نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: عقد مجلس الأمن الدولي صباح اليوم الأربعاء جلسة رفيعة المستوى تناولت الوضع في أوكرانيا، شارك فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورؤساء دول وحكومات ووزراء أعضاء المجلس وغيرهم من أعضاء الأمم المتحدة.
غوتيريش: غزو روسيا لأوكرانيا هو انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي
وترأس الجلسة رئيس وزراء ألبانيا، آدي راما، إذ تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن الدولي خلال شهر أيلول/سبتمبر الحالي.
وعقدت الجلسة على مستوى رفيع حيث حضر، أيضاً، العديد من وزراء خارجية الدول، بمن فيهم وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، لكنه لم يحضر أثناء حديث الرئيس الأوكراني ودخل القاعة لاحقا عندما كان وزير الخارجية الأمريكي يقدم مداخلته حيث كان دوره للحديث مباشرة بعد الوزير الأمريكي.
وقد شهدت بداية الجلسة جدلا بين رئيس وزراء ألبانيا والسفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عندما أعلن السيد راما أن الرئيس الأوكراني سيتحدث قبل أعضاء المجلس، ما دعا السفير نيبينزيا الاعتراض على ترتيب المتحدثين مشدداً على أن القواعد تحتم إعطاء الدول الأعضاء بالمجلس فرصة الحديث أولا قبل المدعوين. ولكن رئيس المجلس أكد أن قائمة المتحدثين تلتزم بالقواعد وبما سبق اتباعه في جلسات مجلس الأمن السابقة.
وقد كان أول المتحدثين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي جدد التأكيد على أن غزو روسيا لأوكرانيا هو انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال إن الحرب تفاقم التوترات الجيوسياسية والانقسامات وتهدد الاستقرار الإقليمي وتزيد التهديدات النووية.
وشدد غوتيريش على ضرورة الوقف الفوري للهجمات ضد المدنيين وبنيتهم التحتية، وقال إن نحو نصف الشعب الأوكراني( 18 مليون) يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والحماية فيما فر أكثر من 6 ملايين شخص خارج وطنهم بسبب الحرب.
وأضاف الأمين العام أن الحرب ساهمت في ارتفاع غير مسبوق لأسعار الغذاء على المستوى الدولي، بما يهدد الملايين بالفقر والجوع. وقال غوتيريش: “منذ تموز/يوليو نجحنا في تخفيف هذا الأثر عبر مبادرة البحر الأسود ومذكرة التفاهم مع الاتحاد الروسي. المبادرة مكنّت من تصدير ما يقرب من 33 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية وسمحت لبرنامج الأغذية العالمي بنقل 725 ألف طن متري من القمح للمساعدات الإنسانية لدول منها أفغانستان والصومال”.
وأعرب غوتيريش عن الأسف الشديد لإنهاء روسيا لمشاركتها في مبادرة البحر الأسود في تموز/يوليو الماضي.
وفور إنهاء هذه المشاركة، قصفت روسيا الموانئ الأوكرانية ومنشآت تخزين الحبوب على البحر الأسود ونهر الدانوب. وقال الأمين العام إن هذه الهجمات غير مقبولة، ويجب أن تتوقف
وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة تواصل العمل على مسار تحقيق السلام العادل والدائم في أوكرانيا بما يتوافق مع الميثاق والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة. وحث جميع الدول على القيام بدورها لمنع المزيد من التصعيد ووضع أسس السلام الدائم. وشدد على عدم وجود بديل للحوار والدبلوماسية والسلام العادل.
أما الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، فتحدث عن معاناة بلاده ومقتل وجرح الألاف من الأوكرانيين وتشريد الملايين. وقال: “هذه الحرب عمل عدواني وإجرامي يهدف للاستيلاء على الأراضي الأوكرانية ومواردها”.
زيلينسكي: من حق إفريقيا وأمريكا اللاتينية والدول الإسلامية أن يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن
ووصف النظام في روسيا بالإرهابي. وعبر عن امتنانه لمساعدة أوكرانيا ودعمها بالأسلحة، وقال إن بلاده تمارس حقها بالدفاع عن النفس مشيراً إلى ضرورة إصلاح مجلس الأمن وضرورة أن تعكس تركيبة المجلس الواقع السياسي اليوم وليس الواقع بعد الحرب العالمية الثانية.
وأشار زيلينسكي، ايضاً، إلى ضرورة توسيع عضوية مجلس الأمن فيما يخص الدول دائمة العضوية وغير دائمة العضوية. وقال إنه من الضروري إصلاح قضية استخدام حق النقض.
وأكد أنه من حق أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي أن يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن.
لافروف: لسوء الحظ وبعد الحرب الباردة قرر الغرب برئاسة الولايات المتحدة أن يحدد مصير البشرية
وبدوره ، تحدث وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، عن معاناة الأوكرانيين وتدمير مخازن الحبوب والبنية التحتية ومقتل وجرح الألاف ونزوح الملايين. وقال: “الرئيس بوتين أعلن أنه يريد محو أوكرانيا ويعيد إحياء الإمبراطورية الروسية… روسيا انتهكت قرارات مجلس الأمن.” وتحدث عن انتهاك غزو روسيا لميثاق الأمم المتحدة واتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقال إنها تدق طبول الحرب النووية. واتهم روسيا باستخدام الجوع كسلاح في انسحابها من مبادرة الحبوب وقصفها للبنية التحتية الأوكرانية بما فيها مخازن الحبوب والموانئ. وأشار إلى استخدام روسيا لمسيّرات إيرانية لمهاجمة الأوكرانيين واعتبر ذلك انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي 2231.
أما وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فقال ” لسوء الحظ وبعد الحرب الباردة قرر الغرب برئاسة الولايات المتحدة أن يحدد مصير البشرية، واختار بشكل انتقائي القواعد والمبادئ الدولية وعلى أساس احتياجاته الجيوسياسية.” وتحدث عما أسماه “تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية الأوكرانية وفرضها مرشحا مقربا من الولايات المتحدة والدول الغربية بين الأعوام 2004 و 2005.”وتوقف عند ما أسماه “أزمة عميقة في العلاقات الدولية وغياب أي رغبة غربية في معالجة المسائل العالقة”.
وقال لافروف إن ” هناك هجوما على اللغة والثقافة الروسية في أوكرانيا.” ورأى فيها انتهاكا للحقوق الأساسية للأقليات الروسية في أوكرانيا. وتطرق الوزير الروسي لما أسماه جذور الأزمة في أوكرانيا، وقال إن” الدول الغربية لا تتحدث مطلقا عن أسباب الأزمة في أوكرانيا.” وحمل الدول الغربية المسؤولية عن “أزمة أوكرانيا لعدم احترامهم الاتفاقيات ذات الصلة.”
(زيلينسكي يطالب بتجريد روسيا من المقعد الدائم).
حلم إبليس بالجنة