ارتياح رسمي وشعبي في الجزائر بوقف إطلاق النار في غزة.. ونداء للرئيس تبون بإعادة الإعمار يلقى تفاعلا واسعا

حجم الخط
40

الجزائر- “القدس العربي”:

سادت الأوساط الرسمية والحزبية في الجزائر، حالة من النشوة والارتياح عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد نحو سنة ونصف من العدوان الإسرائيلي. وفي خضم ذلك، شارك مئات الجزائريين، نداء وجّهه أستاذ المستقبليات وليد عبد الحي، يدعو فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للمبادرة بإعادة إعمار غزة، وعدم تركها لمساومات من وصفهم بـ”ذئاب المساعدات”.

وفي موقف سريع لها على لسان خارجيتها، أعربت الجزائر عن ارتياحها لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي جاء بعد خمسة عشر شهرا من التصعيد العسكري والحصار الذي تسبب في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني. وأكدت في بيان رسمي أن هذا الاتفاق يُمثل خطوة ضرورية لرفع الظلم عن الفلسطينيين، مشيرة إلى أنه جاء نتيجة جهود وساطة مضنية بذلتها أطراف دولية مختلفة. وشددت الجزائر على أهمية تجسيد هذا الاتفاق على أرض الواقع من خلال التزام الأطراف كافة بوقف شامل ودائم لإطلاق النار، مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، والعمل على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية.

أشارت الوزارة إلى دور الجزائر في مجلس الأمن، حيث عملت على حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية

كما أكدت وزارة الخارجية الجزائرية أن هذا الاتفاق يُعد استجابة، ولو جزئية، لتطلعات الشعب الفلسطيني، لكنه بحاجة إلى استكماله بخطوات إضافية نحو إعادة إعمار قطاع غزة وتوحيد الأراضي الفلسطينية. ودعت الوزارة إلى فتح آفاق حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرة ذلك الحل العادل والنهائي للصراع العربي الإسرائيلي، والشرط الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت الوزارة إلى دور الجزائر في مجلس الأمن، حيث عملت على حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وسعت إلى إبقاء ملف الاحتلال الإسرائيلي على جدول الأعمال الدولي.

من جانبها، وصفت حركة مجتمع السلم، كبرى الأحزاب الإسلامية في البلاد، الاتفاق بأنه انتصار تاريخي للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق جاء نتيجة صمود استثنائي لأكثر من 465 يوما في وجه العدوان الإسرائيلي. واعتبرت الحركة أن المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها أثبتت جدواها كخيار لتحرير الأرض واستعادة الحقوق المشروعة، مؤكدة أن الإنجاز السياسي والعسكري للمقاومة جاء رغم الدمار الهائل والخسائر الفادحة التي عانى منها الشعب الفلسطيني. وأثنت الحركة على الدور الجزائري في دعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو المبادرات الشعبية التي أسهمت في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

وأكدت حركة مجتمع السلم في بيانها أنها تحيي صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه رغم كل محاولات الإبادة والتهجير، معتبرة ذلك درسًا للعالم في الإرادة والتحدي. كما دعت إلى تشكيل تحالف عالمي لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، محذرة من خطورة عدم التزام إسرائيل بالاتفاقيات المبرمة. ودعت الدول العربية والإسلامية، وكذلك المجتمع الدولي، إلى العمل على إعادة إعمار غزة وتوفير الإغاثة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من آثار الحرب، مطالبة السلطة الجزائرية بمواصلة دعمها الإنساني والسياسي للشعب الفلسطيني.

وفي نداء شاركه الكثير من الجزائريين، وجّه الباحث في علم المستقبليات، وليد عبد الحي، نداءً إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، داعيًا إلى تقديم دعم عاجل لقطاع غزة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعاني منها السكان. وأكد عبد الحي أن معركة إعادة الإعمار لا تقل أهمية عن معركة السلاح، مشيرًا إلى أن القطاع بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة لمواجهة آثار الدمار، خاصة مع نقص الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

وشدد عبد الحي في رسالته على ضرورة تنظيم مؤتمر دولي عاجل لجمع التبرعات لإعادة إعمار غزة، محذرا من محاولات بعض القوى الدولية استغلال هذه المرحلة لابتزاز الفلسطينيين سياسياً مقابل المساعدات. وأكد على دور الجزائر التاريخي في دعم حركات التحرر الوطني، مشيرًا إلى أن الشعب الجزائري الذي يعرف معاناة الاستعمار لن يتوانى عن تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني. ودعا الرئيس تبون إلى التحرك سريعًا لتقديم المساعدات المطلوبة وتنظيم الجهود الدولية لضمان عدم وقوع الشعب الفلسطيني ضحية للضغوط الدولية التي قد تفرض شروطًا سياسية قاسية تتعارض مع تطلعاته.

ولاقت هذه الفكرة من لدن وليد عبد الحي الذي عمل في حقل التدريس بجامعة الجزائر لسنوات طويلة، قبولا كبيرا من قبل جزائريين سارعوا لمشاركتها وتنبيه صفحة الرئاسة على فيسبوك إليها.

وكان الرئيس الجزائري قبل أشهر في خضم الحملة الانتخابية للرئاسيات، قد اشتكى من غلق الحدود في وجه المساعدات الجزائرية، مشيرا إلى أن الجيش الجزائري بإمكانه بناء 3 مستشفيات لو فتحت الحدود.

كما تفاعل الجزائريون كثيرا مع كلام القيادي في حركة حماس خليل الحية الذي خص بلادهم بالشكر في كلمته التي أعلن فيها التوصل لاتفاق. وبرزت جهود الجزائر بشكل خاص على المستوى الدبلوماسي من خلال الحضور الفاعل في مجلس الأمن وطرح عدة مشاريع قرارات لوقف إطلاق النار كانت تعرقل بفعل الفيتو الأمريكي. كما ساندت الجزائر بقوة جهود محاسبة قادة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية ونظمت ندوة دولية ضمت مئات المحامين بحضور المحامي الراحل جيل ديفير لرفع دعوى قضائية أمام الجنائية الدولية.

 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول وجدي:

    و هل اسراءيل سوف تسمع الى مصر او قطر او السعودية او الامارات او الجزاءر لولا الاحمق ترامب وقف الحرب و الله لن تتوقف و اكيد وراء ترامب أشياء سوف نعرفها في المستقبل .

  2. يقول هيثم:

    لم تتوقف الحرب الصهيونية بعد على غزة. يدور الحديث عن تفعيل الاتفاق يوم الأحد المقبل و نتنياهو يتهم حركة حماس بأنها تراجعت عن بعض مقتضيات الاتفاق. بالطبع جميع الأحرار ينادون بوقف معاناة الشعب الفلسطيني و الغزويين خاصة. و بالطبع أيضا الجميع يريد الركوب على معاناة الفلسطينيين بشعارات و دعوات انتهازية. وحدهم الفلسطينيون كانوا في قلب المعاناة و ما يزالون لم يساعدهم لإ المطبعون ولا غير المكبعين الا بالكلام الذي لا يسمن و لا يغني . قبل الحديث عن الاعمار ينبغي خروج الجيش الاسرائيلي من غزة ثم توفير المساعدات الغذائية و توفر الاطر الطبية و التجهيزات الصحية لمداواة الجرحى و المعطوبين و الحد الأدنى من السكن المناسب لإيواء السكان الذين دمرت غالبية بيوتهم… الاتفاق اذا ما تم تطبيقه دليل على انتصار حركة حماس و فشل إسرائيل في تحقيق الأهداف التي سطرتها.

  3. يقول القدس عاصمة فلسطين:

    كما تفاعل الجزائريون كثيرا مع كلام القيادي في حركة حماس خليل الحية الذي خص بلادهم بالشكر في كلمته التي أعلن فيها التوصل لاتفاق. وبرزت جهود الجزائر بشكل خاص على المستوى الدبلوماسي من خلال الحضور الفاعل في مجلس الأمن وطرح عدة مشاريع قرارات لوقف إطلاق النار كانت تعرقل بفعل الفيتو الأمريكي. كما ساندت الجزائر بقوة جهود محاسبة قادة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية ونظمت ندوة دولية ضمت مئات المحامين بحضور المحامي الراحل جيل ديفير لرفع دعوى قضائية أمام الجنائية الدولية… هذه وقائع سجلها التاريخ وانتهى الأمر، في لجزائر نتطلع لإعمار غزة ومداوات الجرحى، من لم يشكره زعيم حماس أكيد سيشكره كيان الإحتلال .

