اختيار خلف لرئيسي… أو ورشة صيانة للنظام؟

حجم الخط
11

بمسارعتها لتحديد موعد قريب لانتخاب خلف لإبراهيم رئيسي تحاول «الجمهورية الإسلامية» التخفيف من حدّة التصدع في صورتها العامة بالشكل الذي أظهرته حادثة تحطم المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان مودية بحياتيهما.
وفي حين ينتظر من هذه الانتخابات المستعجلة، ومن معرفة من سيسمح له بالترشح لها، بل من سوف يفكر بخوض السباق من الأساس في الوضع الحالي، ومن سوف يفوز بها وبأي شكل، أن تحدد معالم السياسة التي سيتبعها الحرس الثوري والتيار المحافظ في المرحلة المقبلة، فإن الأسئلة عن ملابسات الحادثة وأسبابها وتداعياتها ما زالت في الصدارة.
فمن الصعب التوجه مباشرة نحو استبعاد فرضية التخريب، ومن الصعب في المقابل الأخذ بها من دون أدلة. وقد لا يكون الفصل في الأمر متاحاً في القريب وربما سيبقى الأمر لغزاً لفترة طويلة.
اضطراب الأحوال المناخية، والطبيعة القاسية لجبال البرز، وارتدادات الحصار التكنولوجي على الملاحة الجوية في إيران، كلها أخذها في الحسبان. في الوقت نفسه الأحرى عدم إغفال التاريخ الحافل للعمليات التي تواجه النظام الإيراني، ومؤسسة الحرس الثوري في الطليعة، سواء من أطراف معارضة ومتمردة داخلية، أو بالتعاون بين هذه الأخيرة وبين دول معادية لإيران.
أتت حادثة تحطم الطوافة بعد أكثر بقليل من شهر على الرد الإيراني بالصواريخ والمسيّرات على الغارة الإسرائيلية ضد قنصلية طهران في دمشق التي أودت بحياة القيادي في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي. وبعد رد مبهم من الجانب الإسرائيلي، إنما من داخل إيران. هذا في وقت لم تفتر يوماً في تاريخ الجمهورية الإسلامية الهجمات سواء من بعض الجماعات المعارضة العنيفة، مثل مجاهدي خلق، أو من قبل الجماعات الانفصالية، هذا في مقابل استخدام النظام للعنف بمواجهة المظاهرات الشعبية المتكررة عليه.
كان رئيسي من رموز التشدد في النظام الإيراني، وكانت الأنظار توجه إليه لتولي ولاية الفقيه نفسها بعد المرشد الحالي علي خامنئي.
فقدان الخط المحافظ لشخصيتين من وزن رئيسي وعبد اللهيان من شأنه أن يفتح الباب لمرحلة من الأخذ والرد ضمن أروقة هذا النظام وبينه وبين مكونات المجتمع الإيراني على اختلافها. الحدث انعطافة كبيرة. هناك مرحلة تبدأ باغتيال قاسم سليماني 2020 وتنتهي بمصرع رئيسي وعبد اللهيان، وقد تخللتها الانتفاضة الشبابية والنسائية والشعبية بعد مقتل المواطنة مهسا أميني 2022. أظهر الحرس في هذه المرحلة قدرته على التماسك من بعد اغتيال سليماني سواء في الداخل الإيراني أو في الإقليمي، وصمد النظام في مواجهة حركة شعبية واسعة النطاق واستمرت لأسابيع عديدة. جاء وصول رئيسي إلى منصب الرئاسة تتويجاً لهذا المسار. ونظر إليه كثر على أنه من بين الأكثر حظاً بين المحافظين لقيادة البلاد من بعد خامنئي. بعد مصرعه وعبد اللهيان يُطرح السؤال كيف يواجه كل من الحرس الثوري، كجهاز، والتيار المحافظ، كحالة، هذه الخسارة الكبيرة، معطوفة على ما أظهرته من هشاشة تكنولوجية وإدارية في الدولة الإيرانية، التي «أضاعت» رئيسها ووزير خارجيتها ليوم كامل؟! النظام الإيراني مؤهل لتعويض هذه الخسارة بشكل أو بآخر. رغم ما كشفه مشهد تحطم المروحية في جبال أذربيجان من هشاشة في الدولة الإيرانية سيدفع بشكل أو بآخر كل الناقمين على هذا النظام إلى محاولة الاستفادة من هذه الهشاشة.
لكن إذا كانت هناك مشكلة في صيانة الملاحة الجوية، على مستوى طوافة رئيس جمهورية، ستكون هناك مشكلة صيانة أيضاً، بشكل أو بآخر، لآليات التحقيق ومعرفة ما حدث. والأهم ومع تحديد النظام موعدا سريعا للانتخابات الرئاسية لا بد من ورشة صيانة للنظام ككل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول وجيه: تدور الدائره:

    هذا الشخص أعدم آلاف واعتقل عدد اكبر عندما كان في القضاء الأعلى وهو الذي أسهم بالاطاحه بآية الله حسين علي منتظري وكان الأخير خليفة الخميني دون منازع وقد اعترض على حملات الإعدام.

  2. يقول سامح// الاردن:

    *ليس دفاعا عن إيران.
    من يعتقد أن موت رئيس الجمهورية في إيران
    سيكسرها فهو أكيد واهم..فهي دولة كبيرة
    وذات مؤسسات قوية ومتوازنة.
    زد على ذلك إيران محكومة من قبل المرشد
    وبيده معظم مفاتيح البلد..

  3. يقول وجيه: هل للتاريخ قانون:

    إيران أعدمت ثلاثة رؤساء عرب خلال فتره تعتبر قصيره.

    1. يقول علــــــي الأول .:

      من هم هؤلاء الرؤساء العرب الثلاثة
      الذين أعدمتهم ايران ؟ .

  4. يقول سامح// الاردن:

    *لو حدث هذا الأمر في مصر ومات السيسي فجأة
    لغرقت البلد في حيص بيص لعدم وجود
    مؤسسات حقيقية وسوف يستولي الجيش
    ع السلطة..

  5. يقول عماد غانم:

    الازمة في مكان آخر
    عندما نفى الشاه الخميني؛ قاد تلميذه في قم “حسين علي منتظري” قيادة المعارضة في الداخل، فعينه الخميني مساعدا وخلفا له، أظهر منتظري عدم رضاه عن نهج النظام القمعي المتشدد فعزله الخميني ووضعه في الإقامة الجبرية وتوفي الخميني عام 1989 دون تسمية خليفة ، ورسى منصب المرشد على خامنئي ، برز رئيسي كمدعي عام دموي ارسل الآلاف لحبل المشنقة في محاكمات صورية
    بإعداد خامنئي (85 سنة) لرئيسي (63 سنة) كخلف له، ضمن استمرارية النظام الحالي لعقدين من الزمان على الأقل
    برز منتظري كايقونة للثورة الخضراء 2010 ، وكانت جنازته منعطف هام لها، فداخل مجلس الخبراء “185 عضو” تيارات وتوجهات ، رفسنجاني على سبيل المثال لا الحصر وبودكاست ابنته المعارض الاكثر متابعة في إيران
    الاقبال على الانتخابات في إيران (10 – 20)% وهذه شعبية النظام/ مرشد وحرس ثوري
    مجتبى خاتمي مرشح مجلس الخبراء لخلافة والده؛ ولكنه – عكس رئيسي – لا يحضى بتأييد الحرس الثوري ، إذا لم يتم الإتفاق على خليفة يتولى الإرشاد مجلس من 3 وهذا سيفقد المنصب الصلابة والحزم، مما سيجعل سقوط النظام مسألة وقت

  6. يقول عبدالله:

    نقتبس من المقال؛ (هناك مرحلة تبدأ باغتيال قاسم سليماني 2020 وتنتهي بمصرع رئيسي وعبد اللهيان) هذا يلخص كل شيء حدث في إيران، وفي نفس الوقت يشير إلى القاتل الحقيقي، وهدفه الأهم وهو الاستحواذ بالسلطة وتوريثها على طريقة الكثير من حكام العالم الثالث، حتى وان كانت النتيجة اقصاء (بقتل او ابعاد كل من يفكر بالعمل من أجل الوطن والمواطن) وحتى لو كانت النتيجة النهائية تدمير البلد…قاسم سليماني دمر أربعة دول عربية ويتم أطفالها وشرد شعوبها، ولكنه عمل من أجل بلده إيران، فصعد نجمه حتى تجاوز نجوم زعماء إيران نفسها وبظمنهم أمير المؤمنين السيد الخامنئي ، لذلك تخلصوا منه بالتعاون مع الامريكان أنفسهم ، نفس الحال حدث مع الرئيس الإيراني ووزير خارجيته. في دول العالم الثالث، هناك خطوط حمراء تجاوزها يعني الموت، وفي إيران المرشد الأعلى أمير المؤمنين السيد الخامنئي لاتختلف الأمور كثيرا عن هذه القاعدة ، فجميع من تجاوز الخط الأحمر حتى ولو بدون قصد، جاءه الموت بقصد حتى لو بدا الأمر كله وكانه بدون قصد( كظروف جوية سيئة)… كيف نفهم وجود شخصية مهمة كرئيس مكتب الرئاسة الإيرانية في طيارة ثانية غير طيارة سيده الرئيس ومسؤوليه المباشر رئيسي، بينما تواجد امام جمعة تبريز في طيارة الرئيس؟

  7. يقول عاشق الأقصى محمد جبرؤوتي:

    بسم الله الرحمن الرحيم. في بلاد العرب عندما تتم عملية اغتيال أو جريمة سياسية يكون الدافع وراءها إما عصيان الأوامر من قبل المجني عليه أو التجريح الخفيف – الحاكم المستبد كتير حساس- أو تهديد كرسي الحكم أو الطمع به أو لإخفاء معلومات خوفا من الفضائح كتفاصيل صفقات الإتجار بالمخدرات أو التنسيق مع إسرائيل و المخابرات الأمريكية ضد المقدسات والشعوب. في حالة الرئيس الإيراني هنا قد تكون عملية اغتيال من قبل إسرائيل التي تنافس إيران على السيطرة والتوسع في البلاد العربية خاصة أن لدها قاعدة للمخابرات العسكرية في أذربيجان بالقرب من مكان تحطم الطائرة يوجد شبهات قوية توحي أنه عمل مرتب فهل يعقل أن تسقط الطائرة وبمرافقتها طائرتان بذات القدم ويعملان أمامها ككاسحات ضباب إن جاز التعبير .. احتمال كبير أن تكون إسرائيل وراء الحادث لأنه إن كان السبب تخريب فني فهذا يعني أنها تمكنت من اختراق الحرس الجمهوري لطهران وهذا الأمر يخدمها ويخفف الضغط عليها لأنها تريد أخبارا قوية تزيح الكاميرا عما يحدث في غزة.

  8. يقول ابن الوليد. المانيا. ( و على تويتر ibn_al_walid_1@ ):

    متافور موفقة جدا في رأي القدس.. لا بد من ورشة صيانة للنظام ككل..
    .
    هذا هو شأن ايران.. ويبدو أن هناك من يدفع بقرارات خاطئة عنوة كي
    يسرع من أمر ما.. لعله سئم الانتظار من أجل التغيير والدمقراطية..
    فمن الداخل.. وبنفس أدوات النظام.. نرى قرارات غريبة وغير مفهومة..
    مثلا الغارة الجوية على باكستان.. تلاها رد باكستاني مدوي.. لزم بعدها
    نظام طهران الصمت..
    .
    لكن.. هل يعقل أن يقرر نظام ايران غارة على باكيستان النووية ذات الجيش
    القوي.. بدون تفكير.. أو على الاقل مقارنة لموازين القوة مع باكستان..
    .
    ثم نجد قرارات خاطئة مثل ارهاب الحوتيين على الملاحة التجارية..
    .
    هل يعقل أن يتخذ نظام ايران قرار ارهاب الملاحة هناك .. ليختبأ وراء
    الحوتيين.. أين هو ذكاء الايرانيين.. هل اعتقدوا أن العالم سيصدق أنهم
    مالهمش دعوة.. الحوتيين هم سبب الارهاب… هل صدقوا أن الغرب سيبتلع هذا..
    .
    وكما كان رد باكيستان المذل لأيران.. جاء رد امريكا على مقتل جنودها قرب الحدود الاردنية..
    .
    والتزمت ايران الصمت.. وهنا كانت الضحية ادرعها العربية..
    .
    في سلسلة القرارات الدنكيشوطية الايرانية ها هو حادث المروحية.. وبدأت تصريحات رسمية
    تخرج الى العلن تكذيبا لرواية الضباب.. ما يشير الى أن هناك أجنحة..
    .
    يتبع رجاءا 1

