

وكان وزير الداخلية الإيراني، قد وصل إلى العاصمة بغداد صباح الخميس للتباحث مع المسؤولين العراقيين والتنسيق معهم لمتابعة أوضاع زوار الأربعين وتقديم المزيد من الخدمات لهم.

في السياق ذاته، دعا إمام جمعة النجف، صدر الدين القبانجي، وزارة الخارجية العراقية للتحقيق بما تناقلته وسائل الإعلام من أنباء تفيد بعرقلة بعض سفراء العراق لإيفاد الزائرين من بعض الدول.

وقال، في خطبة صلاة الجمعة، إن “هذه الأفعال إن تأكدت فهي غير أخلاقية ومن يقوم بها أما بعثي أو حاقد”

واعتبر أن زيارة الأربعين أصبحت ظاهرة عالمية لا مثيل لها.

300 ألف زائر

إلى ذلك، أعلنت هيئة المنافذ الحدودية الاتحادية، أمس، عن دخول أكثر من 300 ألف زائر أجنبي إلى العراق في يومٍ واحد.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة، علاء الدين القيسي، للوكالة الرسمية، إن “إجمالي أعداد الوافدين من الزائرين، عبر منافذ العراق الحدودية ومطاري بغداد والنجف الدوليين، بلغ 333 ألفاً و364 زائراً”.

وأضاف أن “منفذ زرباطية الحدودي استقبل (الخميس)، 164 ألفاً و935 زائراً، بينما استقبل منفذ الشلامجة 75 ألفاً و557 زائراً، فيما بلغ عدد الزائرين الوافدين عبر منفذ الشيب 50 ألفاً و203 زائرين”.

وتابع: “أما منفذ المنذرية فقد استقبل 30 ألفاً و575 زائراً، فيما استقبل منفذ سفوان ألفاً و960 زائراً”.

ولفت إلى أن “مطار بغداد الدولي استقبل أمس، ألفاً و125 زائراً وافداً، بينما استقبل مطار النجف الأشرف 9 آلاف و9 زائرين”.

وتشمل هذه الأعداد جميع المنافذ الحدودية الاتحادية، باستثناء إقليم كردستان العراق.

كما، أعلنت مديرية السياحة في السليمانية ضمن الإقليم، دخول عدد كبير من الزائرين الإيرانيين.

وقال المتحدث باسم مديرية السياحة في السليمانية آرام شواني، في بيان، إن “عددا كبيرا من السياح الشيعة دخلوا إلى المدينة من البوابات الحدودية لمحافظة السليمانية”.

فائدة اقتصادية

وبخصوص الفوائد الاقتصادية للعدد الكبير من السائحين، أوضح، أن “هؤلاء السائحين ستكون لهم فائدة اقتصادية كبيرة للسليمانية، لأنهم يذهبون في الغالب إلى التكية الكسنزانية في السليمانية ويقيمون هناك، إضافة إلى بقاء بعضهم في السليمانية لمدة يوم أو أكثر”.

وأشار إلى أن “هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها سائحون إيرانيون من إقليم كردستان للمشاركة في عزاء الإمام الحسين، ففي السنوات السابقة كانوا يدخلون مباشرة من البوابات الجنوبية والوسطى”.

ولفت إلى “فتح جميع المنافذ البرية في العراق وإقليم كردستان أمام السائحين الإيرانيين للمشاركة في ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، وهو مهرجان ديني شيعي يستقطب عشرات الآلاف من الناس سنويًا في العراق، خاصة في مدينتي النجف وكربلاء”.

كما كشفت محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، عن استضافتها أكثر من ألف و200 زائر إيراني في معرض أربيل الدولي في حديقة سامي عبد الرحمن، حيث تم تخصيص جزء من القاعة للنساء وآخر للرجال.

ويتدفق الزوار الشيعة من كافة أنحاء إيران في سيل لا يتوقف يطلق عليه “المواكب” وتتناثر أكشاك الطعام للزوار على طول طريقهم حتى الجمارك. ولا يتمكن الجميع من الوصول إلى كربلاء في يوم الذكرى، فالبعض ينطلق من منزله مشيا، لكن الغالبية الساحقة تتجه إلى كربلاء بالحافلات أو بالسيارات حتى الحدود.

عمليات “استباقية”

وفي الموازاة، تنفذّ قوات الأمن العراقية سلسلة عمليات “استباقية” في أغلب محافظات البلاد، بهدف تأمين الزيارة المقررة في 17 أيلول/ سبتمبر الجاري.

وأمس الجمعة، شرعت قوة من “الحشد الشعبي” والجيش بعملية تفتيش وتأمين ضفتي نهر دجلة شرق صلاح الدين .

ونقل إعلان “الحشد” عن آمر اللواء 23، بشير العنبكي قوله، إن “قوة من قيادة عمليات قاطع ديالى للحشد الشعبي متمثلة باللواء 23 \ الفوج الأول والثالث والجيش وفوج مغاوير قيادة عمليات سامراء وفوج المشاة الآلي انطلقت بعملية تفتيش واسعة لتأمين ضفتي نهر دجلة من جسر السندية امتدادا لناحية الحاتمية”.

وأضاف أن “العملية شملت تطهير أكثر من 30 كلم وتأمين المناطق الرخوة أمنيا لمنع الخروقات الأمنية وتسلل عناصر داعش ضمن خطة تأمين زيارة الأربعين وتأمين الزائرين الوافدين عبر محافظة صلاح الدين وديالى المتوجهين صوب قبلة أبي الأحرار في كربلاء المقدسة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية