لافتة تقول "هذا العنصري الشرير مات" في احتفال بوفاة جان ماري لوبان، في ساحة الجمهورية في باريس. 7 يناير 2025. رويترز
باريس- “القدس العربي”: نُظمت تجمعات، لا سيّما للشباب، في باريس وليون للاحتفال بوفاة الزعيم التاريخي لليمين المتطرف الفرنسي جان ماري لوبان، أكبرها في ساحة الجمهورية الشهيرة في العاصمة الفرنسية.
وتم ترديد هتافات من قبيل: “لقد مات!”. وشوهد المتظاهرون وهم يرقصون، ولافتات مكتوب عليها: “يا له من يوم جميل!”.
🇫🇷 FLASH | “Feux d’artifice, fumigènes, champagne, confettis…” Scène de liesse sur la Place de la République à Paris après la mort de Jean-Marie Le Pen. (@LucAuffret)
— Cerfia (@CerfiaFR) January 7, 2025
وندد وزير الداخلية برونو روتايو بهذا التجمع، قائلاً: “لا شيء، على الإطلاق، يبرر الرقص على جثة، إن وفاة رجل، حتى لو كان معارضاً سياسياً، لا ينبغي أن توحي إلا بضبط النفس والكرامة. مشاهد الابتهاج هذه مخجلة، بكل بساطة”.
وفي مدينة ليون، حدثت مشاهد ابتهاج مماثلة، وتَجَمَّعَ المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب، في ساحة دي تيرو، مطلقين الألعاب النارية في السماء. وهتفوا بشعارات من قبيل: “اللعنة على اليمين المتطرف”.
وتوفي جان ماري لوبان الرمز التاريخي لليمين المتطرف، هذا الثلاثاء، عن عمر ناهز 96 عاماً.
وكان الزعيم السياسي السابق قد دخل المستشفى عدة مرات، في السنوات الأخيرة، بسبب تدهور حالته الصحية. تم إدخاله إلى المستشفى في شهر نوفمبر، بعد تحاليل غير مطمئنة، وقبل ذلك في شهر أبريل عام2023 بسبب نوبة قلبية، وفي فبراير2022 بعد إصابته بنوع خفيف من السكتة الدماغية.
منذ فبراير/شباط، استفادت مارين لوبان وشقيقتاها ماري كارولين ويان لوبان من “تفويض الحماية”، وهو إجراء يشبه الوصاية، والذي سمح لهن بتنفيذ أعمال مختلفة باسم والدهن، وحدهن، أو معًا.
Rien, absolument rien ne justifie qu’on danse sur un cadavre. La mort d’un homme, fût-il un adversaire politique, ne devrait inspirer que de la retenue et de la dignité. Ces scènes de liesse sont tout simplement honteuses. https://t.co/NPPhfCNils
— Bruno Retailleau (@BrunoRetailleau) January 7, 2025
وفي يونيو/حزيران الماضي، أُعلن أن الحالة الصحية لجان ماري لوبان “تتعارض” مع ظهوره في محاكمة مساعدي البرلمان الأوروبي للجبهة الوطنية. ولاحظ الخبراء الذين فحصوه “تدهوراً عميقاً في قدراته البدنية والنفسية”. وكان من المقرر محاكمته مع 26 شخصًا آخرين بتهمة اختلاس أموال عامة على حساب البرلمان الأوروبي.
سبق لهذا السياسي المخضرم الترشح لرئاسة الجمهورية خمس مرات، وتمكّن، في عام 2002 ، من الوصول إلى الدور الثاني في مفاجأة تاريخيّة للجميع. لكنه خسر بعد ذلك أمام جاك شيراك بنتيجة ساحقة في الجولة الثانية.
L’Humanité du 8 janvier : mort de Jean-Marie Le Pen, la haine était son métier
📰 https://t.co/HlQqUuQ1TE pic.twitter.com/lQhBl8W1Zp
— L’Humanité (@humanite_fr) January 7, 2025
تم انتخابه لأول مرة في عام1956 لعضوية الجمعية الوطنية، ليصبح في السابعة والعشرين من عمره أصغر عضو في قصر بوربون. هزم في الانتخابات التشريعية عام 1962. وفي عام1972 تم تعيينه رئيسًا للحزب الجديد الذي جمع الفاشيين الجدد “الجبهة الوطنية”.
ورفع شعاره المفضل: “مليون عاطل عن العمل هو مليون عدد كبير جدًا من المهاجرين”، الذين اتهمهم بالاستفادة من المساعدة الاجتماعية على حساب الفرنسيين.
في عام 2011، خلفته مارين لوبان، أصغر بناته الثلاث في رئاسة الحزب.. لكن تصريحات الأب المثيرة للجدل ظلّت مكبّلة لها، وأصبح مزعجًا بسبب “شيطنة” الحزب. وانتهى الأمر بمارين لوبان باستبعاد والدها في عام 2015 بعد تصريحات متكررة مثيرة للجدل حول المحرقة. ثم تصالحا، وتلاشت الحرب العائلية، التي اندلعت أمام وسائل الإعلام والمحاكم، على مرّ السنين.
رغم معراضتي لأفكار ماري لوبن السياسية المتطرفة، غير أن الاحتفال بموت شخص لا ترقي الإنسان إلى مرتبة الترفع و التعالي عن أفكاره المتطرفة…كان الأجدر اللامبالاة، أو الصمت الناطق المعبر.الموت لحظةوجودية للتأمل و أخذ العبرة للحي و الميت معا. قال ميلوشون، السياسي الفرنسي المعارض أمس بخصوص هذه الوفاة:” لقد مات إنسان يحمل فكرا عنصريا…….لكن العنصرية لم تمت..،” هذا هو التعبير الوجودي الراقي و ليس التعبير الشعبوي “الساذج” الذي يخدم في الاخير مصلحة تياره الأيديولوجي.
رغم أنه كان ضد الهجرة إلا أن أفكاره وعمله موجه لصالح فرنسا أكثر من كل الفرنسيين لكنه ارتكب خطأ عندما شكك في المحرقة التي وقعت خلال الحرب الكونية الثانية ومنذ ذلك الحين اتهم بمعاداة السامية ومنذ خطابه سنة 1987 سلطت ا عليه كل السنة الإعلام العالمية فشيطنوه أكثر مما هو .
مات الرجل تلك هي النهاية الطبيعية وما ماتت افكاره وهو ما يجب على الثقافة الانسانية ان تقتلها لذلك فان الرقص على الجثث ليس من الاعمال الانسانية وان كان صاحبها معادي للتقارب الشعوب وتحاورها لذى يتطلب الامر احياء الفكر التنويري الذي امن بالحرية والاخوة والمساواة وليكون الرقص كشكل للتعبير عن حرية الافكار وتفاعلها مع سيادة العدالة بين البشر
للإشارة السكين الذي يظهر في صورة افتتاحية جريدة الHumanité كان فقده لوبان أثناء إحدى المداهمات التي كان يقوم بها مع فوج المظليين الأول و مازالت السكين بحوزة عائلة احد المجاهدين. لقد حاول لوبان بكل السبل استرجاعها لكنه لم يفلح.