احتدام التنافس بين الجزائر والمغرب على مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري الممتد نحو أوروبا

حجم الخط
15

الرباط ـ “القدس العربي”: بينما تسعى العديد من الدول الأوربية إلى تقليل اعتمادها على الشحنات الروسية من الغاز، تتجه الأنظار نحو القارة الأفريقية، وخاصة النيجر، حيث تتنافس الجارتان الجزائر والمغرب للظفر بصفقة أنابيب الغاز المتّجهة نحو أوروبا.

واللافت للانتباه أن نيجيريا توقع اتفاقيات مع البلدين المغاربيين المذكورين، كل واحد على حده، بشراكة مع بلدان أخرى سيمرّ عبرها المشروع الكبير، الذي لم يحدد بعد مداه الزمني، سواء بالنسبة للمغرب أو بالنسبة للجزائر.

هكذا، إذن، تحققت خطوة جديدة في مشروع خط أنابيب الغاز نيجيرياـ المغرب، بالتوقيع في نواكشوط، أول أمس السبت، على مذكرتي تفاهم بشأن خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، بين المغرب ونيجيريا وموريتانيا، من جهة، والمغرب ونيجيريا والسينغال، من جهة أخرى.

وأفاد بيان مشترك للأطراف الموقّعة أنه جرى توقيع المذكرة الأولى من قبل “المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن” في المغرب، ممثلا بمديرته العامة، أمينة بنخضرا، وشركة البترول الوطنية النيجيرية، ممثلة بمديرها العام، مالام ميلي كولو كياري، والشركة الموريتانية للمحروقات، ممثلة بمديرها العام، التراد عبد الباقي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء المغربية.

وأضاف المصدر ذاته أن المذكرة الثانية تم توقيعها من قبل المكتب المغربي والشركة النيجيرية، والشركة القابضة للبترول في السينغال “PETROSEN Holding”، ممثلة بمديرها العام، أداما ديالو.

وقال البيان المشترك إن هاتين المذكرتين تؤكدان التزام الأطراف في إطار هذا المشروع الإستراتيجي الذي بمجرد استكماله سيوفر الغاز لجميع بلدان غرب إفريقيا، كما سيفتح طريقا جديدة بديلة للتصدير نحو أوروبا.

وأشار إلى أن هذا الأنبوب سيمتد على طول ساحل غرب إفريقيا من نيجيريا إلى المغرب، مرورا عبر السينغال وموريتانيا، حيث سيتم توصيله بخط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، ومن هناك إلى شبكة الغاز الأوروبية.

وستساهم هذه البنية التحتية في تحسين الظروف المعيشية للسكان، واندماج اقتصاديات المنطقة، والتخفيف من حدة التصحر بفضل الإمدادات المستدامة والموثوقة من الغاز، مع احترام الالتزامات الجديدة للقارة في ما يتعلق بالحفاظ على البيئة. كما سيمنح هذا المشروع إفريقيا بعدًا اقتصاديًا وسياسيًا واستراتيجيًا جديدًا، وفق ما جاء في البيان.

وكان المغرب وقع، الشهر الماضي، على مذكرة تفاهم مع نيجيريا بشأن مشروع خط أنابيب الغاز، بحضور ممثل عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المسؤولة عن الطاقة.

المشروع، الذي لم يتم تحديد جدول زمني له، هو جزء من سياق جيوسياسي يتميز بالطلب الدولي القوي على الغاز والنفط وارتفاع الأسعار بعد غزو روسيا لأوكرانيا، حيث تسعى العديد من الدول، ولا سيما الدول الأوروبية، إلى تقليل اعتمادها على الشحنات الروسية.

والجدير بالذكر أن المشروع النيجيري- المغربي، الذي يبلغ طوله 6000 كيلومتر، سيعبُر، وفق ما هو مخطط له مبدئيا، ثلاث عشرة دولة أفريقية على طول ساحل المحيط الأطلسي، كما سوف يزود الدول غير الساحلية، مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي بهذه المدة الحيوية، ويسمح بنقل أكثر من 5000 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى المغرب. ومن ثم، سيتم ربطها مباشرة بخط أنابيب الغاز المغاربي- الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية.

ويأتي المشروع المغربي/ النيجيري الذي جرى الإعلان عنه نهاية عام 2016، على خلفية التنافس الإقليمي المتزايد بين المغرب والجزائر، هذه الأخيرة التي تعدّ أكبر مصدر أفريقي للغاز الطبيعي والسابع في العالم.