  4. يقول خديجة:

    و أنا أحيي كل من سيقدم المساعدة و أولهم الرئيس تبون الذي بلا شك سيبني المستشفيات و المدارس

  5. يقول اغبالو:

    كم سنة، وكم أموال، وكم جهد يلزم لتعود غزة إلى ما كانت عليه يوم 6 اكتوبر 2023؟
    كم يلزم من جهود للتكفل بآلاف المؤلفة ما المعطوبين والمعوقين الذين خلفتهم هذه الحرب؟
    وماذا كسبت القضية الفلسطينية مقابل كل هذه التضحيات؟

    1. يقول إلياس - الجزائر:

      وما الذي ربحته القضية الفلسطينية قبل الـ7 من أكتوبر بتطبيع الأنظمة العربية مع الإحتلال الإسرائيلي؟
      أليس التطبيع مع الكيان الإرهابي هو اعتراف رسمي وضمني بأن اليهود الصهاينة هم أصحاب الأرض وأن لا وجود لفلسطين ولا حق للشعب الفلسطيني في وطن له على أرضه..
      هذه التضحيات الجسام هي من أخرجت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كانت مقبورة من العدو والصديق طيلة 75 عام من الإحتلال.
      أليست هذه التضحيات وهذا الثمن الباهض بالأرواح والعمران هو من أخبر العالم ولاسيما الأجيال الجديدة أن هذا الوطن المسروق من شعبه هو فلسطين وليس إسرائيل..
      هذه التضحيات أعلمت كل من كان يجهل أن هذا الوطن إسمه فلسطين وأن له شعبا يقاوم إحتلال أرضه والإستيلاء على مقدساته ويجاهد لرفع الظلم والإستبداد ولتحرير وطنه من هذا المحتل الدخيل على أرضه و الآتي من بعيد ليستوطن أرضا ليست أرضه ووطنا ضاربة جذوره في التاريخ إسمه فلسطين وهذا قبل حتى ميلاد أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم جد النبي يعقوب (إسرائيل) عليهما السلام المولود في العراق وشعب الجبارين الذي ورد ذكره في القرآن هو الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض الشرعي والتاريخي قبل وجود بنو إسرائيل!

    2. يقول إلياس - الجزائر:

      ثم وهل يُقبل أن يظل وطنك محتلا وأرضك تُهود ومقدساتك تُسلب وتُدنّس وتبقى أنت ساكتا تتفرج من دون أن تنتفض وتثور لاسترداده وتحريره ؟!
      أليست التضحيات هي الثمن الذي لابد من دفعه وهي ضريبة الدم التي تقدمها الأجيال المتعاقبة في مسيرتها نحو التحرير كما فعل الشعب الجزائري على مدى قرن وربع قرن من الإحتلال عبر ثوراته المتتالية والتي لم تتوقف حتى أثمرت بتحرير الوطن وطرد المحتل إلى غير رجعة..
      هل تقبل أن يصفعك الإستعمار على خدّك باحتلاله أرضك ومقدساتك فتناوله أنت خدّك الآخر ليستكمل ما لم يكمله!
      أتفعل هذا مخافةً من أن لا تأتي تضحياتك ثمارها ! فهذا تالله لهو الخسران المبين!

    3. يقول سفيان العمري:

      نعم من حق أي غيور ان يتساءل عما كسبته فلسطين من هذه الحرب التى دمرت غزة عن آخرها وعمن استفاد منها . ايران استعملت حماس وحزب الله لتحقيق مآربها ثم تخلت عنهما بمجرد ما استشعرت الخطر على مصالها. وها نحن اليوم نحتفل بالنصر وأي نصر بعد ان تخلصت اسرائيل مما كان يسمى بالمقاومة

  6. يقول Nabil Bahij:

    يجب إعمار الجزائر أولا وإصلاح الطرق والبنية التحتية التي شيدها الاستعمار الفرنسي.

  7. يقول عبد الرحمان:

    غزة خذلانها وهي تقاوم عار علينا ان لا نمد لها يد العون المستعجل من كل شى حتى ترمم ما تسببنا فيه من خزى تحية لابطال غ زة ورجالها الشرفاء ابنة في جدار التحرير

  8. يقول عادل:

    السيد نبيل البنية التحية في الجزائرية بخير بل هي مثلها مثل الدول الاوروبية الا ناكر الخير لا يعترف بهذا

1 2 3

اشترك في قائمتنا البريدية