الخرطوم- «القدس العربي» : أعلن المجلس السيادي السوداني وحكومة الوحدة الليبية رفض التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للبلدين، في وقت أكد الجانبان على ضرورة التعاون المشترك من أجل استقرار البلدين.
وبعد يومين من إعلان حكومة الوحدة الليبية مبادرة لحل الأزمة السودانية، زار رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أمس الإثنين، العاصمة الليبية طرابلس حيث التقى ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ورئيس الوزراء، عبد الحميد الدبيبة.
وحسب المجلس السيادي السوداني، عقد البرهان اجتماعات ثنائية مع الدبيبة والمنفي بحثت تعزيز العلاقات بين البلدين.
وفي مؤتمر صحافي عقد عقب المباحثات، اعتبر البرهان التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلدين سلبية ومعيقة، مؤكداً على أهمية التعاون المشترك من أجل إعادة الاستقرار في السودان وليبيا.
وأشار إلى اتفاق الطرفين على تعزيز العلاقات في المجالات المختلفة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، فضلاً عن تفعيل كافة الآليات السابقة والتنسيق بين البلدين.
وأعرب عن تقديره للجهود الليبية في استقبال السودانيين الفارين من الحرب وتسهيل إجراءات دخولهم ومجانية العلاج والتعليم.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، على دعم حكومته لوحدة السودان وسلامة أراضيه، مبدياً تأييده لمخرجات مباحثات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
واعتبر إعلان جدة لحماية المدنيين الموقع في 11 مايو/ أيار الماضي خطوة مهمة لإنهاء الصراع والحرب والضامن للاستقرار في السودان، مشيراً إلى دعم حكومته المبادرات التي تدعو لوقف الحرب في السودان.
ولفت إلى معاناة ليبيا من الحروب خلال الفترات الماضية، مستنكراً التدخلات الخارجية التي رأى أنها تسببت في الفرقة بين الليبيين.
وأكد على أهمية المصالحة ولم الشمل ووحدة التراب الليبي، مطالباً بوقف التدخلات الخارجية، سواء أكانت سياسية أو عسكرية، وشدد على دعمهم موقف السودان في الصدد، خلال مشاركتهم في اجتماعات جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي وغيرها من المنظمات الإقليمية والاقتصادية.
وحسب المجلس السيادي السوداني أطلع البرهان رئيس المجلس الرئاسي الليبي على تطورات الأوضاع في السودان، متهماً قوات الدعم السريع بالتمرد على الدولة واستهداف المدنيين وتخريب المؤسسات والمنشآت الحيوية ومشروعات البنية التحتية.
وقال إن قوات الدعم السريع لم تلتزم بإعلان جدة الذي نص على خروجها من منازل المواطنين لمواقع متوافق عليها.
ووصف المواقف الليبية تجاه السودان بالإيجابية في المحافل الإقليمية والدولية مشيداً بدعمها لوحدة السودان وأمنه القومي واستقراره ورفض التدخلات الخارجية “السلبية” في البلدين.
وأكد المنفي مساندة بلاده لوحدة السودان وأمنه وسلامة أراضيه، مشيراً إلى أهمية السودان الاستراتيجية لليبيا، مضيفاً: “لا يمكن التفريط في استقراره وتماسكه”.
وتابع أن “جهود ليبيا من أجل التوصل إلى سلام في السودان هي التزام ومسؤولية، مؤكداً أن هذه الجهود ستستمر حتى تؤتي ثمارها”.
وحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي ناقشت المباحثات التي حضرها وفدا البلدين سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلديْن ودعمها وتطويرها.
واتفق الجانبان على تبادل الوفود وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يؤدي إلى إحلال السلام والاستقرار في السودان والمنطقة.
والسبت، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، عن مبادرة قال إنها تهدف إلى إحلال السلام ووقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً بزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بحثت المبادرة الليبية للتسوية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية لإحلال السلام والاستقرار في البلاد.
وأبدى حميدتي ترحيبه بالمبادرة الليبية، وقال في منشور على منصة إكس إنه شكر الدبيبة على دعوته لزيارة ليبيا، مشيراً إلى أنه سيلبي الدعوة في أقرب وقت ممكن.
وقال إنه تلقى، السبت، اتصالاً من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية ناقشا خلاله تطورات الأوضاع في السودان ورؤى حل الأزمة في السودان وجهود إنهاء الحرب والوصول إلى سلام في البلاد.
وما تزال تتصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي مما أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف سوداني وتشريد 7 ملايين بين نازح ولاجئ، بينما يواجه 25 مليون نذر المجاعة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
فقد الشي لا يعطيه … الهروب للأمام لن ينفع مغتصبي السلطة اصحاب الأمر الواقع في ليبيا
لإنهاء الحرب.. أميركا تعين مبعوثا خاصا جديدا للسودان والعاقل يفهم ….