وبلغت الأزمة بين الدولتين المغاربيتين الجارتين ذروتها بقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في آب/ أغسطس 2021 بإجراء من قصر “المرادية”. وفي أعقاب هذه القطيعة، حرمت الجزائر الرباط من غازها بإغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي ينقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا ويمر عبر المغرب. ومنذ ذلك الحين، سعت الرباط إلى تنويع السبل لتغطية احتياجاتها.

على الجانب الآخر، وقع وزراء الطاقة الجزائريون والنيجيريون تموز/ يوليو المنصرم على مذكرة تفاهم لتجسيد مشروع ضخم منافس لخط أنابيب الغاز عبر الصحراء، يبلغ طوله أكثر من 4000 كيلومتر، من أجل نقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر النيجر والجزائر. ولم يتم تحديد موعد للانتهاء من عملية عبر الصحراء.

ويتوقع أن ينقل خط الأنابيب مليارات الأمتار المكعبة من الغاز النيجيري إلى الجزائر عبر النيجر، ومن ثم نحو دول الاتحاد الأوروبي عبر شركة “ترانسميد” التي تربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس والغاز الطبيعي المسال الذي تنقله ناقلات الغاز الطبيعي المسال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الجزاءر:

    لما لم تنشر القدس اخر تقرير لمنظمة الفاو الاممية و الذي وضع الجزاءر في مقدمة الدول الافريقية في الامن الغداءي.

    1. يقول عبد الرحيم المغربي .:

      راجع مقالا في هذه الصحيفة صدر هذا اليوم…للصحفي الجزائري توفيق رياحي بعنوان…عبد المجيد تبون المعجزة…يؤكد ماقلته…ولا حول ولاقوة إلا بالله.

  2. يقول فاتح بن حواء:

    لا يوجد لا تنافس ولا شيء والدليل , , , المشروع المغربي يمر عبر 13 دولة افريقية وكل دولة ستقتطع منه رسوم عبور يعني لن يبقى منه الا القليل للتصدير نحو اوروبا , , , , اما المشروع الجزائري سيمر على النيجر والجزائر فقط , , ستقتطع منه النيجر رسوم عبور والجزائر مكتفية ذاتيا من الغاز وبالتالي كمية التصدير ستكون كبيرة جدا , , , الانبوب المغربي موجه للاستهلاك الافريقي , , ,والانبوب الجزائري موجه للتصدير لاوروبا , , , ولا يوجد تنافس في هذا

  3. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    نيجيريا ذكية .. خصوصا أن نظام الجزائر لم يقوم بشيئ من أجل انبوب الغاز منذ اكثر من عشر سنوان بعد اتفاق سابق ..
    و فجأة استيقظ من سباته .. و ربما بايعاز من روسيا ايضا كي تتم عملية الاستقواء ضد اوروبا .. و الدليل هو ان روسيا تحاول
    ان تدخل في مشروع نيحيريا المغرب ايضا .. على الاقل بالمال .. كي ربما لا تفي بوعودها .. و تتم عملية تعطيل المشروع لسنوات.
    .
    اقول .. نيجيريا ذكية .. هي لا تعارض المشروعين ..
    .
    لكن نيجيريا تشتغل مع من يريد ان يشتغل.. و هذا واضح مع بلدان غرب افريقيا. و هناك نقطة قوة هنا .. هو ان غاز السينيغال
    و موريتانيا ايضا سيثم تصديرهما عبر الانبوب .. و نقطة قوة ثانية .. هو ان المشروع مهيكل اقتصاديا لدول غرب اوروبا ..
    .
    هناك نقطة قوة اخرى .. هو ان اوروبا لا تريد اعادة نفس الخطأ مع روسيا .. و تريد تنويع المصادر .. خصوصا ان لنظام الجزائر
    مثل روسيا سوابق في قطع الانابيب .. و التهديد بالغاز .. فهل اوروبا هبلة ..

    1. يقول عزيز - ح:

      تصحيح : نحو ايطاليا و ليس اسبانيا .

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      اراك قد قمت بتصحيح لتعليق آخر على ما يبدو … فكلمة اسبانيا غير مذكورة ?
      .
      يا أخي الكريم .. لماذا تفعل هذا .. يمكنك المحاججة بالدليل ان احببت .. هذا افضل.
      .
      انا هنا ساصحح لنفسي .. مهيكل اقتصاديا لدول غرب افريقيا و ليس اوروبا .. .

