إيكونوميست: الغرب يفقد آخر حليف له في غرب أفريقيا بعد انقلاب النيجر.. وتداعياته ستكون واسعة

حجم الخط
13

لندن- “القدس العربي”:

أكدت مجلة “إيكونوميست” البريطانية، في تقرير لها أن آخر حكومة صلبة متحالفة مع الغرب في منطقة الساحل سقطت في انقلاب عسكري، جاء بقائد الحرس الرئاسي في دولة النيجر، الجنرال عمر تشياني، رئيسا جديدا للبلاد.

وحذرت من أن الانقلاب في النيجر ستكون له تداعيات واسعة على المنطقة، باعتبار أن النيجر هي الحليف الغربي الحقيقي الوحيد وما أسمتها “الديمقراطية الوحيدة” في القتال ضد الجهاديين المرتبطين بالقاعدة والدولة الإسلامية، الذين شقوا طريقهم عبر معظم مالي وبوركينا فاسو إلى الغرب، وإلى أجزاء من النيجر.

وأشارت المجلة إلى أن “منطقة الساحل، منكوبة بالجهاديين، وهي حزام من البلدان الفرنكوفونية المليئة بالفقر، والتي تنتشر عبر الصحراء الكبرى في أفريقيا”.

وقالت إن الرئيس محمد بازوم، الذي تولى منصبه قبل نحو عامين في أول انتقال ديمقراطي سلمي للسلطة في البلاد، خطّط لإقالة تشياني، الذي بات الآن الرجل الجديد في السلطة.

وأشارت إلى أنه بعد إعلان الانقلاب، غرد بازوم، الذي ورد أنه محتجز، ولكنه لم يستقِل علنًا بعد قائلا “ستتم حماية الإنجازات التي تحققت بشق الأنفس.. كل النيجيريين الذين يحبون الديمقراطية والحرية سيهتمون بها”.

وذكرت أنه “يمكن للفوضى السياسية والعنف في النيجر، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 26 مليون نسمة، أن يضر بشدة بالمنطقة الأوسع أيضًا، كونها تحاول صد الجهاديين من بوكو حرام، جماعة إرهابية أخرى، تمتد من نيجيريا”.

سيكون هذا الانقلاب هو السادس الذي ينجح في غرب أفريقيا في أقل من 3 سنوات، حيث تكرر ذلك سابقا في مالي، وبوركينا فاسو، وهو ما تبعه طرد للقوات الفرنسية، التي تم استبدالها بمرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية

ولفتت المجلة إلى أنه “إذا استمر ما يجري في النيجر، فسيكون هذا الانقلاب هو السادس الذي ينجح في غرب أفريقيا في أقل من 3 سنوات، حيث تكرر ذلك سابقا في مالي، وبوركينا فاسو، وهو ما تبعه طرد للقوات الفرنسية التي تقاتل الجهاديين، حيث تم استبدالها بمرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية”.

وذكرت أنه في العام الماضي، قتل أكثر من 10 آلاف شخص في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وهو أكثر المعدلات دموية حتى الآن، فيما تشير تقارير إلى أنه قد يكون هذا العام أكثر دموية.

وأنه مع ذلك، فإن المذبحة أقل بكثير في النيجر، حيث قُتل عدد أقل من الناس في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، مقارنة مع أي فترة مماثلة منذ عام 2018.

ونوهت “الإيكونوميست” إلى أنه يقاتل نحو 1500 جندي فرنسي إلى جانب الجيش في النيجر، كما تم نشر أكثر من 1000 أمريكي هناك، كما أن لديهم أيضًا قواعد طائرات بدون طيار.

وأشارت إلى أن بازوم لم يعتمد على العضلات الغربية فقط، فالقتال بين الجماعات العرقية يخدم الجهاديين، لذلك فقد دعم صفقات السلام بين المجتمعات المحلية، وتواصلت حكومته بشكل مباشر مع الجهاديين في محاولة لإقناعهم بإلقاء أسلحتهم.

وحذرت من أن هذا الانقلاب جعل البلاد في خطر حقيقي. وأنه “حتى (في فرضية) لو استعاد بازوم السيطرة، فإن جيشه سينقسم”.

وأكدت المجلة أن هذه الانقلابات في المنطقة أضعفت جيوش هذه الدول، وهي المؤسسات المفترض أنها مؤهلة للتعامل مع انعدام الأمن، لكن هي من تقلب الأمور رأساً على عقب.

وذكرت أنه حسب الجنرال تشياني، الذي أصبح الرجل القوي الجديد في البلاد، وهو يشغل منصب قائد الحرس الرئاسي منذ 2011، فإن “النهج الأمني الحالي لم يسمح بتأمين البلاد على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب النيجر، والدعم الملموس والمقدر من شركائنا الخارجيين”.

ولفتت المجلة إلى أن النيجر دولة حبيسة ليس لها منفذ بحري وهي واحدة من أفقر دول العالم، ومنذ حصولها على الاستقلال عن فرنسا في عام 1960 شهدت 4 انقلابات، بالإضافة إلى العديد من المحاولات الأخرى، بما في ذلك محاولتان سابقتان ضد بازوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تاريخ حروب الغرب وأتباعهم:

    حليف أم مستَعمَر ومنجم ثروات وقواعد لفرنسا وأمريكا وألمانيا؟

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية