احتجاجات ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في ريف دمشق

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: شهدت أجواء محافظة القنيطرة انفجارات ناجمة عن اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات إيرانية، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء محافظتي درعا والقنيطرة، جنوب سوريا، بينما خرجت احتجاجات شعبية غاضبة في بلدات بيت جن وقطنا، نددت بانتهاكات تل أبيب الأخيرة على الأراضي السورية وطالبت بالإفراج عن المختطفين من أبناء ريف دمشق. الناشطة الميدانية سلام هاروني من القنيطرة قالت لـ «القدس العربي» إن تصدي الدفاعات الجوية الإسرائيلية لصواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية، أدى إلى سقوط شظايا ومسيرة إيرانية، وإشعال حرائق في الأراضي الزراعية في قرية الرفيد في ريف القنيطرة، ما أثار ذعرا واسعا بين السكان.
وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، حطام طائرة مسيرة إيرانية أسقطتها القوات الإسرائيلية في بلدة الرفيد جنوب القنيطرة.
وحسب المصدر، فإن فرق الدفاع المدني سارعت إلى موقع الحريق وتمكنت من السيطرة عليه وإخماده، دون وقوع أي إصابات بشرية.
كما سقط صاروخ في محيط قرية مجدوليا، ما تسبب بحالة من الذعر بين الأهالي، خاصة مع تزامن الحادث مع سماع دوي انفجارات في عدة مناطق من المحافظة، من بينها كودنة، الرفيد، ممتنة، أم باطنة، وغيرها.
ووجهت الجهات المختصة نداء رسميا إلى السكان بضرورة التزام منازلهم والتقيد الكامل بالتعليمات الصادرة، حفاظاً على سلامتهم في ظل التصعيد الأمني المتواصل في المنطقة.

احتجاجات

في غضون ذلك، نظم أهالي منطقتي بيت جن وقطنا بريف دمشق، أمس الجمعة، مظاهرات شعبية غاضبة أمام مقر قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك «أندوف» في نبع الفوار في ريف دمشق، احتجاجا على اختطاف قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس 7 مدنيين، في عملية دهم واعتقال في بلدة بيت جن.
وقال المسؤول الأمني في بيت جن لـ «القدس العربي» إن العشرات من الأهالي توافدوا الجمعة إلى محيط مقر قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك «أندوف» بعد صلاة الظهر، للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين الذين قالوا إنهم يعملون في مجالات الزراعة والتجارة ولا تربطهم أي صلة بجهات معادية أو نشاطات عسكرية.
وأوضح تيسير الصفدي وهو أحد المتظاهرين لـ «القدس العربي» أن المعتقلين هم مواطنون سوريون يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، نافيا وجود أي دوافع أمنية وراء اعتقالهم.
وكانت قوات الاحتلال قد نفذت مداهمة مسلحة لبلدة بيت جن ليلة أمس، أسفرت عن مقتل مدني واعتقال سبعة آخرين، جميعهم من سكان البلدة.

تل أبيب اعترضت مسيّرات إيرانية في أجواء درعا والقنيطرة

كما خرج أهالي مدينة قطنا بوقفة احتجاجية، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على بلدة بيت جن، حسب ما أكد مسؤول المكتب الإعلامي لمدينة قطنا، لافتا إلى أن الوقفة الاحتجاجية التي نددت بالعدوان الإسرائيلي في ساحة الشهداء، شهدت حضورا رسميا وشعبيا، حيث حضرها مدير أمن المنطقة، والسياسي السوري جورج صبرا، وعدد من وجهاء وأهالي ريف دمشق.