  9. يقول ابن الوليد. المانيا. ( و على تويتر ibn_al_walid_1@ ):

    كما وضعت باكستان حدودا واضحة بالقوة لإيران.. يبدو أن الغرب وضع حدودا لايران ايضا..
    .
    والماكنة يجب عليها أن تصان.. ولا وجود لقطع الغيار..
    .
    لكن .. والحق يقال.. فعلا… كانت هناك افكار في غاية العبقرية والدهاء… قد تكون دليلا ربما
    أن لعبة الشطرنج مصدرها بلاد فارس فعلا.. تكتيكات واستراتيجيات و نقلات ممتازة وخطيرة..
    وجب على العرب الاستفادة منها..
    .
    هناك استراتيحية خلق الحاجة.. كي يفك الحصار مع الوصول الى القنبلة النووية.. وبالتالي لن يضيع
    عناء عشرات السنين من الحصار دفعة واحدة.. ضربة معلم.. وتخرج بلاد فارس المنتصر المسيطر على المنطقة وزيادة..
    .
    ايران وبكل خطواتها في بلدان عربية كانت تخلق الحاجة اليها.. حاجة الغرب لايران.. لذلك كانت تعطي
    عربونا لتعاونها مع الغرب على حساب العرب.. لاثبات أنها مهمة للغرب .. ويمكن للغرب الاستفادة منها..
    رغم العداء.. وهذا ما يفسر التناقض بين العداء والتنسيق الخطير مع الغرب على حساب العرب.. وكانت تكسب
    مباشرة من العرب.. والغرب ايضا يكسب على حساب العرب..
    .
    يتبع رجاءا 2

  10. يقول ابن الوليد. المانيا. ( و على تويتر ibn_al_walid_1@ ):

    ربما الغرب فهم الأمر.. او ربما لم يفهم لكن البراغماتية تجعل منه يأخذ هدايا من ايران على حساب العرب..
    ولا يفكر أنها فعلا اصبحت مهمة جدا له..
    .
    ايران رأت أن اهميتها للغرب لن تكتمل سوى بدخولها طولا وعرضا في قضية فلسطين.. وحاولت مرارا واستمرارا
    أن لا تهمش في المفاوضات الجارية مع اسرائيل.. والغرب لم يعطيها هذا الشرف.. فعربد الحوتيون.. وهددت ادرعها
    في العراق والقت قنابلها.. فأسكتها الغرب بتصريح مليارات من الدولارات.. لكن ايران لا زالت وراء هدفها.. ان تصبح
    محاورا لا غنى عنه في قضية فلسطين.. وتستمر المفاوضات مع الغرب على هذه النقطة تحديدا..
    .
    يبدو انها اقدار لطيفة.. جعلت من العرب أن يتفطنوا الى انه .. لو استلمت ايران ملف فلسطين.. فاقرأ على العرب السلام..
    .
    الحقيقة .. السلام مقروء..
    .
    لكن الحال الآن افضل شوية من أن تستلم ايران ملف فلسطين.. حينها ستتم التجارة بالمقايضة على عينك يا تاجر..
    وراحت القضية فعلا والى أجل غير مسمى في مستقبل بعيد جدا.. لأنه لا تترك بقرة حلوب بسهولة..
    .
    انتهى شكرا 3

اشترك في قائمتنا البريدية