    3. يقول علي:

      يبدو أن الأمر اختلط عليك يا بن الوليد. الجزائر لم تقطع توريد الغاز لأوروبا أبدا و الذي حصل هو أن العقد الذي يربط بين الجزائر و المغرب قد انتهى في آجاله المحددة و الجزائر لم تشأ أن تجدده و هذا من حقها و استبدلت الأنبوب المغاربي بأنبوب ميدغاز. أما فيما يخص أوراق الضغط، فهذا من حق أي دولة ترى أن مصالحها في خطر تماما مثل ما تفعل أوروبا مع باقي الدول و حتى المغرب مستعد لاستعمال الأنبوب الذي سيمر على أراضيه كورقة ضغط و تهديد في حالة ما إذا لزم الأمر و خصوصا أن المغرب له سوابق في قضايا الإبتزاز و الكل يتذكر حينما اتهمت إسبانيا المغرب بالعدوان والإبتزاز بعد تدفق آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة

    4. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      صحيح .. الابتزاز موجود و يدخل في اللعبة الدولية .. و موازبن الفوى .. و الغرب سباق في الامر ..
      .
      اوروبا تعرف .. و تعرف أن المغرب و نظام الجزائر .. نيجيريا .. و الكل يعرفون ..
      .
      لكن اوروبا لا تريد خطر ابتزاز من طرف واحد ماسك بكل الخيوط .. بل تريد توزيع خطر الابتزاز
      على اكثر من واحد .. و في حين قام أحد بابتزاز .. يبقى الآخرون بدونه .. و يتدفق الغاز ..

  4. يقول كريم:

    هههههه مشروع يجسد بعد ٢٥ سنة لما يصبح الغاز سلعة من الماضي.

  5. يقول محمد:

    ليست هناك منافسة بين المغرب والجزائر على خط الأنبوب النيجيري ،بل ان نيجيريا تلعب على الوترين لاستقطاب الشركات الاجنبية للاستثمار في خط الانبوب او انبوبين .

  6. يقول Amal:

    الأمة الإفريقية لها إمكانيات وثروات يمكنها أن تصنع قوة اقتصادية تنافس أروبا ؛لكن للأسف فإفريقيا لا حظ لها بسبب قادتها.. حتى الحلويات المغربية أصبحت موضوع ؛وأهم منتوجها التي تصدره لشباب إفريقيا هو القرقوبي…نحن أمة واحدة وشعب واحد ولذلك يجب أن يصبح البترول تراثا مشتركا ههههه

  7. يقول محمد قارا:

    المغرب لم يدخل المنافسة مع أي جهة كانت في شأن خط أنابيب الغاز نيجيريا – أوروبا المار فوق ترابه، بل إن الاحتياطيات الضخمة لنيجيريا من الغاز الطبيعي تتيح إنشاء أكثر من أنبوب واحد.

  8. يقول الحسن:

    تحتاج نيجيريا للأنبوبين معا. وحطيتها ذكية. تقول للجميع أنا أوفر الغاز وأنتم وفروا البنية التحتية لتصديره.

  9. يقول عبد الرحيم المغربي .:

    ما يتطلب التوضيح هنا هو أن الاتفاق المعقود قبل يومين في نواكشوط…هو خطوة متقدمة نحو الإنطلاق في الإنجاز لجزء مهم من الانبوب الذي سيمتد من السينغال إلى المغرب مما سيقلص مدة الأشغال بشكل كبير…، كما أن أهمية الأنبوب تتمثل في أنه سيساهم في نقل غاز خمس دول إفريقية وليس نيجيريا فقط…مما سينعكس ايجابا على مختلف دول الساحل…. إضافة إلى أن المشروع في حد ذاته يشكل منطلقا نحو التكامل الطاقي الذي سيشمل مستقبلا تصدير الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر… إلى أوروبا…والذي سيكون منطلقه الخط الرابط بين المغرب وبريطانيا…والذي يعتبر من أحد الأسباب التي أصابت فرنسا بالهيستريا…بعدما تم تهميشها في كلا المشروعين العملاقين…مما حصر رهانها على الغاز الجزائري فقط…

  10. يقول هيثم:

    اكتشاف الغاز في السنغال و موريتانيا يسهم إيجابيا في إبراز أهمية و ضرورة إنجاز أنبوب نيجيريا أوروبا عبر المغرب. هذا المشروع سيكون رافعا للتنمية الاقتصادية الاجتماعية لبلدان غرب أفريقيا و يتمثل ذلك في تعميم الكهرباء من أجل الصناعة و لضخ مياه الآبار من أجل الاستغلال الفلاحي و تحسين مستوى معيشة السكان مع إدخال الكهرباء للبيوت. المغرب لا ينافس من أجل المنافسة بل يشتغل ضمن قاعدة رابح رابح .و من حسنات المشروع النيجيري المغربي أنه بعث الحياة من جديد في المشروع الجزائري النيجيري بعد بيات طويل دام 20 سنة.

اشترك في قائمتنا البريدية