هدوء حذر

في سياق آخر، خيّم الهدوء على ريف درعا الغربي عقب ساعات من التوتر الأمني الذي شهدته بلدة مساكن جلين، إثر اندلاع اشتباكات مسلّحة بين قوات الأمن الداخلي ومجموعة محلية مسلحة يقودها ميلاد البرازي.
المتحدث باسم تجمع أحرار حوران «أيمن أبو نقطة» قال لـ «القدس العربي» إن الاشتباكات التي اندلعت مساء الخميس، أسفرت عن مقتل أحمد يوسف البردان، أحد عناصر الأمن الداخلي وينحدر من مدينة طفس، إلى جانب إصابة عنصرين آخرين بجروح متفاوتة.
وذكرت مديرية الأمن الداخلي في درعا أنها تلقت بلاغا عن قيام مجموعة مسلّحة بنصب حاجز أمني في منطقة مساكن جلين، بينما تعرضت دورية تابعة لها لكمين مسلّح، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات وصفت بالعنيفة.
وحسب بيان الأمن الداخلي، تمكنت القوات خلال الحملة من ضبط مستودع أسلحة في البلدة يحتوي على ذخائر وعبوات ناسفة، قال البيان إنها كانت معدّة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعقب الاشتباكات، وصلت تعزيزات أمنية كبيرة إلى منطقتي مساكن جلين والعجمي، حيث نفذت حملة أمنية أسفرت عن اعتقال عدد من أفراد المجموعة المسلحة، وذكرت مصادر محلية أن المعتقلين تعرضوا للضرب والإهانة خلال عملية اعتقالهم.
وسلّم قائد المجموعة ميلاد البرازي نفسه للشرطة العسكرية في مدينة درعا صباح أمس الجمعة، وذلك بعد أن كان يقود مجموعة تعمل سابقاً تحت مظلة فرع الأمن العسكري.
وأفاد المصدر «بوقوع تجاوزات ارتكبها عدد من عناصر الأمن الداخلي خلال المداهمات، شملت سرقة محتويات منازل تعود لشخصيات كانت ضمن اللجان المركزية سابقا».
وفي سياق متصل، وصل مساء الخميس رتل عسكري تابع للفرقة 40 إلى ريف درعا الغربي، في إطار تعزيز الانتشار العسكري ومحاولة احتواء التوتر الأمني في المنطقة.
في موازاة ذلك، أعلنت الجهات الأمنية السورية عن تنفيذ عملية نوعية في بلدة جلين في ريف درعا الغربي، أسفرت عن ضبط مستودع كبير للأسلحة، عقب ملاحقة مجموعة مسلحة خارجة عن القانون.
وقال مصدر أمني مسؤول لـ «القدس العربي» إن العملية جاءت بعد ورود معلومات استخباراتية عن تحركات مشبوهة لمجموعة مسلحة في البلدة، حيث جرى التعامل الفوري مع التهديد، واندلعت اشتباكات خلال الملاحقة، أدت إلى مقتل أحد عناصر الأمن السوري.
وأضاف المصدر: طلبت القوات الأمنية مؤازرات إضافية لضبط المنطقة، ونفذت حملة تمشيط واسعة عُثر في أعقابها على مستودع أسلحة مخبأ. وأكد أن الوجود الأمني لا يزال مستمرا في المنطقة لضمان السيطرة ومنع أي خرق محتمل قد يهدد الأمن المحلي.
وأشار لـ «القدس العربي» الى أن وحدات من وزارة الدفاع، بقيادة القائد بنيان الحريري، تدخلت لتثبيت الاستقرار، حيث قاد الحريري مفاوضات مباشرة مع قائد المجموعة المسلحة ميلاد البرازي المعروف بلقب «أبو راشد»، أسفرت عن تسليم الأخير نفسه طوعاً للشرطة العسكرية. وتم نقل البرازي إلى العاصمة دمشق لاستكمال التحقيقات.
ويعد البرازي، المنحدر من بلدة العجمي في ريف درعا الغربي، من أبرز قادة المجموعات المسلحة في المنطقة، وقد ظل مطلوباً للأجهزة الأمنية على خلفية نشاطاته التي تشكل تهديداً للسلم الأهلي والأمن العام.
وحسب المصدر فإن «هذه التطورات تأتي في إطار الجهود الأمنية المستمرة التي تبذلها الجهات المختصة في ملاحقة المجموعات المسلحة وضبط السلاح غير الشرعي، وذلك حفاظا على الاستقرار» ومنع تفاقم الأوضاع الأمنية في الجنوب السوري.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية